علاء عبد الهادى
علاء عبد الهادى


فضفضة

الذود عن الحبيب

علاء عبدالهادي

الخميس، 29 أكتوبر 2020 - 06:53 م

هل اقتص الطالب الذى قطع رأس مدرسه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما تطاول هذا المدرس وأصر على نشر الرسوم المسيئة لأشرف خلق الله؟
هل نجحنا فى الذود عن ديننا الحنيف، وعن من بعثه الله رحمة للعالمين، فى كل مرة نخرج فيها فى مظاهرات صاخبة غاضبة، وأحيانا مدمرة فى أعقاب كل مرة تتجدد فيها مثل هذه الأشياء الرخيصة من أصحاب حضارة تبيح زواج الرجل بـ "ذكر" مثله، وزواج فتاة من "أنثى" مثلها على اعتبار أن ذلك من باب الحرية، وتطالبنا بأن نكون مثلهم وإلا فنحن غير متحضرين؟ التطاول الأخير وما أعقبه من تداعيات ليس الأول ومن الواضح أنه لن يكون الأخير، الجديد فقط أن معدله زاد.. ما الحل إذن؟ هل نتجاهل ونعرض عن الجاهلين أم هل نرد؟ والأهم بأى أسلوب نرد؟ بالسباب؟ أم برد الصاع صاعين؟ هل نعلن عن رفضنا ونطالب الآخر بالكف عن التطاول على مقدساتنا بكل الوسائل؟ الإجابة تبدأ من آخر نتيجة وصلنا لها، التى مفادها أن الغرب لن يكف عن التطاول على النبى محمد، ولا عن ربط الإسلام بالعنف والإرهاب، رغم كل غضباتنا السابقة التى استخدمنا فيها كل الوسائل.
إذن لابد من تغيير الأسلوب الذى نتعامل به فى هذه القضية الحساسة التى تكشف عن وجود هوة سحيقة بيننا وبين الغرب، فى رأيى أن كلا منا يجب أن يبدأ بنفسه، ويدافع عن دينه بحسن خلقه وأن نكون كما أراد لنا النبى فى كل سلوكيتنا، أول أدوات الدعوة القوية كانت أخلاق الرسول نفسه، والثانى الخطوة التى قام بها الإمام الأكبر الشيخ الطيب باطلاق أكبر منصة لنشر القيم والمبادىء التى دعا إليها سيد الخلق الذى بعثه الله رحمة للعالمين، لكى تكون أداة للوصول إلى صحيح الفكر والدين السمح، فى مقابل فكر تكفيرى ضلالى، جعل المسلم يبغض غير المسلم، ويجعل السلام عليه حراما، ومؤانسته كفرا، ومساكنته طريقا لجهنم.
الغرب يحاسبنا على خطاب التيارات التكفيرية التى صنع بعضها فى حضانته، واستخدمها لتحقيق أغراضه السياسية، فانقلب السحر على الساحر، ويحاسبنا على خطاب داعش وهى ابن شرعى لهم. الأمر أعقد من مجرد رسوم مسيئة وردة فعل غاضبة، والأزمة فى فرنسا أكثر تشابكا وما فعله ماكرون خطيئة تعادل إن لم تكن تتجاوز فعلة الإرهابى. صلوا عليه وتخلقوا بأخلاقه فهى أقوى وأعظم رد.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة