محمد درويش
محمد درويش


نقطة فى بحر

غرامة الملصق بقانون.. والكمامة بقرار

الأخبار

السبت، 21 نوفمبر 2020 - 07:16 م

محمد درويش

من لا يرتدى الكمامة فى مترو الأنفاق سيدفع غرامة أربعة آلاف جنيه، ومن تفوته آخر فرصة لتركيب ملصق السيارة الإليكترونى أو حتى أصحاب الدراجات البخارية والاسكوتر سيدفع غرامة حدها الأدنى أربعة آلاف جنيه والأقصى ثمانية آلاف.
أعلم أن غرامة الملصق نص عليها قانون المرور الجديد فى مادته الخامسة والعشرين ولكن ماذا عن صاحب القرار فى حالة مترو الانفاق هل هو د.مدبولى رئيس مجلس الوزراء أم وزيرة الصحة أم رئيس شركة إدارة المترو؟!
الذى أعرفه أنه ليست هناك عقوبة إلا بقانون، فهل صدر قانون بفرض غرامة على عدم ارتداء الكمامة فى المترو طبقا لما انتهى إليه مجلس الوزراء من قرارات فى مسألة الاجراءات الاحترازية المتعلقة بمواجهة فيروس كورونا؟!
أتفهم أن الأمر قد يكون مقبولا لدى أصحاب المركبات وكل من يمشى على أربعة إطارات أو اثنين ما عدا التوك توك الذى يسير على ثلاثة إطارات!!
لن يضير أصحاب سيارات النقل بأنواعها دفع الغرامة المقررة إذا لم ينتهزوا المهلة الممنوحة لهم حتى نهاية ديسمبر لتركيب الملصق ففى النهاية سوف يتم تحميلها على نولون النقل والبضائع ذاتها وكلها فى الآخر على دماغ زبون القطاعى مثلى ومثلك. طبعا هناك الكثير من أصحاب السيارات الملاكى وهم من يهرعون إلى تركيب الملصق لأن معظمهم «يدوبك اللى جاى على أد اللى رايح». ومش حمل أربعة آلاف جنيه غرامة.
أما أصحاب الدراجات البخارية معظمهم صنايعية لن يعدموا وسيلة تعويض ما قد يدفعونه إذا لم يلتزموا بموعد تركيب الملصق.
لكن ركاب مترو الأنفاق ولنتفق أن تسعين بالمائة منهم من محدودى الدخل فأخشى أن يؤدى تطبيق الغرامة عليهم إلى الحجز الإدارى وفاء لدين الحكومة ولن يجدوا عند الأغلبية إلا كنبة وقلة وكوباية للحجز عليهم.
فى النهاية الكسبان فى حكاية الغرامات هذه هم أصحاب التكاتك.. هنيئا لهم لا غرامة ولا حتى رسوم ترخيص للمركبة أو سائقها.
مع المطر.. خليك بالبيت
أذكر أن أحد طيور مصر المهاجرة قصّ علّى انه فى أول أيام وجوده فى العاصمة الأوروبية التى ابتعث فيها خرج من المنزل قاصدا الجامعة، ما هى إلا لحظات حتى عاد أدراجه إلى بيته، سأله  صاحب الشقة: لماذا عدت هل نسيت شيئا؟! قال الأمطار السبب. فابتسم ورد قائلاً: إذا كان على الأمطار فإنك لن تغادر المنزل أبدا طوال سنوات دراستك فى الجامعة.
تذكرت هذه الحكاية وأنا أطالع نداءات محافظى القاهرة والإسكندرية لسكان أكبر مدينتين فى الجمهورية بالتزام المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى تجنبا لأخطار الأمطار الغزيرة طوال الأيام الماضية.
أعتقد أن حكاية الطير المهاجر ونداء المحافظين لا تحتاج إلى تعليق ولنا الله يا أهل المحروسة.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة