في حال النعم

تأملات

الخميس، 26 نوفمبر 2020 - 03:48 م

بوابة أخبار اليوم

نسرين موافي ألا يوجد علاج لاعتياد النعم ؟!  الا يوجد حل للبطر ، للكد في الراحة ! سؤال احترت فيه   ها أنا اؤدي عاداتي بمنتهي الشغف اشرب قهوتي مع اعتيادي طعمها الا أنني  لا أملها  أبدا  . اقف لأنهل  من نسيم الفجر كالعادة دون فتور . أعترف ، تأتي لحظات و أحيانا أيام تغلبني الحياة و تعكر صفوي  لكن عاداتي و ان لم اؤديها  بنفس الشغف - يقل او يزيد - لا أمِل  منها ابدا و لا أتركها  بإرادتي  بعد إختيار فعادتي في حد ذاتها نعمة فلماذا لا أملها !! خُلقنا في بحر من نعم ، منح لا حصر لها متعددة الصور و لكل منها تجليات في كل ما حولنا و في أنفسنا . الكون ، حياتك  ، كل جزء في جسدك و روحك ، أنفاسك الداخلة خارجة من صدرك  ، كل لحظة تقضيها علي قيد الحياة تعطيك فرصة للرجوع  ، لتغيير المسار كل هذا  و أكثر  نعم  . كل نعمة وُهِبناها من أكبرها  لاصغرها  فينا او في الكون -و إن لم نكن نحمد الله عليها كما ينبغي - لا نزهدها و لا نري فيها نقصاً و لا تتغير بالعمر و لا بتغير التفكير   نعيش بها و تعيش فينا . فقط النعم التي اخترتها أنت  في حياتك سواء  أشياء او  أشخاص  هي ما يعتريها التغيير  بحسب الوقت و الظروف و الإحتياج . من الشائع اعتياد النعمة الكد في الراحة و البحث عن المفقود ، حتي و ان كان المملوك هو كل ما تمنيناه يوما .  فبعد ان توسلنا مرارا لننال ما نتمني نزهد فيه بعد تملكه  بل و نعلم جميعا ان لا أحد  يشعر بقيمة ما يملك إلا عندما يفقده  و بالرغم من علمنا بهذا ننتظر لنفقده ، لنندم و نتحسر علي الغالي الذي لم نشعر به في وقته . نعلم و نفعل و نجد نفس النتيجة! تفكير غير منطقي لكنه واقع  يرتفع سقف طموحك فتزهد ما اعتدت ان يكون حدود آمالك نتجرأ علي ما كنا نراه خطوط حمراء و تقل في أعيننا قيمة ما قدرناه ثمينًا . أعياني التفكير و لم اجد غير تفسير منطقي متواضع،   أن في معظم الأحوال  تكون الأماني وقتيه طبقاً لمعطياتك  ، لتفكيرك و احتياجك  في هذه المرحلة و مع تغير هذه المعطيات تتغير نظرتك لها  ، فتري نواقصها بل و تسلط عليها الضوء . تؤرقك فيصبح ما اعتدت ان يسعدك يعذبك ، تري الشيء بنقيضه تري قرباً تمنيته ضغطاً و حملًا علي كاهلك . تري عمل سعيت له جاهداً  بعد فترة من الحصول عليه  اقل بكثير من امكانياتك و مما تستطيع  فعله.  حتي و ان كان هذا غير صحيح لكنه الاعتياد الذي يفقدك الاحساس  بالشغف . تعتاد وجودهم فيصبح  عبئا بعد ان كان نعمة لا تفقد ما اخترت يوما بسهولة فاختيارك يستحق ان تحاول . فإما  ان تتماشي مع التغيير الذي طرأ عليك و تتقبل اعتيادك ، ترضى بالواقع و تعيش تبعات اختيارك انت من الأساس ، بغض النظر عن رغباتك و عن نظرتك التي اصبحت مغايرة للسابق . و اما ان تبحث في ما اعتراك تناقش  و تحاول استعادة ما فقدت  من شغف .. تعيد اكتشاف نعمك تعافر ..فلا تخسر اختيارك و لا تفقد شغفك  قد تكون نعمتك تلك هي كنزك الحقيقي .  فلا تستسلم .