موكب المومياوات الملكية| «تحتمس الأول»
موكب المومياوات الملكية| «تحتمس الأول»


قبل نقل موكب المومياوات الملكية.. تعرف على «تحتمس الأول»

شيرين الكردي

الأحد، 06 ديسمبر 2020 - 09:16 ص

 

حدث عالمي فريد من نوعه، ينتظره العالم بأكمله يرتبط بنقل 22 مومياء ملكية فرعونية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة، إذ تتحرك عربات متلاحقة تحمل كل واحد اسم ملك فرعوني، وسط تغطية إعلامية دولية ومحلية عدد كبير من الوزراء والسفراء لدى مصر.

ولا يختلف اثنان على أن نقل موكب المومياوات الملكية أحد أهم المشروعات الأثرية والترويجية للسياحة المصرية المرتبطة بالعام 2020، ولعل إحدى مومياوات الملوك الذين سيتم نقلهم هي مومياء الملك «تحتمس الأول»، حيث قدم الدكتور حسين عبدالبصير، مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، عرضًا موسعًا له:

الملك «تحتمس الأول» هو المهندس المعماري للإمبراطورية المصرية العظيمة في الشرق الأدنى القديم، تولى الحكم في الأربعينيات من عمره، وبدأ عصر إرسال الجيوش إلى خارج الحدود على نطاق واسع، وبذلك يكون هو أول من خطا بمصر بخطوات كبيرة في سبيل تكوين الإمبراطورية وعمل على بسط نفوذ وسيادة الدولة المصرية إلى أقاصي الشمال والجنوب.

يقول «عبد البصير» إن تحتمس الأول كان ذا صفات تشهد له بالكفاءة العسكرية والرؤية الاستراتيجية والميل الكبير لأعمال البطولة والبسالة في الحرب ومواصلة كفاح من سبقوه من ملوك مصر في الدفاع عن مصر وتوسيع حدودها إلى أقصى ما تسقط عليه أشعة الشمس فى الشرق الأدنى القديم، وكان هذا الملك ميالاً للتعمير والأعمال السلمية والنهضة بالدولة والدفع بها إلى أقصى غايات التنمية والازدهار.

وأوضح «عبد البصير»، لا نعلم إن كان ابنًا لأمنحتب الأول من إحدى زوجاته الثانويات (سن سنب)، أم كان ابنًا لأحمس الأول من زوجته أحمس نفرتارى، أم كان أحد أقرباء أمنحتب الأول البعيدين، والمؤكد هو استيلاؤه على العرش ثم زواجه من أحمس ربما ابنة أحمس الأول وأخت أمنحتب الأول، أو ربما أخته، ليصبغ الشرعية على حكمه.

وبمجرد توليه الحكم، نقش موظفوه مرسوم تتويجه في وادي حلفا وغيرها من مناطق النوبة، وظهرت أحمس نفرتاري في نقش وادي حلفا وكان لها دور كبير في توليه الحكم بعد ابنها أمنحتب الأول، ويعكس هذا رضاءها عنه، وتقديره لها.

وأضاف «عبد البصير»، إنه على الفور قام الملك بحملة برية نهرية في العام الثاني من حكمه لردع النوبيين بعد أن قاموا بالقلاقل والاضطرابات وتهديد حدوده الجنوبية، وقام بمعاقبة الثوار، وتم تطهير القناة التي شقها سنوسرت الثالث فى الجندل الأول من الطمي الذي تجمع بها نتيجة الإهمال، وتم هزيمة النوبيين، وترك الملك لوحة عند تومبوس بالجندل الثالث ذكر فيها أنه المهيمن على الأراضي الفسيحة الممتدة من تومبوس جنوبًا إلى الفرات شمالاً، وبنى قلعة هناك، ما تزال آثارها باقية، وعاد الفرعون عن طريق قناة سنوسرت بعد أن قتل أعداءه في العام الثالث من حكمه، وطغت الحضارة المصرية على الحضارة المحلية في تلك البلاد، وتم تمصير بلاد النوبة، وسيطرت مصر على النوبة لمدة 500 عام قادمة بلا أدنى قلاقل.

وأشار «عبد البصير»، إلى أن الملك حارب في سوريا، ولم تقابل الجيوش المصرية أي صعوبات في قادش ووصلت إلى نهارين (دولة ميتاني) بين الفرات والعاصي، ومن العبارات الجميلة إطلاق في نصوصنا تعبير "النهر ذي المياه المعكوسة" على الفرات؛ لأنه يجرى من الشمال للجنوب على عكس النيل الذي ينبع جنوبًا ليصب شمالاً، وترك لوحة عند قرقميش، ذاكرًا كيف وصلت حدوده في آسيا الصغرى إلى ضفة الفرات، وانتصرت مصر، وعاد جيشها بطوائف كثيرة من الأسرى وغنائم الحرب، وقام بحملة على الليبيين وقاتلهم حتى شردهم.

وفي النهاية، تحتمس الأول هو الذى مد حدود مصر من قرن الأرض جنوبًا إلى أطراف المياه المعكوسة شمالاً ليكون بامتياز هو المهندس المعمارى الأول للإمبراطورية المصرية في الشرق الأدنى القديم.

ورغم عدم تحديد موعد حتى الآن للموكب الملكي، بات العالم على موعد مع الحدث الاستثنائي الذي يُنتظر أن تشهده القاهرة قريبا بنقل 22 مومياء ملكية من المتحف المصري إلى المتحف القومي للحضارة، في مسار تم إعداده بعناية لتكون الرحلة آمنة من التحرير إلى الفسطاط.

ومن المنتظر أن تعيد عملية النقل إلى الأذهان ذكريات نقل تمثال رمسيس قبل سنوات إلى المتحف المصري الكبير، وسهر أهالي القاهرة حتى الصباح ليتابعوا موكبه، مع ملايين شاهدوه عبر الشاشات على مستوى العالم.

استعدادات وإجراءات مُكثفة شهدتها القاهرة، لتليق بعظمة ملوك وملكات الفراعنة، ومومياواتهم التي ترجع إلى عصر الأسر الـ17، و18، و19، و20، و22، من بينها 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات، هم: «سقنن رع، مريت آمون، امنحتب الأول، تحتمس الأول، الملكة تي، تحتمس الثاني، تحتمس الثالث، أمنحتب الثاني، أمنحتب الثالث، حتشبسوت، أحمس، نفرتاري، ست كامس، سبتاح، رمسيس الثاني، سيتي الأول، سيتي الثاني، رمسيس الثالث، والرابع، والخامس، والسادس، والتاسع».

 وكان متحف الحضارة قد استقبل 17 تابوتًا ملكيًا في يوليو الماضي، لترميمها وتجهيزها للعرض، استعدادا لاستقبال هذه المومياوات، فيما أكد الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار الانتهاء من تجهيز قاعة «المومياوات الملكية» بمتحف الحضارة.

اقرأ أيضا |رمسيس الثاني وحتشبسوت و19 ملكا فرعونيا في رحلتهم الأخيرة لمتحف الحضارة

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة