صاحبة الجلالة زمان

صفية مصطفى أمين

الجمعة، 18 ديسمبر 2020 - 07:14 م

أخبار اليوم

جلس مصطفى وعلى أمين على مائدة الغذاء مع جدهما زعيم الأمة «سعد زغلول». ترأس الجد  المائدة، وجلست زوجته «صفية» عن يمينه، والكاتب «عباس العقاد» عن يساره،  يليه «فتح الله  بركات» وزير الزراعة، و«مرقص حنا» وزير الاشغال، و»مصطفى النحاس» وزير المواصلات، و»محمد  الغرابلى» وزير الاوقاف. بعد أن تناول الغذاء سأل مصطفى جده: كيف يجلس العقاد  قبل أصحاب المعالى الوزراء؟  فأجاب سعد: العقاد هو صاحب جلالة لأن الصحافة صاحبة جلالة، والوزراء أصحاب معالي. إذن،  يجلس صاحب الجلالة قبل أصحاب المعالي! بعد عدة سنوات، كان الولدان على ومصطفى يجلسان مع سعد زغلول فى مكتبه  ببيت الامة،  ودخل سكرتيره الخاص، قائلا : حضر «عبد الخالق ثروت» رئيس الوزراء، وحضر معه فى نفس الوقت «عبد القادر حمزة» صاحب جريدة البلاغ، و«أحمد حافظ عوض» صاحب جريدة كوكب الشرق..من أدخله اولا؟ فأجاب سعد بسرعة: طبعا صاحب البلاغ وصاحب كوكب الشرق أولا! كان هذا مقدار احترام سعد للصحفيين، واهتمامه بكل كلمة تُكتب فى جريدة.. لدرجة أنه عندما كان   رئيسا للوزراء،  استقل باخرة حكومية من قريته فى مسجد وصيف إلى القاهرة.. فنشرت إحدى صحف المعارضة أن الرحلة استغرقت ثلاثة ايام، والباخرة تكلفت 20 جنيها عن اليوم . فور  قراءته للخبر، اتصل   بوزير الاشغال وسأله عن  تكاليف الرحلة، وأرسلها له مع مدير مكتبه.      هكذا كانت صاحبة الجلالة  الصحافة زمان!