صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


هل يجوز الطلاق من زوج يعاني ضعفا جنسيا؟.. «الإفتاء» تجيب

إسراء كارم

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2020 - 05:28 م

 

يعد الطلاق من أكثر الأمور المنتشرة بشكل كبير، في المجتمع المصري، وتزداد نسبه بشكل كبير كل يوم، ومن بين الأمور التي تتسبب في الطلاق أو الخلع المتعلقة بالعلاقة الحميمة بين الزوجين.

4 شقيقات يحولن فيروس كورونا إلى «لعبة»

وورد إلينا سؤال من متابعة لـ«بوابة أخبار اليوم »، للإجابة عنه من أحد المتخصصين، ونصه: «زوجي يعاني ضعفا جنسيا .. هل يجوز طلاقي منه؟».

وأجابت «الإفتاء» على السؤال لـ«بوابة أخبار اليوم»، بأن الأصل في الحياة الزوجية أن تكون قائمة على المودة والرحمة لا على التنازع والمشاحنة، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21]، وقال تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}[النساء: 19] وأن تصدر تصرفات كل واحد منهما -خاصة التي تتعلق بحقوق الآخر- عن تراض ومحبة.

وقالت إنه ورد عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:«خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِى» أخرجه الترمذي في سننه.

 وأضافت «الإفتاء» أن الشرع حض على الرفق في معالجة الأخطاء، ودعا النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى الرفق في الأمر كله؛ فعَنْ عَائِشَة -رضي الله عنها- عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فِى شَىْءٍ إِلاَّ زَانَهُ وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَىْءٍ إِلاَّ شَانَهُ» أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.

 ولفتت إلى أن الحياة الزوجية لا تستمر على نسق سليم إلا بشيء من المسامحة والتنازل من كلا الطرفين، لأنها قامت على عقد من أغلظ العقود، قال تعالى فيه: {وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} [النساء:21] وإذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر بالتسامح في البيع والشراء، ودعا لفاعله بالرحمة، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رضى الله عنهما- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «رَحِمَ اللَّهُ رَجُلاً سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى» أخرجه البخاري في صحيحه. وهو عقد أدنى بكثير من عقد النكاح، فكان تسامح الزوج مع زوجته أو العكس مندوبًا إليه من باب أولى.

 وأوضحت «الإفتاء» بأنه يحب على زوجك طلب العلاج المناسب لحل هذا الأمر وإعفافك، قال العلامة علاء الدين الكاساني في كتاب «بدائع الصنائع»: «وَلِلزَّوْجَةِ أَنْ تُطَالِبَ زَوْجَهَا بِالْوَطْءِ، لأَنَّ حِلَّهُ لَهَا حَقُّهَا كَمَا أَنَّ حِلَّهَا لَهُ حَقُّهُ، وَإِذَا طَالَبَتْهُ يَجِبُ عَلَى الزَّوْجِ».

 ونصحت دار الإفتاء الزوجة: « بالصبر والتماس وسائل النصح والإصلاح لزوجك حتى يتعافى من هذا الأمر سواء كانت وسائل مباشرة أو غير مباشرة، ومن وسائل الإصلاح التحدث على أساس المودة والرحمة والود والتفاهم والنقاش، وليس على التنازع والمشاحة بينك وبينه».

 واستكملت: «أما إذا يئست من إصلاحه، والعيش معه في حياة زوجية مستقرة، فعليك بالموازنة بين المصالح والمفاسد المترتبة على الاستمرار في حياتها الزوجية بذلك الوضع، فإن ترجحت المصالح على المفاسد فالأولى بك الاستمرار والمقاومة في إصلاحه ولك في ذلك الصبر ثواب عظيم وخصوصاً إذا كان هناك أولاد، أما إذا ترجحت المفاسد على المصالح وكانت فوق طاقتك احتمالك، فيجوز لك طلب الطلاق للضرر، أو الخلع».

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة