فى معرض «حبة الكرز» للفنان مصطفى ربيع

أهم لوحات المعرض «وسط الطبيعة»

الخميس، 31 ديسمبر 2020 - 08:22 ص

آخر ساعة

فاطمة على «حبة الكرز» هو عنوان معرض الفنان التشكيلى الشاب مصطفى ربيع، وهو العنوان الذى بدا مفروضاً على اللوحات بلا دلالة تُضيف للعرض، حتى إن حاول أن يرسم  بعضا من حبات الكرز الحمراء متناثرة فى اللوحات مُبهجة الألوان التى لم تكن بحاجة لـ«الكرز».. وحتى شخوصه تمارس حياتها بسعادة وببراءتها التلقائية من دون الالتفات لمسمى الفنان. وفى كتالوج المعرض لم يقدم الفنان أى مدلول مفاهيمى لفكرة التسمية التى تأخذ الكثير من دلالة العرض أكثر من أنه قدم إعجابه وتغزّله فى حبات الكرز على المروج وجاذبيتها وسحرها وليس بوجودها الفاعل داخل لوحاته. وتناسى الفنان أن يشير للمتابع إلى دلالة إخراجه لشخوصه من بين الجدران المغلقة  إلى الطبيعة مما أكسب لوحاته بعداً حيويا هاماً عن ذى قبل، فأصبح للون جاذبيته ومبرره ليتألق فى الضوء أكثر منه لون حبيس جدران.. وأيضاً التحام شخوصه بالطبيعة وتأثير الضوء عليها فتح آفاقاً لانطلاق خيالها بالحلم داخل فضاء الطبيعة فتواجدت شخوصه داخل أجواء شبه سيريالية أو من الفانتازيا أصبح لها منطق فى هذا العرض فى ذلك التشابك بين الإنسان والطبيعة، الذى اختلف أيضاً بأن طوّر الفنان الشاب طريقته فى تطبيق الألوان واحداً تلو الآخر.. والرسم فى طبقات مثل السماء، ثم عناصر الخلفية، فعناصر المشهد، وعلى أبعاد مختلفة من اللوحة نثر شخوصاً صغيرة الحجم للغاية متطايرة قابعة فوق الأشجار وبين الأعشاب فى تركيبة سيريالية. ولسنوات، ظلت تشغل الفنان حالة السعادة غير مبررة إلا بسبب تلقائية وفطرية وبساطة شخوصه وبابتساماتها التى داوم عليها بنفس الشخوص من معرض لآخر فى تطبيقات متشابهة، بينما عروض الفن واللوحة ليست هى فقط  جمالية اللون ولا الابتسامة، فلهذه العروض قيمة كبيرة يسعى المشاهد لها لتملأه بدلالات الفن من شكل ولون ومفهوم ورساله وتدفعه إلى التأمل والتفكير فى جمالية وغموض الفكر والروح فى تحدٍ للقيم والجماليات اللامرئية.. ولا يسعى المشاهد فقط لإعادة الرؤية ذات الوجوه المبتسمة هى نفسها منذ بدأ الفنان.   . والفنان مصطفى ربيع بموهبته وامتلاكه لحاله براءة الشكل والبهجة مهما اختلفت مسميات العرض.. حين أخرج شخوصه فى عرضه الأخير لمفردات الطبيعة الأكثر دلالة من سماء وبحر واخضرار وهواء مفتوح ظلت شخوصه على حالها بنفس التعبيرات كأنها لا تستشعر ما أخرجها إليه الفنان رغم براحة الإبداع.. وفى هذا العرض مع فكرة الخروج بحثت عن دلالة ما أراده الفنان فكرياً من فكرة الخروج خارج الجدران.. وهو تحول كبير لم تستفد منه شخوصه تماماً.