محمد بركات

لا أحد يستطيع أن يتكهن بما ستسفر عنه المعركة المشتعلة حالياً فى العاصمة الأمريكية واشنطن، حول المصير الذى ينتظر الرئيس المنتهية ولايته "دونالد ترامب"،..، فى ظل الزلزال الهائل الذى تسبب فيه الأربعاء الماضى السادس من يناير، على اثر الهجوم الغوغائي على مقر الكونجرس، الذى هز أمريكا ولا يزال حتى الان. ومصير ترامب أضحى غامضاً بالفعل ومعلقاً وسط موجات المطالبين بعزله فوراً، وعواصف الساعين لمحاكمته فى أسرع وقت، وقبل انتهاء فترة حكمه فى العشرين من يناير الحالى، أى بعد ثمانية أيام لا غير. الاتهامات الموجهة إلى ترامب جسيمة، وهى الدعوة للعنف والتحريض على اقتحام مبنى الكونجرس "الكابيتول"، بهدف تعطيل عملية وإجراءات التصديق على نتائج الانتخابات، ووقف إعلان فوز الرئيس المنتخب "جو بايدن" بمنصب الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة بالمخالفة للدستور. وبينما يكثف أعضاء الحزب الديمقراطى محاولاتهم ومساعيهم للخلاص من ترامب بالعزل أو المحاكمة، فإن ترامب يبذل كل ما يستطيع الآن لإنقاذ نفسه ومحاولة إفشال مساعيهم، اعتماداً على البقية الباقية من الموالين له الجمهوريين من الأعضاء فى مجلس الشيوخ رغم قلتهم حالياً. وهؤلاء يسعون حالياً لوقف محاولات العزل عن طريق النصح، والتحذير بأن اللجوء إلى العزل أو المحاكمة، سيؤدى إلى زيادة شقة الخلاف، واتساع الشروخ القائمة الان فى المجتمع الأمريكى الذى يكاد أن يكون منقسماً حالياً. وفى ذات الوقت يحاول الديمقراطيين اقناع نائب الرئيس "مايك بنس" بالسير معهم فى محاولة عزل ترامب، عن طريق تطبيق التعديل الخامس والعشرين للدستور، الذى يتيح إمكانية عزل الرئيس فى حالة عجزه عن أداء مهامه، ولكن "بنس" يمانع حتى الان. وهكذا مازال مصير ترامب معلقاً وغامضاً حتى الآن.