كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

جاذبية الاحتراف !

كرم جبر

الأربعاء، 13 يناير 2021 - 09:05 م

لاعب صغير السن مثل مصطفى محمد، انفتحت له مغارة على بابا، دولارات بالملايين، وحياة رائعة فى فرنسا، ومستقبل آمن ومطمئن وفيلات وسيارات وحسابات ساخنة فى البنوك.. ماذا يفعل؟

صحيح أن حياته فى مصر ميسورة جداً، ويوفر له الزمالك أموالاً طائلة، ولكن شتان بين ما فى يديه، وبين ما هو معروض عليه، والشباب مولع دائماً بالسفر والمغامرة والتجربة واقتحام المستقبل.

الزمالك معذور لأنه اكتشف مهاجماً فذا، كان منذ سنوات "كعب داير" فى أندية الأقاليم، وتخشى إدارته المؤقتة غضبة الجماهير إذا تم التفريط فيه.

لو احترف مصطفى محمد فكل الأطراف كسبانة.. الزمالك ملايين الدولارات التى تفى بالتزامات اللاعبين الحاليين، ومصطفى محمد سيصبح مثل محمد صلاح، والمنتخب القومى بعد اكتساب اللاعب الخبرة الدولية الكبيرة.

لماذا − إذن − وضع العراقيل حتى لا تتم الصفقة؟.. وتخيلوا لو منعنا صلاح من السفر، لكان لاعباً فى الأهلى أو الزمالك فى أحسن الأحوال، ولم يحقق المجد الكروى غير المسبوق، ويكفيه أنه رفع اسم بلاده فى الدورى الأشهر فى العالم.

الفلوس لها سحر، ولكنها ليست فلوساً فقط، ولكنْ عالم غير العالم ودنيا غير الدنيا ومستقبل غير المستقبل وحياة غير الحياة، وفرصة قد لا تأتى مرة ثانية، خصوصاً وأن متوسط أعمار اللاعبين فى الملاعب قصيرة، ويسابقون الزمن لتأمين حياتهم والمحافظة على مستويات معيشتهم.

والانتماء شيء رائع، أن تعشق ناديك وتضحى من أجله، دون أن يكون ذلك على حسابك أو فيه ضرر، أما الجشع فشيء مختلف تماماً، مثل واقعة "...." الذى ضحى بناديه الكبير، من أجل زيادة فى عقده، وفقد فى نفس الوقت السمعة والشعبية، يعنى تغلب الجشع على الانتماء.

ساسى − أيضاً − لاعب رائع، ولكنه يفكر فى اقتناص وجوده فى الملاعب لتأمين حياته مثل باقى اللاعبين، فقد جاء إلى الزمالك من الدورى السعودى بعقد مغر، ويحاول المرور إلى الدورى القطرى، والمعادلة الصعبة هى: كيف يحقق التوازن بين مصلحته الشخصية مع عدم الإضرار بالزمالك؟

الفلوس أم الانتماء، قضية قديمة فى الوسط الكروى، وغالباً ما تنتصر الفلوس، إلا إذا كان الانتماء مشفوعاً بحقائب مليئة بالملايين فوق المائدة وتحت المائدة، وبشكل علنى أو سرى، وحدث ذلك مع نجوم كثيرين، خرجوا على الرأى العام بحكايات عن أنهم فضلوا مصلحة ناديهم على العقود الخارجية.

اتركوا مصطفى محمد للاحتراف الخارجى، لأن اللاعب يعيش الآن عالماً من الخيال، ينسجه من قصة محمد صلاح وميدو وأحمد حسن وغيرهم من اللاعبين الذين لبوا نداء الاحتراف، فتغيرت حياتهم رأساً على عقب.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة