محمد درويش
محمد درويش


نقطة فى بحر

منظومة الشكاوى والاتحاد والنقابة

بوابة أخبار اليوم

السبت، 16 يناير 2021 - 06:42 م

محمد درويش

 

فى ١٢ سبتمبر الماضى كتبت شكوى طبيب الأمراض الجلدية الذى كان ضابطا مكلفا فى حرب أكتوبر، الآن أصيب بالسرطان ولم يعد قادرا على تحمل تكلفة العلاج بعد أن استسلم لتحمل الآلام ولزم فراشه على مدار الأربع والعشرين ساعة.
ناشدت وزارة الصحة التى أفنى عمره فى مستشفياتها ونقابة الأطباء وغيرها أن يتحركا انقاذا للرجل الذى تخطى عمره الثمانين عاما.
تعالوا نرى رد الفعل لجهات ثلاث وكيف تعاملت مع صرخات الرجل ومناشدتى التى نشرت فى سبتمبر الماضى وقبلها فى يوليو ولا حياة لمن تنادى.
> منظومة الشكاوى الحكومية طلبت من الطبيب الذى لا يغادر منزله قط بل أيضا لا يغادر فراشه استخراج بطاقة تأمين صحى ثم التوجه إلى مستشفى الدمرداش للعرض على لجنة كذا ثم منها إلى لجنة أخرى وهو ونصيبه.
> نقابة الأطباء التى يشارك فى مشروع العلاج بها وعضو فيها منذ تخرجه لم تعره اهتماما أو حتى مجرد الانتباه لحالته ولم تبت فيما قدمه نجله الشاب من تقارير طبية وروشتات علاجية تقصم ظهر صاحب معاش لا يتعدى بضعة آلاف من الجنيهات شهريا، والغريب أنهم يقدمون استمارة بها اسئلة من ملكية سيارة وشقة تمليك وعدد سنوات سفره- إن كان سافر  - للخارج.
> اتحاد النقابات الطبية عاتب رئيس المركز الإعلامى به نجل الطبيب فى رسائل على الواتس بأن عليه أن يتقدم بطلب إعانة للاتحاد خاص بالأمراض المزمنة وكأن ما نشرناه لا يمثل طلباً بحالة الرجل للعلاج المكلف وليس لبضع مئات من الجنيهات لن تغنى أو تسمن من جوع.
الرجل المصاب بسرطان العظام والبروستاتا ارتضى أقل أنواع العلاج تكلفة التى تتراوح قيمتها من أربعة آلاف إلى ستة آلاف جنيه شهريا رغم ان توصية كبار الأطباء بعلاجات تصل قيمتها إلى أربعين ألف جنيه، وهو علاج لا يتطلب الكيماوى نظرا لتقدمه فى السن وعلاجه هرمونى فقط .
ربما يكون الطبيب المصاب بالسرطان مخطئا فى عدم انضمامه لمنظومة التأمين الصحى وربما كان السبب درايته بدهاليز التأمين وأنه لن يقدم له بروتوكول العلاج المطلوب ولكن يبقى فى النهاية نظرة حق قبل أن تكون نظرة شفقة وعطف من كل الجهات التى ذكرناها، ونشير إلى أن رقم عضويته فى نقابة الأطباء ١٢٨٩١ وهاتفه ٠١٢٢٦١٢٧٥٨٢
٢٠ مليوناً.. معقول ؟
أمس الأول الجمعة نشر الموقع الاخبارى الذى يحظى باقبال كبير خبرا عن تسهيلات فى استيراد سيارات المعاقين أو ذوى الاحتياجات الخاصة مؤكدا على لسان مصدر مسئول أن التسهيلات سيستفيد منها ٢٠ مليون معاق فى مصر.
استوقفنى الرقم كما استوقف الكثيرين من متابعى الموقع الذين أبدوا استنكارا شديدا لهذا العدد الذى يمثل عشرين بالمائة من سكان المحروسة.
دخلت على محرك البحث جوجل وأكد لى أنه طبقا لآخر احصائيات جهاز التعبئة والاحصاء التى تمت عام ٢٠١٧ فإن عددهم يصل إلى ١٠٫٢ مليون فقط مع تصنيفهم إلى كل درجات الاعاقة أيا كانت وطبعاً لن يتضاعف العدد فى ٣ سنوات.
لو افترضنا صحة رقم العشرين مليونا واستطاع ربعهم أى خمسة ملايين استيراد سيارة معوقين يا ترى حال شوارع المحروسة يبقى عامل إيه؟!

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة