كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الرؤية المصرية والسياسة الأمريكية

كرم جبر

الأحد، 17 يناير 2021 - 06:39 م

فى سبتمبر 2016 أدلى الرئيس عبد الفتاح السيسى بحديث لديفيد أجناتيوس بالواشنطن بوست، قال فيه إن هدفه إنشاء دولة قوية وقادرة تمتلك بنية تحتية حديثة ونمواً اقتصادياً أسرع.
وقال الرئيس إن الولايات المتحدة لا يجب أن تنظر لمصر بعدسة أمريكية، لأن ذلك غير منصف لظروف مصر، والعدسة المصرية هى الأكثر إنصافاً وإدراكاً لأوضاع البلاد داخلياً، وعلى صعيد أحداث منطقة الشرق الأوسط، ولا يدرك حجم المخاطر إلا من يعيش فى بؤرة الأحداث.
كان ذلك بمناسبة تولى الرئيس ترامب للسلطة فى الولايات المتحدة، وظل موقف مصر والرئيس ثابتاً ولم يتغير ونحن على أبواب رئاسة أمريكية جديدة.
الرؤية المصرية يجذبها الاستقرار، وتسلط الأضواء على جهود حثيثة للتوصل إلى ديمقراطية حقيقة، تتلاءم مع ثقافات الشعوب واحتياجاتها، ومصر أعلم بظروفها والتحديات السياسية والاقتصادية التى تواجهها، وتمضى فى اقتحامها، وإيجاد حلول تحوز الرضا العام، وتخفف الأعباء المتوارثة.
الرؤية المصرية تختزن خبرات واقعية وتاريخية، من خلال دورها المحورى الذى يستعيد تأثيره، ويقوم على احترام رغبات الشعوب فى تقرير مصيرها، واعتماد الحوار السلمى طريقاً لحل المشاكل والأزمات، ويؤيد رؤاها تجارب مريرة لدول الجحيم العربي، أدخلها الغرب بالتآمر والتوريط فى حروب وصراعات دينية، أدت إلى تمزيقها وهدم دولها وشقاء شعوبها، وأصبحت تلك الدول تنظر للتجربة المصرية بعين التمنى والتقدير والاحترام، ولن تهدأ المنطقة ويعود اليها الهدوء والاستقرار إلا إذا رفعت الجيوش الأجنبية يدها عنها.
فماذا فعلت الجيوش الأجنبية فى سوريا غير تفجير صراعات لم تقدر على حسمها، وحولتها إلى مستنقع للصراع الدولي، ولا تعرف الجيوش الأجنبية هدفاً محدداً للحرب، ولا متى تصمت المدافع ولا من هو المنتصر ولا من هو المهزوم، فى حرب غامضة تتخفى أسبابها فى أطماع الدول الأجنبية؟ أما الرؤية المصرية فشديدة الوضوح والواقعية، وتنبع من الحفاظ على وحدة الدولة السورية، وتنهى سنوات الدم والنار، وموت الأبرياء فى عرض البحار.
الرؤية المصرية ترى أن الإرهاب هو الشيطان الذى يهدد أمن واستقرار المنطقة، وتنادى بتركيز الجهود الدولية فى حرب حقيقية ضد الجماعات المسلحة، وليس الشعوب المغلوبة على أمرها، ولن يتحقق ذلك إلا بتوفير بيئة دولية، لتجفيف منابع الإرهاب وقطع شرايين التمويل والتسليح.
الرؤية المصرية ترى استرداد الدولة الوطنية فى سائر دول المنطقة، حتى يعود إليها الهدوء والاستقرار، وتنعم شعوبها بالطمأنينة، فلا تضطر إلى الهجرة للمجهول.
فماذا استفادت دول وشعوب المنطقة من ربيع جاءها من الغرب، فمزق كثيرا من دولها، وأوقعها فى أتون الحروب الأهلية؟ وبعد الخراب والدمار أدرك صناع المأساة أنهم كانوا مخطئين.
لم تختلف الرؤية المصرية التى طرحها الرئيس عندما كان الرئيس ترامب على أبواب البيت الأبيض، ولن تختلف ثوابتها مع الرئيس الأمريكى الجديد.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة