مغامرة داخل العزل| «معه لآخر نفس» صالح يروي لحظات الإنقاذ الأخيرة .. فيديو
طبيب الرعاية أثناء حديثه لـ«الأخبار» تصوير: طارق إبراهيم - أحمد حسن
الأربعاء، 27 يناير 2021 - 10:43 م
أحمد سعد-محمد الهواري
اعتاد الدكتور صالح حسين أخصائى الرعاية المركزة بمستشفى هليوبوليس للعزل، العمل على مدار الـ24 ساعة يوميًا، لا يتعب ولا يمل أو يتخاذل عن القيام بدوره الذى يستوجب بصفته مسئول عن الرعايات المركزة للحالات الحرجة التواجد بجوار المرضى باستمرار.
اقرأ الحلقة الأولى| مغامرة داخل العزل.. الجميع يبحث عن الحياة (1-3) | صور
فور خروجه من غرفة أحد المرضى حالته خطيرة موضوع على جهاز التنفس الصناعى بدت علامات التأثر والحزن على وجه الطبيب الذى قابلنا ليروى لنا مراحل إنقاذ المريض حال تعرضه لأى مضاعفات وهو فى الرعاية المركزة فقال إن حال تعرض أى مريض فى الرعاية لأزمة طارئة الكل يعمل كخلية نحل لانقاذه، نحاول معه كل المحاولات لإنقاذه طبقا لبروتوكول العلاج ولو لم يستجب نكون معه الى اخر نفس الى أن يأذن الله وتكون اصعب لحظة نعيشها توقف عضلة القلب وأصعب منها لحظة تركيب انبوبة حنجرية لوضع المريض على جهاز التنفس الصناعى النافذ وتكون فرص حياته أقل.
وفسر مراحل انقاذ المريض: يتم وضع ماسك اكسجين عادى أو بخزان للمريض واذا لم يأت بنتيجة يتم وضعه على جهاز تنفس صناعى غير تداخلي «سباب»، وإذا فشل فى إنقاذ المريض، يتم وضعه على جهاز تنفس صناعى تداخلى او نافذ وهى اخر مرحلة نصل اليها لانقاذ المريض وقت ان تكون حالته حرجة جدا وقبل فقد حياته.
ويضيف: استقبل فى الرعاية الحرجة أى حالة دخول جديدة، وهى التى تعانى من أعراض وانخفاض نسب الأكسجين بصورة كبيرة، واصعب شئ يواجهنى فى عملى أن مرضى الكورونا يكون لديهم انخفاض شديد فى نسبة الأكسجين وهم فى كامل وعيهم، فتضطر بعد فشل محاولات كثيرة فى وضع الأنبوبة الحنجرية للمريض لوضعه على جهاز تنفس صناعي، وهو فى كامل وعيه يكون ذلك صعبا جدًا للمريض الطبيعى عند وصول نسبة الأكسجين الى 40 او 50% يتأثر وعيه فى الحالات الطبيعية للالتهاب الرئوى اما كورونا تكون 30% والمريض يتحدث طبيعى اليك، فيكون قرار وضع انبوبة حنجرية له ووضعه على جهاز تنفس صناعى يكون الوضع صعبا جدا.
لكونه المكان الأكثر خطورة فى العزل على مستوى كل شئ سواء فى الحالات الحرجة من المرضى أو الأكثر نقلا للعدوى خاصة عند إنقاذ مريض يستدعى تواجد الطبيب فى الرعاية الحرجة دائما: متاح الـ 24 ساعة وموجود أمام الرعاية فلا ننام الا قليل، وأبدأ يومى صباحا بالمرور على المرضى، ومتابعة حالتهم الصحية وضبط اجهزة التنفس الصناعى وطلب التحاليل ومتابعة العلامات الحيوية ونضبط العلاج ونزود او ننقص نسبة الاكسجين من جهاز التنفس الصناعى حسب حالة المريض.
ويقول: الحالات أشد فى الموجة الثانية، ولا يتعافوا بنسبة أكبر من الموجة الأولى، واكتسبنا خبرة كبيرة من الموجة الأولى، أصبحنا أكثر خبرة فى استخدام أجهزة التنفس الصناعي، وتعاملنا اصبح افضل بكثير لكن لطبيعة الحالات الحرجة جدا تكون النتيجة النهائية غير جيدة.
ويضيف: مع التجربة والتكرار لإنقاذ حياة المرضى فى المرحلة الأخيرة، يكون القلق والخوف قليلا لأننا نتعامل مع هذه الأوضاع يوميا ونتوكل على الله. ويوضح أنه أصيب بكورونا الشهر الماضي، خلال عمله فى المستشفى، وشعر بارتفاع درجة حرارة وتكسير وإسهال والدور بسيط و»انعزلت فى المستشفى وبعدها فى البيت ولم أكن أتعامل معهم ومعزول، والحمد لله عدت على خير».