صورة موضوعية
صورة موضوعية


«ومن الحب ما قتل»| مثل شعبي يرجع لرد الأصمعي على شاب مولع بالعشق

منى إمام

الخميس، 11 فبراير 2021 - 01:24 ص

 

اشتهرت العديد من البلدان صاحبة الحضارات القديمة بجمل وحكم تنطبق على كافة المواقف من قديم الأزل وحتى يومنا هذا، وهي بمثابة قوانين دنياوية حاكمة لعلاقة الإنسان بما يحيط به، ويطلق عليها الأمثال الشعبية.

 

والمجتمع المصري كان ولا يزال من أكثر المجتمعات التي خرجت عنها أمثال شعبية وعبارات، منها كان مصيره النسيان وبعضها مازال محورا يحدد تصرفات الكثير من الناس، ومنها المثل الشعبي «ومن الحب ما قتل».

 

ويرجع أصل هذا المثل الشعبي أنه في أحد الأيام بينما كان يمر الأصمعي على الطريق في البصرة وجد صخرة كبيرة منقوش عليها بيت من الشعر فاستوقفه الأمر فقد عرف عن الأصمعي بلاغته الشديدة وقوة حجته في الشعر وبدأ يقرأ هذا البيت فوجد فيه مكتوب:
"أيا معشر العشاق بالله خبروا إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع".. وفيه يطلب العاشق من معشر العشاق الذين سبقوه بالتجربة ماذا يفعل إذا حل به العشق، فقرر الأصمعي أن يرد على ذلك الشاب المولع بالهوى من خلال النقش على نفس الصخرة ببيت شعر آخر.

وقال: "يداري هواه ثم يكتم سره ويخشع في كل الأمور ويخضع" وفيه ينصح الأصمعي الشاب بأن يتمالك نفسه ويربط على قلبه ويكتم في سره حتى يستطيع الحياة، وفي اليوم التالى مر الأصمعي من نفس الطريق وألقي نظرة على نفس الصخرة فوجد أن الشاب قد رد على كلماته ببيت شعر آخر يطلب منه النصيحة ويتحسر على قلبه الذي تقطعت أوصاله من الهوى والعشق فقال:


"وكيف يداري والهوى قاتل الفتى وفي كل قلبه يتقطع".


وهنا يأس الأصمعي من نصيحة هذا الفتى الذي قد أعياه الحب ولا يعرف كيف يكتم هذا الحب وهو يشعر بالضياع وبالألم فنصحه الأصمعي أنه إذا لم تستطيع الصبر والكتمان لحبك فليس أمامك سوى الموت الذي قد يريحك من هذا الألم وينفعك وكتب له ذلك على الصخرة في بيت الشعر التالي:
"إذا لم يجد الفتى صبرا لكتمان أمره فليس شيء سوى الموت ينفع" وكأن كلمات الأصمعي وقعت كالسهم في قلب ذلك الشاب كالرامي الذي أحكم رميته وفي اليوم التالى مر الأصمعي من نفس الطريق ليرى ما هو رد الفتى على هذا البيت الذي ترکه له فوجد أن الفتى قد قتل نفسه بجوار هذه الصخرة آخذا بنصيحة الأصمعي.

 

وقد كتب له آخر ما كتب من الكلام والشعر ويبلغه أنه قد سمع بنصيحته وأطاعه ويطلب منه أن يبلغ سلامه لكل العاشقين الذين منعوا وصال أحبتهم قائلا:
"سمعنا أطعنا ثم متنا فبلغوا سلامي إلى من كان للوصل يمنع" "هنيئا لأرباب النعيم نعيمهم وللعاشق المسكين ما يتجرع" وبهذه الكلمات أنهى ذلك الشاب حياته التي لم يذق فيها سوى مرار الهجر والحرمان فقرر أن يتركها لينعم فيها من ينعم ويهنئ ويواسي فيها من يتألم مثله ويتجرع من كأس العشق فما كمان من الأصمعي إلا أن قال مقولته الشهيرة "ومن الحب ما قتل "

 

اقرأ أيضا| مساعد وزير السياحة يُعلن عن الانتهاء من أعمال الإنشاءات بالمتحف الكبير
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة