حكايات| «حي المنيرة» يشهد 40 يوما احتفالا بزواج أبناء الخديوي إسماعيل

زواج أبناء الخديوي اسماعيل

الإثنين، 22 فبراير 2021 - 05:47 م

شيرين الكردي

نظم الخديوي إسماعيل احتفالات كبيرة بمناسبة زواج أنجاله من البنين والبنات، 23يناير 1873م ، تزوج ابنه الأكبر محمد توفيق باشا الذي أصبح بعد ذلك الخديوي توفيق من الأميرة أمينة هانم ابنة إلهامى باشا، ابن عباس الأول، وحملت بعد ذلك لقب " أم المحسنين"، كما أكده الدكتور ولاء بدوى مدير عام متحف قصر المنيل. وأضاف الدكتور ولاء بدوى مدير عام متحف قصر المنيل، تزوج ابنه الثاني الأمير حسين الذي أصبح بعد ذلك سلطانًا تحت اسم "السلطان حسين كامل "من الأميرة "عين الحياة" بنت الأمير "أحمد رفعت" ، ابن "إبراهيم باشا" الذي غرق في الحادث الشهير عند كفر الزيات، كما تزوج ابنه الثالث الأمير حسن باشا من الأميرة خديجة هانم بنت الأمير محمد على «الصغير»، ابن محمد على باشا الكبير.  وكذلك تزوجت الأميرة فاطمة هانم إسماعيل ، وهى التي قدمت مجوهراتها وأراضيها بعد ذلك لإنشاء أول جامعة مصرية، وقدمت قصرها بالدقي ليصبح مقرًا لأول متحف زراعي في الشرق ، من الأمير طوسون باشا، ابن والى مصر محمد سعيد باشا ابن محمد على. امتدت هذه الأفراح ٤٠ يومًا، أي اعتبار مدة كل فرح هي ١٠ أيام ، وكان مقرها المنطقة التي حملت بعد ذلك أسم حي المنيرة، بسبب الأنوار التي شهدتها هذه المنطقة أمام القصر العالي الذي كانت تقيم فيه والدة الخديوي إسماعيل خوشيار هانم، وكان المشروب الأول الذي يوزع على المدعوين هو شراب السكر والليمون، ولذلك هناك حتى الآن شارع اسمه شارع السكر والليمون في جاردن سيتي، والمنيرة وهناك أيضًا منطقة المواردى، وكانوا يوزعون أيضًا على المعازيم الماء المثلج المضاف إليه ماء الورد وماء الزهر،ومازالت هناك حتى الآن في منطقة المنيرة منطقة اسمها المواردى . ومدت الحبال في الساحات العامة ليلعب عليها البهلوانيون، ونصبت المسارح ليمثل عليها هواة الفن، وأقيمت الفرق الموسيقية في أهم الميادين مع «تخوت» الآلاتية. وأطلقت الصواريخ النازية، ويلاحظ هنا أن الخديوي إسماعيل حول أفراح أنجاله إلى أفراح شعبية، إذ سمح لمن يريد من الأهالي بزواج أولاده وبناته في نفس هذه المنطقة، أي تحولت أفراح الأنجال إلى أفراح شعبية. وقد بدأت هذه الأفراح كلها يوم ١٦ من ذي القعدة عام ١٢٨٩هـ./1873م وظل الناس يتحدثون طويلًا عن هذه الاحتفالات وكانت أعظم أفراح العصر، وكانت المطابخ الخديوية تقدم أيضًا الطعام لكل من يشاء من المعازيم . وفى يوم ١٨ من نفس الشهر العربي أقيم بحي العباسية السباق الأوحد للخيل، وكان معظم الجوكية- الفارس أو الخيال- من السود اللابسين لباسًا من الحرير الأحمر، ومد فيه على نفقة الخديو مقصف للمدعوين تنوعت مأكولاته ومشروباته تنوعا فاق ما كان معروفًا قبل ذلك. وفى اليوم التالي أقيم احتفال فخم في قصر الجزيرة دعي إليه ما بين 4000 و 5000 من  الأمراء والأجانب والأعيان والوجهاء، وتمت إنارة الطريق من قصر عابدين إلى بداية كوبري الخديوي إسماعيل " قصر النيل " بفوانيس من الورق الزاهر، ونشر عدد من الفوانيس داخل طرق حديقة القصر وبين الأشجار.