د. خالد القاضى
د. خالد القاضى


يوميات الأخبار

«القضاء العسكري».. قلعة للعدالة والوطنية

الأخبار

الخميس، 11 مارس 2021 - 07:20 م

بقلم: د. خالد القاضي

نأمل إصدار كتاب توعوى عن القضاء العسكرى للقارئ العادى، بوصفه أحد أهم قلاع العدالة والوطنية فى مصر الكنانة.

نعم؛ فالقضاء العسكرى.. وفقًا لنص المادة 204 من الدستور المصرى 2014 والمعدلة عام 2019.. هو "جهة قضائية مستقلة".. وهو قلعة للعدالة والوطنية في أسمى معانيها، والتي تكفل حماية حقوق الإنسان في محاكمة عادلة ومنصفة، يسعى لتحقيقها قضاةٌ أكفاء.. صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

والقضاة العسكريون مستقلون ولا سلطان عليهم في قضائهم لغير القانون.

والقضاة العسكريون غير قابلين للعزل، ويقومون بذات الواجبات المنصوص عليها فى قانون السلطة القضائية التى يلتزم بها القضاة وأعضاء النيابة العامة.

ويتشكل القضاء العسكرى من رئيس وعدد كاف من الأعضاء، وجميعهم من خريجي كليات الحقوق فى مصر، وتتوافر فيهم الشروط الواردة في المادة 38 من قانون السلطة القضائية المتطلبة فى القضاة وأعضاء النيابة العامة، فضلا عن الشروط الواردة بقانون شروط الخدمة والترقية لضباط القوات المسلحة..

كما أن رئيس هيئة القضاء العسكرى عضو بالمجلس الأعلى للجهات والهيئات القضائية وفقًا لنص المادة 185 من الدستور والذى يرأسه السيد رئيس الجهورية ويضم فى عضويته كافة رؤساء الجهات والهيئات القضائية، ورئيس محكمة استئناف القاهرة، والنائب العام.

ويختص القضاء العسكرى بالفصل فى القضايا العسكرية بحسب شخصية مرتكبها، أو نوع الجريمة المرتكبة، وارتباطها بالقوات المسلحة، ويطبق نصوص القوانين الجنائية والإجرائية العادية التى تطبقها كافة المحاكم فيما يخص الجرائم الجنائية.

وتتدرج المحاكم العسكرية فى تسلسل هرمى هى؛ المحكمة العسكرية العُليا للطعون، والمحكمة العسكرية للجنايات، والمحكمة العسكرية للجنح المستأنفة، المحكمة العسكرية للجنح، وتختص كل منها دون غيرها بنظر الدعاوى والمنازعات التى تُرفع إليها طبقا للقانون.

وتتولَّى النيابة العامة العسكرية التحقيق والادعاء أمام المحاكم العسكرية، يُعين على قمتها ∩المدعي العام العسكرى∪ ويعاونه عدد كاف من الأعضاء، يتوافر فيهم ذات شروط قانونى السلطة القضائية والخدمة والترقية لضباط القوات المسلحة.

وخلال مسيرة حياتى القضائية، ربطتنى علاقات زمالة وصداقة مع أجيال متعاقبة من قمم القضاة العسكريين سواء القضاة أو أعضاء النيابة.. فأذكر منهم ــ مثالا، لا حصرًا ــ الوالد الروحى اللواء الجليل عبد الغفار هلال رئيس القضاء العسكرى فى تسعينيات القرن الماضى، والذى تشرفتُ بالعمل معه فى مجلس الشعب، حين كان يشغل منصب نائب الأمين العام، وكنتُ منتدبًا من القضاء طوال الوقت مستشارًا تشريعيًا لرئيس المجلس.. وقد أتاحت لى تلك الفترة فرصة نادرة للاستفادة والتعلم من خبرة قضائية عسكرية متميزة لا زالت آثارها بادية حتى اليوم فى تصرفاتى وقراراتى وعلاقاتي.

كما أذكر بمزيد من الفخر اسم معالى اللواء الفذ أحمد عبد الله، الذى شهدت فترة رئاسته للقضاء العسكرى تعديلات جوهرية فى قانونه عام 2007.. وقد تعددت لقاءاتى معه فى فترة زمنية مهمة فى حياتى.. وتتوالى القامات القضائية العسكرية، ومنهم القادة العظماء رؤساء القضاء العسكرى والمدعون العامون، معالى اللواء عادل المرسى الذى نجح فى قيادة القضاء العسكرى فى أصعب أزمات مصر بعد يناير 2011، وكان معه معالى اللواء مدحت غزى مدعيًا عامًا قبل توليه رئاسة القضاء العسكرى..

وكان لهما الفضل فى وجود مادة مستقلة فى الدستور للقضاء العسكرى كجهة قضائية مستقلة، ثم كانت رئاسة القضاء العسكرى لمعالى اللواء الفاضل عماد عبد العزيز، وكان له الدور الأهم فى تطوير قانون القضاء العسكرى وتوفير كل الضمانات والشروط سواء فى الوظائف أو الممارسة القضائية لتكون كلمة القانون واحدة سواء للقضاء العسكرى أو المدنى بما يساهم فى وتحقيق العدالة الناجزة.

وتتأكد مكانة القضاء العسكرى قلعةً للعدالة والوطنية.. بتعيين معالى العالم الجليل اللواء صلاح الروينى رئيسًا لهيئة القضاء العسكرى.. والذى يقودها متسلحًا بوفرة ثقافية ومعرفية متجذرة فى الأصول والقيم، ومتواكبة كذلك مع أحدث منتجات العلم والتكنولوجيا الحديثة.. ويعاونه نخبة من الرجال المخلصين لعملهم ووطنهم ومواطنيهم، منهم المدعي العام العسكرى اللواء محمد الجندى، وسعادة الأخ الفاضل المتميز اللواء خالد فتحى مساعد رئيس هيئة القضاء العسكري.

ويسعدنى بكل المودة والاحترام تقديم باقتى ورد وشعور بالعرفان، أولاهما لأخى الأكبر المتقد ذكاءً، والمحتوِى وداً؛ معالى اللواء ممدوح شاهين، وهو من هو.. علمًا وخُلُقاً ووطنية حقة يشهد عليها رصيد عطائه الوطنى سنين عددا مساعدًا لوزير الدفاع للشئون الدستورية والقضاء العسكرى، والأخرى لشقيقى الأغر وصديقى الأعز اللواء أحمد الأنور رئيس المحاكم العسكرية الأسبق والذى أدين لهما بالفضل عبر عشرات السنوات قضيناها معًا فى أروقة وساحات البرلمان والعدالة والوطنية فى كافة محاريبها.

حماية الشعوب فى زمن الحروب

هذا هو عنوان كتابى الأحدث والذى صدرت طبعته العربية مؤخرًا؛ هدية من مصر لشعوب العالم، والذى سيصدر تباعًا بجميع اللغات الرسمية الأخرى لمنظمة الأمم المتحدة وهى الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والصينية والروسية.

وقد نوقش الكتاب فى ليلة شتاء قارصة البرودة، ولكنها كانت دافئة بمشاعر الأخوة والحب والتقدير لنخبة من أصدقائى وأساتذتى وزملائى الأعزاء الذين شاركونيتلك الأمسية الرائعة، والتى أدارها باقتدار صديق العمر الكاتب الصحفى على حسن رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وتحدث فى الاحتفالية من ضيوف الشرف الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق والسفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق والسفير محمد خير مدير إدارة المنظمات والاتحادات بجامعة الدول العربية، كما تحدث ممن قرأوا وناقشوا الكتاب: اللواء الدكتور أحمد جاد منصور رئيس أكاديمية الشرطة الأسبق، واللواء الدكتور أركان حرب بهجت فريد مدير كلية الدفاع الوطنى السابق، والدكتور عصام شيحة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان.

كذلك تحدث من المعقبين كل من: الدكتورة نجلاء البيطار رئيس جمعية وطن لحماية اللاجئين السوريين، والدكتور جميل حليم ــ عضو مجلس الشيوخ، والسفير الدكتور أحمد بهاء الدين − نائب مساعد وزير الخارجية، والإعلامى شريف عبد الوهاب ــ رئيس شعبة الإذاعيين العرب.. وأخيرا تحدث من المشاركين كل من المستشار الدكتور طه سعيد نائب رئيس مجلس الدولة، والدكتور طايع طه مستشار وزير التعليم العالى للأنشطة الطلابية والمحامى المفكر ثروت الخرباوى والدكتور جلال أبوزيد أستاذ النقد والأدب بكلية الألسن جامعة عين شمس.

وقد أرسل المشاركون فى الاحتفالية برقية تأييد لفخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، عبروا فيها عن شكرهم وتقديرهم للجهود التى يبذلها الرئيس لرفعة مصر واستعادة مكانتها الإقليمية والدولية، وفق استراتيجية وطنية هادفة.

وتابع المشاركون فى البرقية إلى فخامته؛ شكرًا وتحيةً وتقديراً وعرفاناً وتأييداً ومؤازرةً، ومثمنين جهودكم المتتالية والمتتابعة والدؤوبة لرفعة مصر والمصريين، ومستلهمين ذلك كله من حكمة قيادتكم وعمق رؤيتكم ورحابة صدركم وثقة شعبكم بكم، وهذه الإنجازات تتحدث بأعلى صوت أن مصر قد عادت للمصريين، ليكون لها دور بارز تستحقه فى أفق الحضارة العالمية المعاصرة.

واختتم المشاركون تلك البرقية بقولهم: نعاهدكم أمام المولى العلى القدير، ألا نألو جهدًا فى العمل الجاد والسعى المتقن لرفعة شأن وطننا العظيم مرددين دومًا.. "تحيا مصر" قولا وفعلا وعقيد راسخة.

كويت السلام.. وذكرى الوعي

تحت هذا العنوان.. شاركتُ مؤخرًا فى احتفالية عربية عبر تطبيق zoom.. رعاها وحضرها معالى الشيخ د. أحمد ناصر المحمد الصباح وزير الخارجية ووزير الدولة لشئون مجلس الوزراء الكويتى، ونظمها معهد التنمية والسلام برئاسة السيدة الفاضلة كوثر عبد الله الجوعان.. بحضور قامات عربية كبرى من مختلف الدول..

وكانت − بحق − مناسبة جيدة لتجديد وتأكيد قيم ومبادئ إنسانية رفيعة، نحو مواجهة عدوان غاشم تعرضت له الكويت الشقيقة منذ ثلاثين عامًا.. بتكاتف القيادات والشعوب العربية.. وتحقق الجلاء بفضل الله.

تهانى.. وأمانى

)١( أهنئ مجلس الشيوخ بصدور قانون لائحته الداخلية وتشكيل لجانه الـ 14.. وأتمنى عودة مساهماته البرلمانية الفاعلة كسابق عهده.

)٢( أهنئ المرأة المصرية بأعيادها فى مارس.. وأتمنى تعيينها فى مجلس الدولة والنيابة العامة قريبًا.. كما وجّه بذلك فخامة الرئيس.

)٣( أهنئ هيئة الرقابة الإدارية لجهودها المجتمعية الدؤوبة للوعى بسبل مكافحة الفساد.. وأتمنى من المواطنين الإبلاغ الفورى عن أى واقعة فساد، دون وجل أو خوف.

)٤( أهنئ الصديقة الوزيرة الدكتورة درية شرف الدين عودتها للتليفزيون المصرى.. والتى نشأتُ مع أبناء جيلى على برنامجها الأشهر "نادى السينما".. وأتمنى أن نجد فى برنامجها الجديد "حديث العرب من مصر" ما يعيد المشاهدين إلى شاشة القناة الأولى.

ويبقى القانون..

تنص المادة 204 من دستور 2014 بعد تعديلها عام 2019: "القضاء العسكرى جهة قضائية مستقلة، يختص دون غيره بالفصل فى كافة الجرائم المتعلقة بالقوات المسلحة وضباطها وأفرادها ومن فى حكمهم.. إلخ المادة".

- قاض مصري

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة