العقد الملعون.. قلادة مردوخ
العقد الملعون.. قلادة مردوخ


حكايات | قلادة مردوخ.. سحر التصميم قتل كل الحكام من الخليفة لـ«كيندي»

نادية البنا

السبت، 13 مارس 2021 - 10:07 ص

 

«قلادة مردوخ».. عقد من الأحجار الكريمة صُنع منذ ما يزيد عن 3000 عام قبل الميلاد، ولكن تصميمه حمل الكثير من اللعنات التي تلاحق من يرتديه.

 

لم تكن تلك اللعنات أسطورية ولكن لها وقائع تاريخية موثقة، وبعضها أثببته الصور الفوتوغرافية، فترردت أنباء عن أن كل من يرتدي العقد الملعون يُقتل وفي بعض الأحيان ينتحر.

 

ومن رسم تلك الطلاسم والرموز على قلادة مردوخ؟ ومن هم ضحاياها؟ أسئلة عديدة تبحث عن إجابات، نستعرضها فيما يلي:

 

تحالف النمرود والشيطان 

 

المؤرخون اتفقوا على أن قلادة مردوخ صنعها كهنة الآله مردوخ في بلاد الرافدين، وكان مليء بالطلاسم والنقوش التي لم يجدوا لها تفسيرا، ولكن البعض أكد أن مردوخ هو نفسه النمرود، ذلك الملك الجبار الذي حكم بلاد بابل، وقتل أبيه وتحالف مع الشيطان وكفر، وفي المقابل منحه الشيطان قوى سحرية سيطر بها على البلاد.

 

ومن هنا جاءت اللعنة فذلك الجانب من الباحثين يرون أن القلادة ملعونة بقوى شيطانية شريرة، ويرجحون أنها مصنوعة خصيصًا لقتل الملوك، تيسيرا للنمرود في امتلاك الأرض والسيطرة عليها، مع تأكيدهم أنهم لم يتوصلوا لدليل قاطع يؤكد ذلك، غير ما وصفه المؤرخون عن حياة النمرود وتاريخ صُنع القلادة، ومن نهاية من ارتدوها.

 

فخ الرومان لهارون الرشيد 

 

                                هارون الرشيد 

 

اختفت قلادة مردوخ لعقود ثم عثر عليها الرومان، وذلك ما أكده الباحث والكاتب عمرو مرزوق، قائًلا: "اهدى الروم العقد الملعون إلى هارون الرشيد، وممن المرجح أن يكونوا على علم بسر لعنته، فهم كانوا يكرهون هارون الرشيد لأنه هزمهم في العديد من المعارك، وقبل الخلفية وقتها الهدية ولكنه لم يرتديها.. بل أهداها لابنة عمه زبيدة".

 

نقوش الكهنةوالإلهة مردوخ

                       نقوش الكهنة والإلهة مردوخ

 

كانت زبيدة ابنة عم هارون الرشيد وزوجته، تحب المجوهرات والحلي، ولكنها انزعجت وانقبض قلبها عندما رأت قلادة مردوخ، ولم تقل ذلك لهارون الرشيد خوفًا على مشاعره لأنها هديته لها، وحاولت أن ترتديها لكن في كل مرة كانت تهم على ذلك، بمجرد أن ترى الطلاسم المنقوشة على العقد الملعون، ترتجف وتمتنع عن ارتدائه، فقررت الاحتفاظ بها داخل صندوق خشبي، وعدم ارتداءه أبدا.


اقرأ أيضا| حكايات| أقنعة الرصاص.. نهاية مرعبة لشابين تواصلا مع «فضائيين»!

 

إنها حياة الخليفة الأمين

 

ظلت "قلادة مردوخ" محفوظة في الصندوق الخشبي حتى توفي هارون الرشيد، وبوفاته بدأت رحلة اللعنات.. فقد أصبح ابنه الأمين خليفة المسلمين في ذلك الوقت، وفتن الخليفة بالعقد الملعون وبجماله وظل يرتديه، ليكون أول ضحاياه.

 

لكن لم يلبث الأمين أن قتل على يد طاهر بن الحسين، خلال الفتنة بينه وبين أخيه المأمون، ليستولى طاهر على جميع ممتلكات الأمين ومن بينها "قلادة مردوخ".

 

وبعد أيام من قتل طاهر للأمين، وارتداءه العقد مات مسموما وهو يرتدي العقد الملعون، ثم تم حفظ العقد في خزائن الدولة لفترة طويلة إلى أن تم إخراجه بواسطة الخليفة العباسي المستعصم، والذي قتل على يد المغول بقيادة هولاكو بطريقة بشعة للغاية وقتلوا معه أيضًا جميع أفراد عائلته.

 

انتهاء حياة عشيقة هولاكو

 

وبطبيعة الحال استولى هولاكو على كل ممتلكات المستعصم، ومن بينها "العقد الملعون"، ولم يكن يعلم سره، فأهداه إلى عشيقته فانسا التي كانت زوجة أحد قادة الجيش.

 

وانبهرت العشيقة بالهدية وارتدتها على الفور، ولكنها لم تكن تعلم أنها فرحت بطريقها للموت، ففور رؤية زوجها لـ"قلادة مردوخ" تزين صدرها، تأكد أنها على علاقة بهولاكو فقتلها، وارتدى العقد الملعون.


شعار الخيانة.. قطز وبيبرس

 

ولكنه لم ينتظر طويلًا فقد قُتل هو الآخر على يد المسلمين في موقعة عين جالوت، بقيادة السلطان سيف الدين قطز، والذي حصل على العقد الملعون عقب قتل قائد جيش الماغول.

 

ولم يعش سيف الدين قطز طويلًا بعد ارتداءه "قلادة مردوخ"، فقتل على يد الظاهر بيبرس، وبعدها انتقلت اللعنة إلى الأخير، والذي قتل على يد أعوانه أيضًا، وآخر من امتلك العقد الملعون في تلك الفترة كانت ملكة مصر شجر الدر، والتي ماتت مقتولة بالمغطس وهي ترتدي قلادة مردوخ، وبعد فترة اختفى العقد الملعون الذي كان علامة للقتل والغدر في حياة الملوك والخلفاء لسنوات.

 

ولكنه لم يختف كثيرًا.. فقد عثر عليه الملك الفرنسي لويس التاسع، وعندما ارتداه تدهور به الحال إلى أن مات بالطاعون وقلادة مردوخ حول عنقه.

 

وعقب موته انتشر خبر اللعنة التي يسببها العقد لكل من يرتديه، وظل محفوظًا في خزائن العائلة الملكية الفرنسية لمئات السنين، إلى أن ظهر مرة أخرى في عهد الملك لويس السادس عشر.

 

ذبح ملكة فرنسا 

 

الملكة ماري انطوانيت قبل قتلها

                        الملكة ماري انطوانيت قبل قتلها 

 

كانت الملكة ماري انطوانيت زوجة لويس السادس عشر لا تؤمن باللعنة الواقعة على قلادة مردوخ، وقررت أن تتحدى كل أقوال السحرة وترتديها بكل شجاعة، ولكنها لم تكن تعلم أنها تجلب بذلك التحدي نهايتها المأساوية هي وزوجها.

 

وبعد أيام من ارتدائها العقد الملعون، قامت الثروة الفرنسية، وقتلت الملكة وزوجة بقطع رقابهم بالمقصلة، وذكر بعض المؤرخين الفرنسيين أنها قالت جملتها الشهيرة: " ياليتني تخلصت من هذا العقد الملعون وسمعت نصيحة الساحر كالبسترو".

 

وبعد أعوام أصبح نابليون بونابرت مسؤولا على العقد وأهداه إلى زوجته، والتي خافت من ارتداءه بعد علمها بقصة لعنته، وقررت الاحتفاظ به بعيداً عن القصر الملكي.

 

وعندما قامت الحرب العالمية الثانية واستيلاء هتلر على كنوز فرنسا، وأهدى العقد إلى قائد جيشه "جورينج"، والذي غضب عليه فيما بعد هزيمة ألمانيا وقرر سجنه فانتحر في السجن وهو يرتدي "قلادة مردوخ".

 

قائد جيش هتلر جورينج

                                     قائد جيش هتلر جورينج

 

وتمت سرقة العقد من أحد الجنود أثناء نقل الجثمان الى المستشفى، وبعد هزيمة ألمانيا انتقل العقد إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبيع في مزاد علني واشتراه الرئيس السابق لأمريكا "جون كينيدي"، وارتداه يوم اغتياله عام 1963م، ووثقت الصور الفوتوغرافية تلك اللحظة التي قتل فيها كينيدي مرتديًا العقد الملعون.

 

وكان كيندي آخر الملوك الذين حلت عليهم لعنة "قلادة مردوخ"، واختفى العقد بعدها بصورة غريبة ويعتقد أن هناك من قام بسرقته حين نقل جون كينيدي إلى المستشفى.

 

                                      حادث اغتيال كينيدي

 

ورغم اختفاء قلادة مردوخ في ظروف غامضة، وانتهاء اللعنات، عثر الباحثون على عقد آخر نسخة طبق الأصل من قلادة مردوخ، ولكنه لم يحتوي على أي نقوش وطلاسم، ويحفظ في المتحف العراقي، والبعض يرى أن اللعنة التي تم ذكرها في البداية كانت مرتبطة بعدد معين من القتلى تم اكتماله باغتيال جون كينيدي.

 

والبعض الآخر يرى أن التقاط صورة لكينيدي قبل اغتياله وهو يرتدي العقد وتوثيق لعناته عبر التاريخ أبطلت قوته السحرية ولكن كل تلك مجرد افتراضات لا يوجد لها إثبات علمي واحد، سوى ان كل تلك جرائم القتل او الانتحار كانت لها أسباب أخرى ملموسة أبرزها الطمع في الاستيلاء على الحكم.

 

جون كينيدي قبل اغتياله مرتديًا العقد الملعون

                 جون كينيدي قبل اغتياله مرتديًا العقد الملعون

 

الباحث والكاتب الروائي عمرو مرزوق أشار إلى ما وثقه الكاتب أحمد سعد الدين في روايته قلادة مردوخ، منذ سنوات، قائلًا أن تلك الرواية من أفضل الروايات التي تناولت أسرار العقد الملعون، ولم يكن ذلك الرأي لمرزوق وحده فقد حصل أحمد سعد الدين على جائزة الدولة التشجيعية لعام 2019، لأفضل رواية تاريخية عن روايته "قلادة مردوخ" وبذلك أصبحت القلادة الملعونة تميمة حظ لأحمد سعد الدين.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة