كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

مصر وتونس.. معا

كرم جبر

السبت، 10 أبريل 2021 - 07:10 م

نطقت كلمات الرئيس التونسى قيس سعيد بالحب والود لمصر ورئيسها وشعبها، وكان يتحدث مرتجلاً بلغة مليئة بالمشاعر والأحاسيس، وارتسمت الكلمات الطيبة على ملامح وجهه ومخارج الألفاظ.
كان ذلك أمس أثناء المؤتمر الصحفى الذى عقده الرئيس عبد الفتاح السيسى فى قصر الاتحادية، بعد محادثات بين الدولتين، عنوانها: نحن شعب عربى واحد.. قوتنا فى وحدتنا وتعاوننا واتفاقنا.
وتونس لها فى قلب الشعب المصرى محبة خاصة، فهى الوطن العزيز الذى يتفق شعبه مع المصريين فى كثير من العادات والتقاليد والصفات، ولا يمكن التفرقة بين ملامح المصريين والتونسيين وكأنهما شعب واحد.
عشنا معاً تداعيات أحداث يناير 2011 وما قبلها وما بعدها وكانت التحديات والصعاب واحدة، والخسائر التى لحقت بالشعبين متشابهة، والأضرار التى تكبدتها الدولتان إزاء سيطرة أهل الشر متطابقة.
ولهذا تكتسب زيارة الرئيس التونسى لمصر أهمية خاصة، فعلاوة على أنها الأولى، فقد تضمنت أجندة القضايا المشتركة موضوعات غاية فى الأهمية، تبشر بالارتقاء بالتعاون المشترك فى كافة المجالات.
فأهم التحديات التى تواجه مصر وتونس هى تحقيق التنمية الشاملة، لشعبين يتطلعان إلى حياة كريمة، فى ظل الحفاظ على مقومات الدولة الوطنية، التى حاولت جماعات الشر تقويضها، وبات ضرورياً تكثيف التعاون المشترك لمواجهة الفكر المتطرف، الذى يؤدى إلى الإرهاب، وعانت الدولتان من هذا الخطر.
مصر وتونس بينهما رباط ثقافى مشترك، يمكن أن يكون حائط صد فى مواجهة الإرهاب، وحملت المباحثات بين رئيسين خبراً ساراً، بإعلان 2021-2022 عاماً للثقافة المصرية التونسية، وتفعيل الأعمال الفنية والثقافية المشتركة.
وعكست المباحثات إصراراً على دعم العمل العربى المشترك والحفاظ على الأمن القومى العربي، وحماية وحدة أراضى واستقلالية الدول العربية، وإذا نظرنا للأحداث المأساوية التى مرت بها المنطقة، فقد كانت بسبب انهيار مفهوم الأمن القومى العربي.
الرئيس التونسى كان منفعلاً وحاسماً فى تأييده لمصر فى قضية سد النهضة، ووقوف تونس وراء مصر فى مطالبها للتوصل إلى حلول عادلة، ولمست كلماته القلوب، وهو يؤكد أن الأمن القومى لمصر هو أمن تونس وأن بلاده لن تقبل المساس بالأمن المائى لمصر.
ولأن الدولتين لهما تجربة مشتركة فى التصدى للمخاطر، كان الحرص شديداً على تقديم الدعم والمساندة الكاملة لليبيا الشقيقة، والتأثير على عدم السماح بتقسيمها وأن تظل دولة واحدة، حتى لا يُفتح الباب لتقسيمات أخرى.
مصر وتونس يتعاونان للخروج من الأنفاق المظلمة والتطلع إلى المستقبل بروح التعاون والإخاء، وتحسين التعاون المشترك فى كافة المجالات، خصوصاً الاستثمارات لفتح آفاق التنمية، وتهيئة الظروف لحياة كريمة وطيبة لشعبين يستحقان كل الخير.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة