كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

تدشين قيم المنافسة

كرم جبر

الإثنين، 12 أبريل 2021 - 05:38 م

نحتاج إلى إعادة ترسيم المثل والأخلاق والضمير، وتدشين قيم المنافسة الشريفة، وإغلاق أبواب الأفكار السلبية، واحترام القانون وتطبيقه على الجميع بعدالة وقوة، وإشاعة روح العدل والطمأنينة.

يزداد الصراع على الحياة كلما ضاقت فرص الحياة، ومن سنوات كنا نخزّن السكر والزيت والأرز بكميات كبيرة، خوفاً من الأزمات، أما الآن فنشترى كيلو أو اثنين لأنه متوفر، ورغم الوفرة إلا أن هناك من يعمل بمنطق استبدال الأزمات، بإشاعة أجواء اليأس والإحباط.

الأتوبيس.. إذا وجده الركاب "فاضى" صعدوا فى هدوء، وإذا كان مزدحماً، هرولوا وأوقعوا وداسوا بعضهم، وهذا يفسر ما يحدث لنا وما نفعله بأنفسنا.

كلنا بلا استثناء نشكو من "الناس السيئين"، فأين هم "الطيبون"، الذين نبحث عنهم ولا نجدهم، ولماذا نتعامل مع أنفسنا بعدوانية ومع الآخرين بقوة وجحود وإنكار؟

انفراجة الحياة، تجعل الإنسان يهدأ قبل أن يغضب ويفكر قبل أن يحكم، حتى المصرى الذى يترك وطنه ويهاجر للخارج، لا ينسى أبداً أيامه الحلوة مهما عانى من قسوة الحياة، ويظل يحلم بالعودة.

كثيرون ممن طحنتهم أزمة كورونا فى الخارج، تمنوا أن تكون عزلتهم فى الوطن بدلاً من عزلتين: الغربة والفيروس، يزداد حباً لوطنه تواقاً للعودة إليه.

مصر تسابق الزمن لبناء دولة متعافية.. اقتصادياً، لتوفير جودة لقمة العيش، واجتماعياً بالقدرة على إشاعة روح الطمأنينة فى القلوب والأمان فى النفوس، حتى نستطيع التخلص تدريجياً من الميراث النفسى السيئ، والمتراكم عبر سنوات طويلة.

لا بديل عن الاقتحام الجريء لقيم الحياة واستعادة الأرض المفقودة.. ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً.. ومعنى غلاباً: بالغلبة والقوة.

وأخطر ما تمخضت عنه سنوات الغربة فى الخليج، الأفكار الصحراوية الحارة المشبعة بالرمال، فهبت على العقول بأفكار وممارسات متطرفة، بعيدة عن روح التسامح والتواصل، المستمدة من جريان النيل.

فتأثروا نفسياً بسبب سوء الحياة.. ورحلوا إلى الخليج وعادوا بمساوئه وسلبياته دون حسناته، ووقعوا أسرى لأنماط استهلاكية لم يستطيعوا الاستمرار فيها: الكاسيت والسجاير المارلبورو الحمراء والعباية الصوف والمروحة والساعة الجوڤيال الملونة.

شربنا المر، حين كان بلدنا يستورد بالات الملابس القديمة، والدجاج الفاسد، وطعام القطط والكلاب لاستخدام البشر، وكان الناس يقفون طوابير عشرات الأمتار لاقتناص دجاجة مجمدة أو زجاجة زيت من مجمع استهلاكى.

***

دعاء رمضان

اللهم أبسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك، ونسألك النعيم المقيم الذى لا يزول.. اللهم إنا استودعناك يومنا فلا تجعل فيه ما يثقل صدورنا.. واشملنا بواسع رحمتك، يا أرحم الراحمين.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة