الثلاثاء، 13 أبريل 2021 - 05:44 م

يظل شهر "رمضان" دافعا لتجلى العادات والتقاليد المصرية من عبادات وفروض دينية.. وباعثا للإبداعات الفنية والمظاهر الاحتفالية التى أصبحت من علامات شهر رمضان.. الرحالة والمستشرقون الذين زارونا رصدوا اختلاف الحياة عندنا .
عندما زارونا شاهدوا فى شوارعنا الفوانيس بمختلف أشكالها وألوانها يحملها الكبار والصغار.. وتحدثوا عن "المسحراتى" الذى يدق الطبول ليلا وينادى على الناس كل بأسمائهم ويوقظهم لتناول طعام "السحور".. وقالوا إنه عند رؤية "الهلال" ووصول الخبر اليقين إلى محكمة القاضى ينقسم الجنود والمحتشدون فرقا عديدة تطوف فى الأحياء وينادون "يا أتباع أفضل خلق الله صوموا".. إذا لم يروا الهلال يصيح المنادى "غدا شعبان ولا صيام" وتتلألأ المساجد بالأضواء وتُعلق المصابيح على المآذن ويسبق بداية الشهر موكب حاشد من الرجال يحملون المشاعل والعصى ويقومون بأداء حركات راقصة وفى مقدمتهم "العازفون".. أما المواكب الدينية وحلقات قراءة القرآن وعمارة المساجد و"موائد الرحمن" فالمصريون يجلسون على الأرض يتناولون طعامهم فى الفناء المكشوف أو أمام المنازل... ولديهم عادة دعوة "عابرى السبيل" إلى طعامهم بصدق وحفاوة.
المصريون يحيون ليالى رمضان باحتفالات فى النهار يحضرون دروس الوعظ بالمساجد بورع شديد وفى المساء تبدو الشوارع مضاءة وصاخبة ويجتمعون فى أبهى ملابسهم ويأكلون بلذة الحلوى وينغمسون فى كل أنواع التسلية.. ويسعى كل شخص فى النهار قدر طاقته كى ينهى عمله فى أسرع وقت ليخصص بضع ساعات للنوم.. فترى الفلاح راقدا تحت نخلة بعد أن أنهى عمله فى فترة الصباح والتاجر فى دكانه والعامة ممدين فى الشوارع بجوار جدران مساكنهم والغنى منهم "نعسان" على أريكته الفاخرة الفترة التى تسبق غروب الشمس.. وعندما تأتى الساعة التى طال انتظارها ينهضون على عجل ويهرع كل شخص للحصول على مكانه بمائدة الإفطار ويتجمع "النساء والفتيات والأطفال" فى شرفات منازلهم لرؤية الغروب وتعلن الأغنيات حلول وقت المسرات ووقت الطعام وتدوى كل المساجد بأصوات المؤذنين تنادى الناس للصلاة.
ويصف أحد الرحالة المصريين بأنهم طوال صومهم نهارا يكونون "نكدى المزاج" يتحولون ليلا إلى "ودودين محبين" بشكل غير عادى.. ويستعدون فى الثلث الأخير من الشهر لاستقبال "عيد الفطر" بعادات خاصة فضلا عن إحياء الأيام "العشر الأواخر".