كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

أين كنا وكيف أصبحنا ؟

كرم جبر

الثلاثاء، 13 أبريل 2021 - 05:45 م

كتبت هذا المقال فى 11 أبريل 2013
وها أنا استدعيه من الأرشيف ردا على ما تحاوله أبواق من الخارج لبث روح الفتنة من جديد.
«ذهبت إلى مصر فلم أجد فيها سوى مصريين بعضهم يذهب إلى المساجد وبعضهم يذهب إلى الكنائس.. ولا فرق».. هذه الجملة البليغة قالها اللورد كرومر الذى أرسلته حكومته إلى مصر أيام الاستعمار البريطانى، ليضرب الثورة المصرية ويبث الفرقة بين عنصرى الأمة ففشل فشلاً ذريعاً.
ولكن يوجد فى مصر الآن آلاف "كرومر مصرى"، لا يحتاجون إلى مستعمر أجنبى ليمزقوا وطنهم ولا مؤامرات خارجية لضرب وحدتهم الوطنية، ويتفننون فى استحضار المشاكل والأزمات.
النار المشتعلة الآن فى جسد مصر "كان ذلك عام 2013" لن تطفئها بيانات المحبة بين شيخ الأزهر والبابا ولا مؤتمرات المودة بين رجال الدين من الجانبين، والتطرف أصبح نبتة شيطانية تطل من حروف خطاب دينى متشدد فى بعض المساجد والكنائس.
النار المشتعلة لن تخمدها قنابل الغاز بل سيف القانون، والقانون يحتاج يداً قوية ترفعه فى وجه المخطئ، والمخطئ لن يرتدع إلا إذا سقطت عنه الحماية، والحماية لن تسقط إلا إذا رفعنا أيدينا عن الشرطة والقضاء، والشرطة والقضاء لن يرفعا راية العدل إلا باحترام الدولة لهما وعدم التدخل فى شئونهما، لأن الذى يحاصر محكمة ويقتحم قسم شرطة ويتمتع بالحصانة والحماية، سيتولد فى أعماقه أنه أقوى من الشرطة والقضاء والقانون والدولة.
نار الفتنة لن يطفئها الاستقواء بالخارج ولا أمريكا، فأمريكا لا يهمها إلا أمريكا وإسرائيل، وإذا فتشنا عن المستفيد من الخراب الذى يحدث فى مصر، فالمؤكد أنها إسرائيل التى تحقق انتصاراً ساحقاً علينا دون حروب أو جيوش.
وأمريكا لا تتدخل فى ملف أقباط مصر إلا بالبيانات الإنشائية، وتمتلئ أدراج أجهزة التخابر الأمريكية بمخططات لإعادة تقسيم دول المنطقة، بما يجعل إسرائيل القوة الوحيدة المسيطرة والمهيمنة وصاحبة الذراع الطويلة.
فى بلدنا هذا يرفع شعار «بالروح بالدم نفديك يا صليب»، وذاك يهتف «بالروح بالدم نفديك يا إسلام»، ولا أحد يقول «بالروح بالدم نفديك يا مصر» واختفت الأعلام المصرية وحلت محلها الرايات السوداء والعلامات الدينية، واختزل الغاضبون تاريخ بلادهم فى المحبة والتسامح والتلاحم وافتداء الوطن، بالتناحر والتشاجر والمولوتوف والحجارة والزجاج، وكأنهم ليسوا شركاء فى وطن واحد.
نار الفتنة لا تنطفئ بنفس الوسائل القديمة التى ثبت فشلها، فالمصريون البسطاء فى المدن والقرى والكفور والنجوع وهم الغالبية العظمى يعرفون جيداً أنها أزمة مفتعلة، يحركها متشنجون ومتطرفون من الجانبين يلهثون وراء الخراب.
>>>
وكانت 30 يونيو طوق الإنقاذ
شكراً سيادة الرئيس.. شكراً للدولة المصرية.. كنا على شفا الانهيار وأنقذتنا العناية الإلهية.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة