جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

انتصرت الجماهير للكرة ولكن.. ماذا بعد؟!

جلال عارف

الأربعاء، 21 أبريل 2021 - 06:04 م

 

واضح أن الذين أعدوا للانقلاب على كرة القدم الحقيقية من خلال مشروع «السوبر الأوروبى» الذى يحيل أقوى أندية العالم إلى أدوات فى يد «بيزنس الكرة».. كانوا يدركون أن معركتهم الأصعب ستكون فى بريطانيا مهد الكرة ومعقل أقوى جماهيرها فى العالم.
ولهذا حاولوا استمالة هذه الجماهير بضم ستة أندية هى الأقوى فى إنجلترا لتكون بين المؤسسين الذين منحوا أنفسهم حق البقاء الدائم فى «مسابقة السوبر» المقترحة أيا كانت نتائجهم فى المسابقات المحلية. بينما كان نصيب كل من إسبانيا وإيطاليا ثلاثة أندية، وكان المقترح ناديين لكل من ألمانيا وفرنسا على الأكثر، ولتبقى أربعة أو خمسة أماكن لباقى أندية القارة الأوروبية.
كان المؤسسون لهذا «السوبر» يراهنون على أن ذلك سيكون كافيا لتمرير «الانقلاب» لدى جماهير الكرة فى انجلترا، لكن هذه الجماهير أثبتت أنها الأقوى والأكثر وعيا وإخلاصا للكرة الحقيقية. توحد الجميع وفى المقدمة جماهير أندية المقدمة الستة التى منحت حق التواجد الدائم فى المسابقة المقترحة. كان الرفض عاما والإدانة واضحة لرؤساء الأندية ومالكيها. ومع غضب الجماهير تحرك الساسة، وتدخل رئيس الحكومة، ثم أعلن اللاعبون والمدربون معارضتهم لانقلاب «البيزنس» ودورى «السوبر» لينتهى الأمر بانسحاب الأندية الانجليزية، وليكون ذلك إعلانا بالوفاة المبكرة لاقتراح «السوبر» بعد أقل من ٤٨ ساعة على الإعلان عنه.
سقطت المحاولة -كما توقعنا بالأمس- ولكن ماذا بعد ذلك؟ ستكون هناك مقترحات لإصلاح نظام المسابقات الأوروبية الأهم فى العالم وزيادة مكافآت الأندية، لكن ذلك لن ينهى مخططات «البيزنس» لإحكام السيطرة على كرة القدم. وأظن هنا أن الأصوات التى ارتفعت غضبا من رؤساء الأندية ومالكيها الذين كانوا وراء انقلاب «السوبر» بالاعتذارات التى بدأ هؤلاء تقديمها وستكون هناك بالتأكيد دعوات لتنظيم جديد لإدارات الأندية وللقواعد التى تحكم ملكيتها.
وهنا يستلفت النظر أن يرتفع وسط موجات الاحتجاجات الغاضبة على «انقلاب السوبر» شعار يقول: نحن لسنا فى أمريكا!!.. ولعل الإشارة هنا واضحة إلى أن أربعة من الأندية الستة التى دخلت مصيدة «السوبر» من إنجلترا مالكوها الأساسيون من أثرياء أمريكا. وإلى أن الممول الرئيسى لهذا الانقلاب هو بنك مورجان الأمريكى الذى رصد عشرة مليارات يورو للمشروع، والأهم من ذلك أن اللعبة كلها تريد تعميم النموذج الأمريكى على كرة القدم الأوروبية والعالمية حيث تتحول الكرة من رياضة تمتع مليارات البشر بالمنافسة الجميلة إلى استعراض فى خدمة الإعلانات والمراهنات ويحقق الأرباح الطائلة للمستثمرين الأثرياء.
كيف سيتم إغلاق الباب أمام فكرة «أمركة كرة القدم»؟ وكيف نحافظ على حق الفقراء فى التمتع بلعبتهم الأثيرة؟ الجماهير -فى الأزمة الأخيرة- قالت كلمتها، والحكومات أدركت أن اللعبة أخطر من أن تترك لحسابات أهل «البيزنس».
هل آن الأوان لأن نفتح نحن أيضاً هذا الملف؟ أموال أنديتنا تفرض ألا ننتظر الأزمات لكى نتحرك!!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة