صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


أبطال العاشر من رمضان يروون كواليس النصر

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 22 أبريل 2021 - 01:14 م

 

اللواء فيليب: كنا نصوم  جميعاً واقتسمت ساندويتش للإفطار مع ضابط مسلم
اللواء نصر سالم: المياه والخبز كان  الإفطار الرئيسى فى جولات الاستطلاع 

سما صالح

 

في مثل هذا اليوم العاشر من رمضان، والذي وافق الـ 6 من أكتوبر عام 1973، كتب الله، سبحانه وتعالى، النصر للمصريين على أعدائهم  الذين جاروا على بقعة مباركة من أرض مصر، وهي «سيناء»، على مدار 6 سنوات عجاف، حيث علت كلمة «الله أكبر» إلى عنان السماء، وزُلزلت الأرض من تحت أقدام الأعداء الغاشمين، وألقت الرعب فى قلوبهم، حتى كتب الله النصر لأبناء أرض الكنانة، وعادت إلى أحضانها سيناء الحبيبة.


وشهر رمضان المبارك، هو شهر الانتصارات العظيمة التي هزت أركان العالم بأسره، بل وأسست لحضارات ودول كبرى، وخلَّصت بلاداً من سطوة الاحتلال، وأنهت أسطورة عديدٍ من الجيوش التي زعمت أنها لا تُقهر.

 

اقرأ أيضا| ذكرى العاشر من رمضان .. انتصارات وبطولات | فيديو

 

وذلك التاريخ الذي سطرت صحفه بحروف من نور، وكتبت بمداد من ذهب، شاهد على  انتصارات المسلمين على أعدائهم فى غزوة بدر الكبرى يوم الـ 17 من هذا الشهر الفضيل عام 2 هجريًا، بالإضافة إلى فتح مكة والذى كان فى الـ 20 من هذا الشهر الكريم عام 8 هجريًا، فضلًا عن موقعة عين جالوت، والتي هزم فيها القائد المظفر سيف الدين قطز المغول في موقعة عين جالوت، والتي وافقت الـ25 من هذا الشهر عام 658 هجريًا.


وقد ضرب أبطال القوات المسلحة الأوفياء، كعادتهم دائمًا، أروع بطولات التضحية والفداء، حيث ضحوا بأغلى ما يملكون، حتى يحفظوا للمصريين، والعرب جميع أرواحهم، وأمنهم، وأموالهم.


يقول اللواء فيليب زخارى قائد لواء الصواريخ  ببورسعيد في حرب أكتوبر 73 إنه صام فى رمضان مع ضباطه وجنوده المسلمين رغم وجود فتوى بجواز الإفطار في رمضان في حالة الحرب، ولكن ضباطه وجنوده أصروا على الصيام فتوحد معهم وصام وهو المسيحي الذي لا صيام له في رمضان، ولكنها مصر المؤمنة التي تضم مواطنيها المسلمين والمسيحيين، لكي يكون قدوة لضباطه وجنوده»، مسترجعاً الذكريات لـ«الأخبار المسائي» قائلا: صُمت رمضان على الجبهة لأكون قدوة للضباط والجنود».


وأن وقت الحرب كان هناك فتوى بجواز الإفطار في رمضان، لكن كل الضباط والجنود لم يعطوا الفتوى أي أهمية وأصروا على الصيام، وهو ما جعله يصوم معهم، مؤكداً أن الشرف وحق استعادة الأرض والثأر أبرز الدوافع التي أدت إلى الانتصار في الحرب، وتحويل الهزيمة في 1967 إلى نصر كبير.


وأضاف: أنا كنت صائماً، لكي أكون قدوة لضباطي وجنودي، وأتذكر في يوم 8 أكتوبر، قائد القطاع ببورسعيد أرسل لنا ضابطاً برتبة مقدم اسمه عزت السيد، أصبح فيما بعد محافظاً للوادي الجديد، وكنا تعرضنا لضربة كبيرة في هذا اليوم، ولم تكن هناك فرصة لضباط وجنود «الميس» لطهى الطعام، وكان أمامي ساندويتش واحد، وسألته: فطرت يا عزت؟ قال: لأ، فأعطيت له نصف الساندويتش وتناولت النصف الآخر.


وأضاف أنه لم تكن سنة الحرب أول صيام لى، كنت قائد كتيبة ثم فوج ثم لواء دفاع جوى، وأنا مَثَل ورمز لا يصح أن أفطر وأشرب الشاى والقهوة والناس صائمة، ومحبتي لجنودي وضباطي عندما يعرفون أنني صائم وأصدر أمراً لواحد منهم لأي مهمة وهو يعلم أنه قد لا يعود مرة أخرى تجعله يتقبل المهمة دون مناقشة.


كما أنه لم يكن الوحيد والجميع صائم مسلم ومسيحى، وأذكر اللواء جورج ماضى واللواء جورج حبيب وغيرهما صائمون واختلطت دماؤنا كمصريين ولم نلتفت إلى غير ذلك مطلقاً واجتمعنا على حب الله والنصر لوطننا الغالى .


أما اللواء دكتور نصر سالم - قائد الاستطلاع في حرب أكتوبر على مستوى القيادة خلف خط العدو بحرب أكتوبر، بدأ مهمته «المستحيلة» وطالت 6 أشهر، حيث قطع 4 ساعات سيراً على الأقدام، داخل سحابة سوداء كثيفة فوق جبل، لأداء مهمته في استطلاع تحركات العدو، تلك المهمة التي خرج منها ورفاقه كأنهم (إنسان الغاب) بعد وقت طويل عاشوه في الصحراء على فتات خبز وقطيرات مياه.


ويقول دوري بدأ يوم 6 أكتوبر، ومهمتي طالت إلى 6 أشهر أخرى أي 180يوماً، فالاستطلاع عين في قلب العدو على مدار الساعة، يوميتنا كانت عبارة عن لتر ماء في «زمزمية» زنة 750 جراماً من الطعام ما بين حصة بولبيف، وسردين، وعدس، وحصة من البسكوت المملح، وظرف به شاي مُحلى ووقود جاف نستخدمه للإشعال، وبدأنا مهمتنا كفرقة استطلاع مكونة من 3 أفراد كنت قائدهم، بمؤنة 6 أيام فقط، حيث كانت مهمتنا محددة بهذه الأيام.


وتابع: توقعنا أن المؤونة لن تكفي لمدة طويلة، فقررت أن نقتصد في الاستهلاك بأن نتغذى نحن الثلاثة على حصة شخص واحد، ولذلك المؤنة التي كان من المقرر أن تكفينا 6 أيام، استمرت معنا 20 يوماً، وفي 26 أكتوبر كانت مؤنتنا من الطعام نفدت إلا من نصف زمزمية ماء، قررنا عدم الاقتراب منها إلا للضرورة القصوى، وكنا نقطر بها على ألسنتنا التي تيبست من العطش، وللبحث، سرنا في الصحراء بحثاً عن بئر ماء لمدة 6 أيام دون مؤنة، حتى توقف الزميلان عن المشي من شدة التعب، فحفظت مكانهما وظللت أسير حتى وجدت 3 آخرين من فرقة أخرى معهم بطيخ يسمى بـ«العجر»، التهمت بعضه بنهم شديد، وأوصيتهم أن يهرعوا بالباقي إلى زميلي اللذين توقفا عن المشي لإغاثتهما وعاودنا جميعاً مواصلة العمل. 


وفي تلك المرحلة صدرت لي تعليمات بالتوجه نحو نقطة تمركز للعدو في أحد السلاسل الجبلية، حددت الموقع وكان يرافقني دليل من البدو، وهم وطنيون حتى النخاع ودورهم كان بارزاً في نصر أكتوبر، فضلًا عن أنهم أصبحوا يمدوننا بالماء والطعام أسبوعياً حتى انتهت مهمتنا.
على كل حال تحركت ومعي الدليل، ولنصل إلى الموقع المحدد كان عليّ السير فوق جرف بقمة سلسلة جبلية، الظلام حالك إلى أقصى حد، ولكني كنت مطمئناً وأثق أنني طالما حددت موقعي على الخريطة فلا قلق، وسأواصل السير حتى ينتهي الجرف، وفي لحظة وجدنا ضوءاً شديد السطوع والشمس فوقنا دون سابق إنذار، نظرت إلى الساعة لأجدها 8 صباحاً، ونظرت خلفي لأجد سحابة قاتمة وضخمة وكثيفة جداً، سرت فيها نحو 4 ساعات.


.. وعندما انقشعت السحابة ظهر النور فجأة، وكانت مفاجأة غير سارة لأني نظرت حولي، وجدت أننا في لسان صخري أسفله مباشرة منطقة للعدو، يفصلنا عنهم 50 متراً لا أكثر، ولكن بهدوء استطلعت الموقع بمنظاري، وأرسلت الإشارات إلى القيادة دون أن أخبرهم، بأنني ربما اُستشهد خلال دقائق، إلا أن هذه الدقائق مرت دون أن يعترضنا أحد.

 

وعندما عدت إلى المجموعة فرحت بسلامتي كثيراً، وأعدوا لنا وليمة كانت عبارة عن بعض الدقيق، نعجنها بالماء ونخبزه على قرص «ملا» فوق النار، ثم نأكله ساخناً بملح أو دون شيء، كانت بالنسبة لنا وجبة عظيمة بعد الصيام.


وقال الفنان، أحمد فؤاد سليم، أحد جنود مصر المشاركين في حرب أكتوبر المجيدة، إن كل الجنود رفضوا الإفطار في الحرب حيث كانت في اليوم العاشر من شهر رمضان، بالرغم من سماح القادة العسكريين لهم بذلك، مضيفًا: «الجنود المسيحيين كانوا بيصوموا معانا وبيعملوا الفطار معانا».. الجيش المصري مفيهوش مسيحي ومسلم .

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة