رفعت رشاد
رفعت رشاد


حريات

أفتقد عادل إمام

رفعت رشاد

الخميس، 13 مايو 2021 - 06:58 م

منذ سنوات تعودنا على أن يكون عادل إمام حاضر معنا فى كل بيت عربى بعد الإفطار باعتباره التحلية بعد الصيام. هذا العام لم يحضر عادل إمام وافتقدنا التحلية. تعودنا على عادل إمام كجزء من ثقافتنا الفنية الكوميدية، لقبه الجمهور العريض بالزعيم عن جدارة وصار أحد البارزين الذين حصلوا على ألقاب من الجمهور كسيدة الشاشة العربية وملك الترسو وغيرهم. تبوأ عادل إمام مكانته بالجهد والعرق واستطاع بموهبته وذكائه أن يعبر السنوات محتفظا بالقمة لا ينافسه عليه البعض إلا قليلا. خلال عقود طويلة تخرج فى مدرسة عادل إمام ممثلين مضحكين صاروا فى الصف الأول بعدما شاركوا الزعيم أحد أعماله الفنية.

حصل عادل إمام على مكانته فى قلوب الناس من المحيط إلى الخليج لأنه واحد من هؤلاء الناس، يرى فيه كل منهم شخص الصديق أو الرفيق الذى يحب أن يصاحبه ويكون بقربه أطول وقت ممكن فهو ابن البلد الشهم الشجاع الذى لا يتردد فى مساندة المظلوم وهو أيضا الفهلوى الشخصية التى يحبها المصريون، الذى يقتنص حقه من الأقوياء بالحيلة والقوة معا ولا يترك حقه مهضوما.

يتسلل عادل إمام إلى داخل جمهوره بدون أن يتململ أو يمل أحدهم لأن الكل يشعر أنه منهم، أحد الجالسين على مقعد مجاور فى قهوة الحارة، أو أحد مدخنى الحشيش فى قعدة سلطنة، يحبه أولاد البلد لأنه يتكلم لغتهم ويطلق النكات والقافيات المتداولة بين أبناء الأحياء الشعبية وهم الأغلبية، بل يبتكر النكات والقافيات أو الإفيهات، لكن ما يتأثر به الجمهور بدون وعى أن عادل إمام لا يمارس الإضحاك باعتبار الضحك أداة تسلية فحسب، هو يهدف إلى أن يكون الضحك حافزا للناس على ترميم حياتهم ويستفيد عادل من جمهور المسرح _ خاصة _ الذى يتجمع ويملأ أركان القاعة لكى يرسل رسائله ويحصل على التفاعل الفورى داخل القاعة وهذا يتيح له بعد عدة عروض أن يعدل فى رسالته حتى تصل إلى مرحلة يرضى عنها ويسعد بها الجمهور. لقد افتقدت عادل إمام وافتقد الجمهور عادل إمام فيلسوف الضحك الذى نشر البسمة بيننا. أطال الله عمره ومتعه بالصحة والقدرة على نشر الضحكة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة