يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن

رسالة من هدى عبد الناصر

يوسف القعيد

الخميس، 13 مايو 2021 - 07:02 م

بعد الانتفاضة الفلسطينية البطلة والشجاعة التى اندلعت فى فلسطين المحتلة بعد حماقات الذاهب بلا رجعة بينيامين نيتانياهو، واستشهاد أكثر من ٨٥ شهيداً بيوم واحد دفاعاً عن قضية عمرنا، والتى لا يرقى لمكانتها أية قضية عشناها نحن الجيل الذى أتى للعالم فى أربعينيات القرن الماضى.

أرسلت لى الدكتورة هدى جمال عبد الناصر - هكذا أحب أن أناديها - هدية ناطقة ومعبرة عن الحال الذى نمر به. فالإنتفاضة الفلسطينة البطلة مستمرة ومتواصلة يساندها دعم لفظى معنوى عربى ومواقف دولية كلامية. وكأن الجميع يقول للفلسطينيين كافحوا ودافعوا عن قضيتكم وسنجلس نحن بمقاعد المتفرجين. وكأن الجلوس هكذا يمكن أن يكون دوراً أو مهمة فى معركة غير متكافئة طرفاها صدور الشباب الفلسطينى البطل والشجاع ورصاص العدو الصهيونى.

معركة غير متكافئة، وأعتذر عن كلمة التكافؤ، فلا يمكن أن يتساوى الوطن بالمغتصبين. ولا يمكن أن تقف حنجرة الثائر وصوته الجهورى وصدره المُعرَّض للقتل مع ما يمكن أن يقوم به المعتدى. والذى يحاول جعل فلسطين الأبية موضوعاً يمكن أن نجلس على موائد مفاوضات للبحث عن مستقبل له.

مع أن الحق حق والباطل باطل. وقضية فلسطين هم عمرنا الأساسى والجوهرى منذ النصف الثانى من أربعينيات القرن الماضى وحتى الآن فى انتظار من يعيد الأمر إلى نصابه ويعود بالحق لأهله. ويحرر الأرض المقدسة من دنس الإحتلال الصهيونى.

فى هذه الأجواء وبعد انطلاق انتفاضة جديدة ووجود شهداء وجرحى كل يوم تقريباً فوجئت بالرسالة/ القصيدة التى أعترف أننا كنا قد نسيناها لطول العهد والمدة ومرور الزمن وقدرة الإنسان على النسيان. والنسيان ليس نقمة لكنه قد يكون نعمة فى بعض الأحيان.

تأثرت كثيراً جداً وأنا أقرأ القصيدة التى كنا نحفظها عن ظهر قلب فى شبابنا الذى مضى ونرددها ونعتبرها الملاذ والأمل والحلم.
دويتو طريق واحد، كلمات الشاعر: نزار قبانى، بصوت موسيقار الأجيال: محمد عبد الوهاب، وكوكب الشرق: أم كلثوم، إنتاج عام 1969:
أصبح عندى الآن بندقية/ إلى فلسطين خذونى معكم/ إلى ربىً حزينة كوجه المجدلية/ إلى القباب الخضر/ والحجارة النبيَّة/ عشرين عاماً وأنا أبحث عن أرضٍ وعن وهوية/ أبحث عن بيتى الذى هناك/ عن وطنى المحاط بالأسلاك/ أبحث عن طفولتي/ وعن رفاق حارتي/ عن كتبي/ عن صوري/ عن كل ركن دافئٍ/ وكل مزهرية/ إلى فلسطين خذونى معكم/ يا أيها الرجال أريد أن أعيش أو أموت كالرجال/ أصبح عندى الآن بندقية/ قولوا.. قولوا لمن يسأل عن قضيتي/ بارودتى صارت هى القضية/ أصبح عندى الآن بندقية/ أصبحتُ فى قائمة الثوار/ أفترش الأشواك والغبار وألبس المنيّة/ أنا مع الثوار/ أنا من الثوار/ من يوم أن حملت بندقيتي/ صارت فلسطين على أمتار/ يا أيها الثوار/ فى القدس/ فى الخليل
فى بيسان/ فى الأغوار/ فى بيت لحمٍ/ حيث كنتم أيها الأحرار/ تقدموا.. تقدموا تقدموا.. تقدموا. إلى فلسطين طريق واحد/ يمر من فُوَّهة بندقية.
شكراً للصديقة الدكتورة هدى جمال عبد الناصر على هديتها الثمينة والغالية، وأرجو ألا تنسانا فى زحمة ما نمر به من آلام وأحزان. لأن الفجر قريب وقادم.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة