جلال عارف
فى الصميم
جلال عارف يكتب: الأسئلة الصعبة.. بعد توقف العدوان!
السبت، 15 مايو 2021 - 08:06 م
تواصل مصر جهودها لوضع حد للعدوان الاسرائيلى على الشعب الفلسطينى الشقيق. رغم الدعم الدولى لهذه الجهود، والتعاطى الايجابى من الجانب الفلسطيني.. فإن الجانب الاسرائيلى يضع العقبات، ونتنياهو يحاول التصعيد رغم أن القيادات العسكرية فى الكيان الصهيونى تحذر من حرب شاملة قد تندلع فى ظروف غير مواتية!!
فى الظاهر. يبدو نتنياهو وقد حقق الكثير من أهدافه. نقل بؤرة الصراع مؤقتاً من القدس الى غزة، واستخدام القوة الغاشمة كما تعود لنشر الدمار وقتل الأبرياء بدعوى ضرب البنية الأساسية لأسلحة المقاومة. والأهم - بالنسبة له شخصيا - أنه أغلق الباب أمام احتمال نجاح منافسيه فى تشكيل حكومة جديدة وهو ما كان يعنى استمرار محاكمته واحتمال دخوله السجن بتهم الفساد والاحتيال وحافظ على صورته عند اليمين الاسرائيلى المتطرف كقائد للتوسع الاستيطانى وفرض منطق القوة لاغتيال الحق الفلسطيني.
فى الظاهر قد يبدو الأمر كذلك عند نتنياهو وأنصاره. لكنه - فى الحقيقة - يدرك أن الواقع غير ذلك ولهذا يناور ليكسب بعض الوقت أملاً فى أن يؤدى المزيد من العدوان والتدمير لتحسين موقفه بعد وقف إطلاق النار الذى سيتم رغم كل العقبات!
يدرك نتنياهو أن كل ما تم من قتل للأبرياء وتدمير واسع فى غزة لن يمنع الأسئلة الوجودية التى أصبحت مفروضة على اسرائيل ولن يخفى الحقائق الجديدة على الأرض خاصة بعد أن يتم الكشف عن جرائم الحرب التى ارتكبت، وبعد أن تعود القدس لمركز الأحداث وبعد أن يكتشف الداخل الاسرائيلى أن كل ما تم ترويجه عن «تصفية» قضية فلسطين كان أكذوبة، وبعد أن يستوعب الكيان الصهيونى معنى تحذير رئيسه من «حرب أهلية» بعد انتفاضة الفلسطينيين داخل الأرض المحتلة عام ٨٤ انتصاراً لهويتهم، ورفضا للعنصرية والفاشية ضد دولة الاحتلال.
فى النهاية.. ستكون إ سرائيل أمام حرب أخرى لم تكسبها رغم كل البطش والقتل والتدمير. وستكون أمام شعب فلسطين وحدت المحنة صفوفه رغم أخطاء القيادات والفصائل. وستكون أمام عالم يدرك - رغم كل المؤامرات - أنه لا سلام فى المنطقة إلا بالحل العادل الذى ينهى الاحتلال ويقيم الدولة الفلسطينية ويفك أسر القدس.. العربية دائماً وأبداً.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة