كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

العمرة والحج وكورونا!

كرم جبر

الإثنين، 24 مايو 2021 - 06:48 م

كما تهفو القلوب اشتياقاً للطواف حول الكعبة والسعى بين الصفا والمروة وزيارة المسجد النبوى وقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، تشتاق المدينة المنورة ومكة المكرمة، إلى المعتمرين والحجيج، الذين يزينون شوارعها وفنادقها، ويرفعون أيديهم بالدعاء والرحمة والمغفرة.

 


كورونا غيرت كل شيء، وجعلت السعودية تتخذ أقصى الإجراءات الاحترازية لحماية الحجاج والمعتمرين من الوباء اللعين، والكل يرفع أيديه إلى السماء متضرعاً: اللهم ارفع عنا الوباء والبلاء.

 


أديت قبل كورونا فريضة الحج والعمرة عدة مرات، ولكن كورونا جعلت كل شيء مختلفاً، وأصبح دخول الكعبة والمسجد النبوى عن طريق برنامج "توكلنا" و"اعتمرنا"، ليتمكن الراغبون فى الزيارة والصلاة من تنظيم أوقات أدائهم للنسك والتخطيط المسبق وحجز الخدمات الاختيارية، بما يضمن تطبيق الضوابط والإجراءات الاحترازية للوقاية من الفيروس.

 


العمرة فى زمن كورونا مختلفة، فكل شيء يسير وفق نظام صارم وإجراءات مشددة، وحماية لزوار بيت الله الحرام تم وضع سياج حول الكعبة، حتى لا يشتد الزحام وتتلامس الأيدى، مما يسهل انتقال الفيروس.

 


وكذلك لا تستطيع الاقتراب من الحجر الأسود وتقبيله خوفاً من انتقال الفيروس الشرس، ولكن يمكن أن تردد الدعاء "بسم الله.. الله أكبر" على بعد مترين أو ثلاثة، ويكون الطواف حول الكعبة بأعداد قليلة وبنظام محكم، خوفاً من الازدحام والتكدس، واختفت الطوابير الطويلة والتشابك الشديد.

 


وماذا عن موسم الحج القادم؟
اعتقادى أن الأعداد ستكون قليلة جداً مقارنة بالمواسم العادية، ولكن أكثر قليلًا من العام الماضى وبنظام صارم وإجراءات مشددة، منعاً لانتشار العدوى، وحرصاً على سلامة حجاج بيت الله، ولا يملك أحد سوى أن يدعو الله سبحانه وتعالى أن تعود الأيام الطيبة، وتمتلئ الكعبة ومكة وفنادقها وشوارعها والمدينة وشوارعها وفنادقها بعشرات الآلاف من المشتاقين الذين تهفو قلوبهم حباً واشتياقاً.

 


ربما يكون انتشار الوباء عظة وحكمة يمكن أن نستفيد منها وتساهم فى تغيير حياتنا إلى الأفضل، وتجعلنا نفكر فى خيرات الله التى ينعم بها علينا، ليفتش الناس فى ضمائرهم، ويتخلصون من الأفعال السيئة، ويصلحون ما بينهم وبين أنفسهم وبين الناس.

 


وترتفع أيديهم بالدعاء للمولى عز وجل "اللهم أزح عنا الوباء والبلاء"، كان المشتاقون والطائفون حول الكعبة فى نعمة كبيرة، وكأن الدوس المطلوب استيعابه هو: حافظوا على ما فى أيديكم من نعم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة