بوابة أخبار اليوم

نسرين موافي علاقة من أسمى العلاقات و أجملها ، وحدها تكفي لتجعلك تشعر بالحياة ، وجودها مقترن بأي علاقة أخري في حياتك يقويها و يزيدها جمال . إنها الصداقة الحقيقية.. وجودها بينك و بين أي إنسان قريب منك يقوي العلاقة و يحميها . الصديق في حد ذاته نعمة … هو  السند ، الكتف ، الدم الواحد الذي يسري في جسدين مختلفين لا يربط بينهم علاقة قرابة أو دم لكن أرواحهم أقرب من بعض الأشقاء . هو الوحيد القادر على اضفاء شرعية علي أي شيء  حتى على اخطائك بمجرد أن تعترف له . بينكم لا يوجد خجل من أخطاء بل انك  تصرح بها  لتزيح عن كاهلك كل ما يثقل روحك و يثبط من عزيمتك . هو من يهون أي كارثه و يبحث معك عن الحل ، وحده رفيق الطريق حتى لو خذلتك نفسك فوجوده يطمئنك و يلملم  شتات روحك … و كيف لا و هو الوحيد الذي يسمع ما تقول  و ما لا تقول بل و يترجم لك ما تشعر به و لا تستطيع أن تواجه به نفسك . وجود صديق حقيقي في حياتك لا يكسبك راحة فقط بل يجعل لك ضمير حيّ ينبهك ، يساعدك بل و يمنعك من ما يضرك و يؤلمك . فقط إن كان حقيقياً ، فالصداقة حب غير مشروط ، لا تعطي لتنتظر وقت الحصاد فأنت تعطي لأن هذا ما يفعله الأصدقاء ، لأن هذا حق الأصدقاء . الصداقة علاقة لا توزن بما استفاد أطرافها من بعضهم فقد يكون أحدهما أكثر احتياجاً للآخر ، أو أن أحدهما أقوي و أوسع حيلة فيحمل عبيء الكثير من المواقف . كل هذا مقبول في علاقة كهذه … مقبول أن يحمل أصلبهم عبيء الآخريين و يدعم أشجعهم البقية و يدبر أذكاهم لهم أمورهم و هكذا …. فهي علاقة تكاملية غير  تصادمية أبداً يري فيها كل منهم الآخر أجمل و أكمل مما يري نفسه . هذه الصداقة الحقيقية التي تعين علي الحياة ، الصداقة التي اخترت فيها اصدقائك بعناية شديدة جداً لأن أي خطأ في هذا الصديق يكلفك الكثير من روحك . الصديق يستطيع أن يرفعك لتلامس السماء و يستطيع أن يدمر روحك و يمزق نفسك فلا تقوي علي أن تبتعد عنه حتي . و لأنه الأمان ، الشخص الذي تدير له ظهرك بيقين أنك محمي يكون غدره قاتل و وجعه بلا أمل في الشفاء . و لأن المرء علي دين خليله … لابد أن ننظر و نتأني في من نخالل فالشخصية السلبية ، اليائسة ، المدمرة للأمل و الحياة أو الفاسدة لا تصلح لأن تكون صديق و لن يصدر عنها الا الكثير من الإخفاقات و التي ستنتهي حتماً بأوجاع لأنها شخصيات غير سوية ، ترهق من حولها بلا أمل في التحسن . هي نفوس مريضة لا يمكن إصلاحها بصداقه هي شخصيات  تحتاج لمساعدة طبيه نفسية أولا  . الصداقة علاقة خطيرة ، تجعل منك إنسان أجمل إن ما اخترت بعنايه من يكملك ، من يشبه روحك ، ترتاح لوجوده و يرتاح لسماعك . أو تدمرك حرفياً إذا اقتربت من الأشخاص الخطأ . فلا ترهق نفسك في علاقة محكوم عليها بالفشل لأن علاقة صداقه مع شخصية خطأ نتائجها  واضحة إما ان تنجرف مع فسادها و إما ان تنجح في أن تنجو بنفسك بعد أن تذوق أوجاع و آلام تترك ندبات في روحك تلازمك حتي النهاية . و الحل بسيط تأني في اختيار أهم علاقة في حياتك … صديقك  و لا تنبهر ببريق زائف …. ابحث عن الحقيقي و أترك الزمن يريك افعاله قبل أن تناديه صديقي .