غزّة! قاوِم إلى أن تقوم القيام

أبداعات عربية

الثلاثاء، 01 يونيو 2021 - 11:03 ص

أخبار الأدب

1 قاوِمْ‭ ‬وقاوِمْ فأنتَ‭ ‬نهايةُ‭ ‬هذا‭ ‬المطاف‭.‬ وقاومْ‭ ‬بأسماءِ‭ ‬ربِّ‭ ‬القتال وما‭ ‬فى‭ ‬يديك‭ ‬من‭ ‬العاديات‭..‬ وقُلْ‭ : ‬إنَّ‭ ‬هذا‭ ‬كتابي، وأوّلهُ‭  ‬ليس‭ ‬إلاّ‭ ‬فلسطين ليس‭ ‬التفاوض‭ ‬والاعترافْ‭.‬ وقاوِمْ‭ ‬بأكفان‭ ‬مَن‭ ‬رنخوا‭ ‬ فى‭ ‬قماط‭ ‬الرّضاعةِ‭ ‬تحت‭ ‬اللّحاف‭.‬ وقاوِم‭ ‬بمَن‭ ‬مُسِحوا‭ ‬من‭ ‬سِجلّ‭ ‬الحياة، ولم‭ ‬يبقَ‭ ‬فيهم‭ ‬صغيرٌ‭ ‬يخاف‭.‬ وقاوم‭ ‬بأغنيةِ‭ ‬الأرضِ‭ ‬والنارِ‭..‬ قاومْ‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تجيءَ‭ ‬الملائكُ‭   ‬ ‭          ‬صفّاً‭ ‬فَصفّا، إلى‭ ‬الشجاعيةِ،‭ ‬ قاومْ‭ ‬لوردةِ‭ ‬نورٍ‭ ‬هناك على‭ ‬جُثَّةٍ‭ ‬فى‭ ‬عراءِ‭ ‬خُزاعة، وقاومْ‭ ‬ليصمتَ‭ ‬زيفُ‭ ‬الكلامِ‭ ‬ وتخرسَ‭ ‬أوداجُ‭ ‬بوقِ‭ ‬الإذاعة، وقاوِمْ‭ ‬ليسقطَ‭ ‬عن‭ ‬وَجْهِ‭ ‬مَن‭ ‬نافقَ‭ ‬القاتلينَ‭ .. ‬قِناعه،‭ ‬ وقاوِمْ‭ ‬وقاومْ،‭ ‬فما‭ ‬النَصرُ‭ ‬إلا بإطلاق‭ ‬كلِّ‭ ‬الصواريخ‭ ‬طُرّاً‭ ‬ أو‭ ‬الصبرُ‭ ‬عاماً‭ ‬وشهراً‭ ‬وساعة، وقاوم‭ ‬لكسرِ‭ ‬قبابِ‭ ‬الحديد، لتزرعَ‭ ‬بالرُّعبِ‭ ‬كلَّ‭ ‬الفياف‭. ‬ وما‭ ‬من‭ ‬سماحٍ‭ ‬ وما‭ ‬من‭ ‬شفاعة‭..‬ وقاومْ‭ ‬بحقّ‭ ‬الظلام‭ ‬الثقيل‭ ‬ ‭            ‬وقتْلِ‭ ‬القتيل‭ ‬ ‭ ‬ومحرقةِ‭ ‬الرَّدم‭ ‬فوق‭ ‬الطّواف‭.‬ وقاومْ‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تُتَمّمَ‭ ‬حيفا‭ ‬ مراسمَ‭ ‬أعراسها‭.. ‬للزفاف‭.‬ وقاومْ‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬اللجوءُ ‭ ‬إلى‭ ‬الأُرجوان‭ ‬وزهرِ‭ ‬الضِّفاف‭.‬ وقاوم‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬القيامة‭ ..‬ فافتحْ‭ ‬جهنمَ‭ ‬طولاً‭ ‬وعرضاً، وضَعْ‭ ‬قلمَ‭ ‬القوْلِ‭..  ‬ ‭ ‬فاوِضْ‭..  ‬ولكنْ‭ ‬بهذا‭ ‬الجحيمِ‭.. ‬ ‭ ‬وقُلْ‭ ‬جَفَّ‭ ‬حِبْرى‭ ‬وما‭ ‬مِن‭ ‬صِحافْ‭.. ‬ ولا‭ ‬مَن‭ ‬يخافُ، ‭ ‬ولا‭ ‬مَن‭ ‬يخاف‭.‬   2   سلامٌ‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬غزَّةَ‭ ‬ فى‭ ‬الأوّلين‭ ‬وفى‭ ‬الآخرين‭.‬ سلامٌ‭ ‬على‭ ‬ناسِها‭ ‬الطيّبين؛ شهيداً،‭ ‬جريحاً،،‭ ‬وطفلاً وشيخاً‭..  ‬وسيّدةً‭ ‬لا‭ ‬تلين‭..‬ وتُشْعِل‭ ‬ليلَ‭ ‬البلادِ‭ ‬الحزين‭.‬ سلامٌ‭ ‬على‭ ‬مَنْ‭ ‬تقيَّدَ‭ ‬حُرّاً وراء‭ ‬الزنازن،‭ ‬خلف‭ ‬السنين‭.‬ سلامٌ‭ ‬على‭ ‬ماء‭ ‬قانا‭ ‬وصبرا على‭ ‬ما‭ ‬تبعثر‭ ‬سطراً‭ ‬فَسَطْرا على‭ ‬خيمةٍ‭ ‬فى‭ ‬عراء‭ ‬الطحين‭.‬ سلامٌ‭ ‬على‭ ‬دالياتِ‭ ‬الصّفيح‭ ‬ ودّفْقِ‭ ‬الجريحِ يشقُّ‭ ‬الدّروبَ‭ ‬إلى‭ ‬العائدين‭.‬ سلامٌ‭ ‬على‭ ‬موقدٍ‭ ‬لا‭ ‬ينامُ، ‭ ‬وأُغنيةٍ‭ ‬فى‭ ‬الظلام ‭  ‬تخبّئُ‭ ‬سِرَّ‭ ‬الزمان‭  ‬الدفين‭.‬ سلام‭ ‬على‭ ‬قهوةٍ‭ ‬مُرَّةٍ‭ ‬ فى‭ ‬عزاءٍ‭ ‬نُشرِّعُهُ‭ ‬منُذُ‭ ‬قَرنٍ‭..‬ ولمّا‭ ‬نَقُلْ‭ ‬للجنازاتِ‭ ‬يكفي‭! ‬ فقد‭ ‬مُلئَ‭ ‬الطينُ‭ ‬بالصّاعدين‭.‬ سلامٌ‭ ‬على‭ ‬كلّ‭ ‬حَيٍّ‭ ‬ودارٍ ومدرسةٍ‭ ‬فى‭ ‬الغبارِ، على‭ ‬كُلِّ‭ ‬هذا‭ ‬المدى‭ ‬والحصارِ، سلامٌ‭ ‬على‭ ‬جامعٍ‭ ‬هَدَّموهُ ومَيْتٍ‭ ‬من‭ ‬القصْفِ‭ ‬قد‭ ‬أيقظوهُ وسقْفٍ‭ ‬على‭ ‬أهلهِ‭ ‬ردَّ‭ ‬موهُ وألفِ‭ ‬رضيعٍ‭ ‬إذا‭ ‬لفّعوهُ، وصاروخِ‭ ‬مجدٍ‭ ‬إذا‭ ‬أرجعوهُ يعودُ‭ ‬أُلوفاً‭ ‬على‭ ‬الخائفين‭.‬ سلامٌ‭ ‬على‭ ‬نورسٍ‭ ‬من‭ ‬حديدٍ‭ ‬ يُؤَوِّبُ‭ ‬فوق‭ ‬السواحل‭ ‬حتى ‭ ‬يدبَّ‭ ‬على‭ ‬مخبأ‭ ‬الغاصبين‭.‬ سلامٌ‭ ‬على‭ ‬القدسِ‭ ‬تعلو‭ ‬وتبقى‭ ..‬ فإن‭ ‬قصفوا‭ ‬رَفَحاً‭ ‬فى‭ ‬المساء‭.. ‬ صباحاً،‭ ‬ترى‭ ‬روحَها‭ ‬فى‭ ‬جِنين‭. ‬ سلامٌ‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬الله‭..‬ ‭ ‬فيها‭ ‬المماتُ‭ ‬وفيها‭ ‬الحياةُ‭ ‬ ‭ ‬وفيها‭ ‬سنحشرُهُم‭ ‬أجمعين‭.‬   3   ماذا‭ ‬تنظرُ‭ !‬ لمزيدٍ‭ ‬من‭ ‬جُثثٍ يحملها‭ ‬الناسُ‭ ‬على‭ ‬الأكتاف‭ ‬؟ ماذا‭ ‬تنظرُ‭ !‬ لشهيدٍ‭ ‬آخرَ‭ ‬مجهولَ‭ ‬الأوصاف‭ ‬؟ ماذا‭ ‬تنظرُ‭  ‬ لجريحٍ‭ ‬إثْرَ‭ ‬جريحٍ يسكبُ‭ ‬خلفَ‭ ‬عجاجِ‭ ‬الرّملِ‭  ‬شرايينَ‭ ‬الأعطاف‭ !‬ وماذا‭ ‬ستُحقّقُ‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المَشهدِ‭ ‬ ستحرّرُ‭ ‬غزّةَ‭ ‬من‭ ‬طوْقِ‭ ‬العُزلةِ‭ ‬، أو‭ ‬تفتحُ‭ ‬كلَّ‭ ‬شبابيكِ‭ ‬الكونِ‭ ‬عليها‭ !‬ هل‭ ‬كانَ‭ ‬الموتُ‭ ‬المجّانيُّ‭ ‬سبيلَ‭ ‬المشتاقين‭ ‬إليها؟ وكيف‭ ‬تلوّث‭ ‬أشجارَ‭ ‬الغيمِ‭ ‬على‭ ‬كفّيها‭ ‬؟ ‭*‬ لم‭ ‬ألْقَ‭ ‬سوى‭ ‬النارِ لأُحرقَ‭ ‬هذا‭ ‬الغولَ‭ ‬الباعثَ‭ ‬ألف‭ ‬جحيمٍ فى‭ ‬عينيها‭ !‬ هل‭ ‬أطفأ‭ ‬أحدٌ‭ ‬منكم‭ ‬لهباً‭ ‬يمشى‭ ‬فى‭ ‬ثدييها‭ ‬؟ فماتَ‭ ‬الرُّضَّعُ‭ ‬بين‭ ‬يديها‭ !‬ هل‭ ‬أوقفَ‭ ‬أحدٌ‭ ‬قصْفَ‭ ‬ثلاثِ‭ ‬حروبٍ زلزلتِ‭ ‬الرَّحْمَ وحرَّقَتِ‭ ‬الرّوحَ وسوَّدَتِ‭ ‬الأرجاء‭ ‬؟ هل‭ ‬حطّمَ‭ ‬أحدٌ‭  ‬ليلَ‭ ‬القبرِ وشَرَّعَ‭ ‬بابَ‭ ‬القبوِ وأرجَعَ‭ ‬صاعقةَ‭ ‬الأنواء‭ ‬؟ أجيبوا‭ !‬ لا‭ ‬نبغى‭ ‬غيرَ‭ ‬فضاءِ‭ ‬الطيرِ وخبزٍ‭  ‬أو‭  ‬ماءٍ‭  ‬وهواء‭ ..‬ ونُقَبِّلُ‭ ‬هاماتِ‭ ‬الشهداء‭ !‬ ‭***‬ هذى‭ ‬الأرضَ‭ ‬يُحرّرها‭ ‬الميزانُ‭ ‬العادِلْ‭ ‬؛ الطَلقةُ‭ ‬بالطلقةِ‭ ‬والثاكلُ‭ ‬بالثاكل‭ ..‬ والصّاعِدُ‭ ‬فينا‭ ‬ليس‭ ‬قتيلاً،‭ ‬لكنّ‭ ‬الآخَرَ‭ ‬قاتِلْ‭ .‬ والسائلُ‭ ‬إنْ‭ ‬أنْكَرَ‭   ‬ذاهِلْ‭ .‬ فلماذا‭ ‬لا‭ ‬نذهبُ‭  ‬باللحمِ‭ ‬المدبوغِ‭  .. ‬إلى‭ ‬الأسلاك‭ ‬؟‭!‬ وذاكَ‭ ‬هلاك‭ !‬ لكنّ‭ ‬المقتولَ،‭ ‬وإن‭ ‬ماتَ‭ ‬،‭ ‬فقد‭ ‬دقَّ‭ ‬التابوتَ‭ !‬ ويكفى‭ ‬أنْ‭ ‬قامَ‭ ‬شهيداً‭..‬ وعلى‭ ‬الأسلاكِ‭ ‬صُراخُ‭ ‬الحَنّونِ‭ ‬الشاهدْ‭ .‬ والقائدُ‭ ‬ليس‭ ‬بقائد‭!‬ يا‭ ‬شعبى‭ ‬فى‭ ‬غزّةَ‭ ‬هاشمْ‭ !‬ اخرُجْ‭ ‬كالطوفانِ‭ ‬المارِدْ يا‭ ‬مَن‭ ‬علّمتَ‭ ‬الدنيا‭    ‬كيف‭ ‬تُقاوِمْ‭ .‬ ‭..‬إنّا‭ ‬ننتظرُ‭  ‬القادِمْ‭ ‬ إنّا‭ ‬ننتظرُ‭  ‬القادِم‭ ..‬