النجوم يعلنون «اللى تكسب به ألعب به! »
النجوم حول المسلسلات متعددة الأجزاء: «اللي تكسب به ألعب به»
الثلاثاء، 15 يونيو 2021 - 09:59 ص
انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة الأعمال الدرامية متعددة الأجزاء، مثل «الاختيار» و«هجمة مرتدة» و«الآنسة فرح» و«رمضان كريم»، وهي ظاهرة ليست مستجدة، فهناك مسلسلات لها تاريخ مثل «المال والبنون» و«ليالي الحلمية»، وهي أعمال حققت كل أجزائها نجاحات كبيرة، لكن البعض يتساءل، “هل كل الأعمال الدرامية تحتمل تقديم أجزاء؟”، و”ما المعايير التي تدفع المنتجين لتقديم أجزاء جديدة من نفس العمل؟”، و”هل إنتاج جزء ثاني من الممكن أن يؤثر سلبا على نجاح الجزء الأول؟”، و”هل يعتبر هذا استسهال وإفلاس فكري أم استثمار للنجاح؟”، خاصة أن بعض الأعمال التي لم تحقق النجاح المنتظر منها تم الإعلان عن النية لإنتاج جزء ثاني منه، مثل المسلسل الكوميدي «فارس بلا جواز» للمطرب مصطفى قمر الذي عرض رمضان الماضي.
في السطور التالية يجيب النقاد على تلك التساؤلات..
في البداية يقول أحمد سعد الدين، أن ظاهرة الأجزاء في الدراما ليست جديدة، لكنها سابقا كانت منظمة ومدروسة أكثر من الوقت الحالي، إلا فيما ندر، حيث نرى تميز في أجزاء سلسلة «الاختيار»، مضيفا: “هناك معايير تحدد ما إذا كان من الممكن أن يكون للعمل أكثر من جزء أم لا، لكن في بعض الأحيان العشوائية والصدفة تكون هي المعيار الوحيد، لكن بشكل عام فإن المعيار الرئيسي هو نجاح الجزء الأول من العمل، وهو ما قد يفتح الباب أمام إنتاج جزء آخر، وهناك أعمال حققت نجاحات وكانت أحداثها تحتمل جزء جديد، مثل (بـ100 وش)، الذي صنع ضجة عند عرضه العام الماضي، لكن صناعه قرروا نقل نجاحه إلى السينما، ومن الأعمال أيضا التي حققت نجاح كبير ويتم التحضير لجزء جديد منها مسلسل (رمضان كريم)، الذي حقق الجزء الأول نجاح ضخم عام 2017، وهو ما دفع شركة السبكي للتعاقد مع نفس فريق العمل لتقديم جزء ثاني، ولكن يبقى (الاختيار) بجزئه الأول والثاني هو العمل الأبرز، خاصة مع التحضير حاليا لتقديم جزء ثالث، وهو عمل يحتمل تقديم العديد من الأجزاء”.
ويضيف سعد الدين، أنه غير صحيح مقولة أن فشل الأجزاء الثانية تفسد نجاح الجزء الأول، لأن الجزء الأول حقق المراد منه وترك ذكرى وعلامة إيجابية لدى الجمهور، وهناك معايير أخرى لإنتاج أجزاء أخرى من عمل فني، لا تتوقف فقط على النجاح الجماهيري، فهناك معايير تسويقية وإعلانية، حيث يمكن أن تطلب قنوات فضائية من شركة الإنتاج إنتاج جزء جديد من عمل ما، وذلك بناءً على طلبات المعلنين، خاصة لو ارتبط العمل باسم نجم كبير، لذلك فعملية إنتاج أجزاء من عمل فني مرتبطة بالكثير من القواعد، وليس فقط النجاح الجماهيري.
ويشير سعد الدين، أن هناك أعمال يكون مخطط لها منذ البداية أن يكون لها أجزاء، مثل “ليالي الحلمية”، الذي يعد من كلاسيكيات الدراما العربية، كما يمكننا أن نرى أن موقف أو حدث في الجزء الثالث بالمسلسل مرتبط بقرار لشخصية في الجزء الأول، وهذا يعني أن الأجزاء أعدت حتى قبل تصوير الجزء الأول، والكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة أعلن حينما قدم مسلسل كوميدي أنه في حال نجح جماهيريا فأنه سيقدم منه جزء آخر، وهذا يعني أن الأحداث والتطور الدرامي للأجزاء الجديدة موجودة لديه حتى قبل عرض الجزء الأول.
ويتعجب سعد الدين من مسلسل “فارس بلا جواز” لمصطفى قمر، والذي عرض في رمضان الماضي، قائلا: “مع تقديري لنجاحات مصطفى قمر في أعمال سابقة حققت نجاحات كبيرة، لكن إعلان إنتاج جزء ثاني من (فارس بلا جواز) يعتبر (انتحار فني)، خاصة أن المسلسل خرج من السباق الرمضاني دون أي مردود، وأعتقد أن الأفضل أن يقدم عمل آخر مع كاتب آخر قد يحقق معه النجاح، لأن ذلك قد يفسر أنه إفلاس فكري”.
أما الناقد محمود قاسم فيقول: “إنتاج أجزاء من عمل ناجح هي ظاهرة سينمائية انتقلت إلى الدراما التليفزيونية، وكانت منتشرة في السينما خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، ثم انتشرت بعد ذلك في الدراما المصرية، والدافع الوحيد وراء إنتاج أجزاء جديدة من مسلسل ما هي إعلانية وتسويقية، مع بعض الأسباب الشخصية ترتبط أن نجوم الأعمال في مصر ليس لديهم حب المغامرة، ويتجهون لتكرار عمل ناجح، بمعنى آخر (بيستخبى في نجاح عمله)، كما أنه يرغب في التواجد حتى ولو لم يحقق الجزء نجاح الجزء الأول، لكن طالما ظلت شركات الإنتاج في تقديم أعمال له سيظل يعمل”.
ويضيف قاسم: “إعلان مصطفى قمر إنتاج جزء ثاني من مسلسل (فارس بلا جواز) أمر غريب، لكن لا يسأل عليه قمر، بل شركة الإنتاج التي قررت المجازفة بتقديم قد يتسبب في خسارتها، إلا في حال قررت قناة فضائية أن تشتري المسلسل حتى قبل إنتاجه، وهو أمر يثير التعجب أيضا، فهناك قنوات بالفعل تجازف بشراء وتقديم أعمال نسبة خسارتها كبيرة”.
بينما يرى الناقد رامي المتولي أن إنتاج مزيد من الأجزاء للأعمال الوطنية أمر طبيعي، خاصة مع وجود أحداث كثيرة تحتمل تقديمها في أجزاء أخرى، وهو ما رأيناه سابقا مع «رأفت الهجان»، وحاليا مع «الاختيار»، وقريبا مع «هجمة مرتدة»، مضيفا: “تلك الأعمال تعيش لسنوات طويلة، والدليل على ذلك (رأفت الهجان)، فهو عمل ثري بالتفاصيل، لكن يبقى العامل الأبرز لتقديم أجزاء أخرى هو نجاح الجزء الأول، فهذا ما سيشجع المنتج لتقديم أجزاء أخرى”، ويختتم المتولي حديث بالشروط الواجب توفرها في أي عمل لتقديم أجزاء جديدة منه: “أولها البعد عن المط والتطويل، وهي آفة الدراما المصرية، وأن يكون العمل الرئيسي يحتوي على تفاصيل وأحداث قد ينبثق منها أحداث جديدة، وليست مكررة، لذلك فالمؤلفين في الفترة الحالية يلجأون إلى النهايات المفتوحة تحسبا لقرار المنتج بتقديم أجزاء جديدة”.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة