هدى الشاذلى  منطقة وعظ الغربية
هدى الشاذلى منطقة وعظ الغربية


بقلم واعظة

لِيَشهَدُوا مَنَافِعَ لَهُم

الأخبار

الخميس، 17 يونيو 2021 - 06:40 م

 

عند الحديث عن الحج فنجده العبادة الجامعة، البدنية والمالية، اجتمع فيها شرف الزمان «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ» (البقرة :١٩٧)، وشرف المكان «جَعَلَ اللَّهُ الكَعْبَةَ البَيْتَ الحَرَامَ قِيَاماً لِّلنَّاسِ» (المائدة: ٩٧)؛ لذا كانت الاستطاعة شرط وجوب هذه الفريضة فمن استطاع أن يحج فقد استوفى أركان الإسلام بفضل الله ومنِّه.
والحج هو الركن الوحيد الذى ذكره الله فى كتابه باستفاضة وأفرد له سورة كاملة دون سائر الأركان؛ وذلك لما له من منافع عظيمة تعود على العبد فى دنياه وآخرته.
ففيه تجسيد لمعنى الوحدة الإسلامية حيث يجتمع الناس من كل فجٍ عميق على اختلاف ألسنتهم وألوانهم، متوجهين لربهم فى مشهد مهيب يُصوّر شموخ الإسلام وعظمته ويُحزن الشيطان وأعوانه، ويُعلّم العبد التجرُد من زخارف الدنيا، ليس على جسده سوى ثوب غير مخيط، هذه الحالة التى تجعله فى اتصال روحانى مع ربه، ومُستشعرًا الآخرة، فالحج تجسيد مُصغر ليوم الحشر ـ بيد أن العبد لايزال أمامه فرصة التوبة، وردُّ المظالم ـ تلكم الحالة الروحانية تجعله يتقرّب من ربه فإذا وجده فقد وجد كل شيء.
من منافع الحج، أنه يُربى العبد على طاعة الله تعالى دون السؤال عن العلة، فأحيانًا يُقبّل حجرًا وأحيانًا يرجُم حجرًا، وهو مُتيقن أن هذا الحجر لا ينفعه ولا يضره بل يمتثل لأمر ربه، ويستن بسُنة نبيه، وعندما يسعى بين الصفا والمروة يتعلّم الأخذ بالأسباب وأنه لا بد من السعى للحصول على ما يُريد.
وفى الحج يتأدب العبد مع نفسه فلا تُحدثه بسوء، ويتأدب مع الناس فلا يفسق ولا يُجادل، يتأدب مع الحيوان والطير فلا يصطاده ولا يقتله، ويتأدب مع النبات فلا يقتلعه؛ فيعود بعد حجّه وقد تربى على حُسن السمع والطاعة، وبالتأكيد من أهم ما يحصل عليه العبد من منافع أنه يرجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه؛ لأن الحج المبرور ليس له جزاء عند الله إلا الجنة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «...... ليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة» (الترمذى) ، وقال عليه الصلاة والسلام : « من حجّ فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه» متفق عليه.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة