لماذا تسعي مصر لتوليد كهرباء من الطاقة النووية؟

صورة أرشيفية

الإثنين، 26 يوليه 2021 - 02:53 م

محمد محمود

يتسأل العديد من المواطنين لماذا تسعي مصر لتوليد كهرباء من الطاقة النووية من خلال انشاء محطة الضبعة النووية بمحافظة مطروح خاصة بعد ان حققت اكتفاء من الكهرباء واستطاعت ايضا تحقيق احتياطي في الانتاج تقوم بتصديرة حاليا لدول الجوار.  وفي هذا السياق أوضحت هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء ان الطاقة الكهربائية أحد أهم سبل تحقيق تطلعات الشعوب نحو مستقبل أفضل وذلك باعتبارها المحرك الرئيسي لخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية مشيرة الي أن مصر تشهد حاليا مشروعات تنموية في كافة المجالات بالاضافة الي النمو السكاني كل هذا دفع قطاع الكهرباء للعمل علي تأمين التغذية الكهربائية اللازمة لتلبية متطلبات التنمية الشاملة من خلال تطوير بدائل مستدامة للطاقة ميسورة التكلفة وصديقة للبيئة.  وأشارات الهيئة في  العدد الثاني من نشرتها الدورية لسنة ٢٠٢١ الي انه من المتوقع تزايد معدلات الطلب علي الطاقة الكهربائية ليصل ما بين 6 - 7 % خلال العشر سنوات المقبلة وهذا يعني إضافة سنوية لقدرات توليد الكهرباء بمقدار 1250 ميجاوات لتلبية الزيادة علي الطلب ولإحلال المحطات القديمة وللمحافظة علي وجود احتياطي في الانتاج.  واضافت الهيئة انه لسد الطلب المتزايد علي الكهرباء في العقود القبلة يحتاج الي مزيج الطاقة إلي توظيف مصادر للطاقة منخفضة الأنبعاثات الكربونية مما يدعم موقف مصر في مواجهة تزايد الأهتمامات العالمية بحماية البيئة والتغير المناخي.  لافتة الي ان انتاج الكهرباء من  الطاقة النووية لا يؤدي فقط الي خفض انبعاث الغازات الملوثة للبيئة والمسببة للاحتباس الحراري ولكن أيضا يمثل بديلا جيدا لتلبية احتياجات الطلب الأساسي علي الطاقة الكهربائية.  واضافت الهيئة ان الكهرباء المنتجة من الطاقة النووية تمتاز باستقرار اسعرها حيث تشكل تكلفة الوقود جزءا صغيرا بنسبة 15% من إجمالي تكلفة إنتاج الكهرباء في المحطات النووية.  واشارت الهيئة الي انه بالرغم من أن محطات الطاقة النووية تتطلب تكاليف رأسمالية عالية نسبيا إلا إن تكاليف الوقود النووي تظل منخفضة مقارنة بالبدائل الأخري التي تستخدم الوقود الاحفوري كما ان المفاعلات النووية تعمل بشكل متميز فيما يخص اداء التشغيل والأمان النووي فقد تحسنت سجلات الاداء بشكل كبير علي مدار سنوات التشغيل للمفاعلات النووية في جميع انحاء العالم. ومن ناحية الفوائد الاقتصادية أوضحت الهيئة إنّ الدراسات الاقتصادية لمشروع إقامة محطة الضبعة النووية يشير إلى العديد من الفوائد الاقتصادية حيث تعد المحطة النووية  من المشاريع العملاقة التي لها فوائد عديدة على الاقتصاد المصري لأن الاستثمار في هذه النوعية من المشاريع يعطي انطباع بالقوة والثقة في الاقتصاد، مما يسهم في تحسين مناخ الاستثمار في الدولة، بالإضافة أيضا إلى أن السعر التنافسي للكهرباء المنتجة من المحطات النووية سوف يعود بالنفع المباشر على المشاريع التجارية القائمة. وأضافت أن الطاقة النووية ستساهم في تطوير الصناعة المصرية من خلال برنامج طويل المدى لإنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية تتصاعد فيه نسب التصنيع المحلي في كل وحدة جديدة طبقاً لخطة واضحة وملتزم بها، مما سيحدث نقلة ضخمة في جودة الصناعة المصرية وإمكاناتها ويزيد من قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية بسبب المعايير الصارمة للجودة التي تطلبها صناعة المكونات النووية والتي ستنتقل بالضرورة إلى صناعة المكونات غير النووية التي تنتجها نفس المصانع بالاضافة الي ادخال صناعات جديدة بجانب توفير العديد من فرص العمل . وأكدت أنّ كل دولار يتم استثماره لإنشاء المحطة النووية بالضبعة سيجلب دولار ونصف للمؤسسات الحكومية والعاملة في المحطة . إقرأ أيضاً: بحضور وزير الكهرباء.. تصنيع أولى معدات محطة الضبعة النووية الشهر المقبل | خاص