صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


الأزهر والكنيسة «خطاب واحد» في مواجهة التغير المناخي

شاهندة أبو العز

السبت، 14 أغسطس 2021 - 03:46 م

 


◄ المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية: أنشطة بالتعاون مع وزارة البيئة لمواجهة التغيرات المناخية

◄ تأسيس لجنة خدمة المجتمع وتنمية البيئة في جامعة الأزهر


شغلت تغيرات المناخ الشديدة أولويات قادة الأديان في الآونة الأخيرة، فتغيرت الخطابات الدينية والحوارات حول أهمية الحفاظ على المناخ وشغلت حيزا كبيرا من مشاركة المؤسسات الدينية لدق ناقوس الخطر، الذي يتسبب فيه سلوك الأفراد والمجتمعات، وحثت الجماعات الدينية على الاقتصاد في مواردها، والوقوف عن الممارسات الخاطئة التي تسبب من زيادة الأزمة.

وتأتي مصر على قائمة البلدان الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية، وطبقا للإحصاءات الرسمية تعد مصر في المرتبة الثامنة والعشرين عالميا في ترتيب الدول من حيث كمية الانبعاثات المؤدية للاحتباس الحراري، والذي يظهر جليا في تذبذب درجات الحرارة وموجات السيول التي تؤثر على إنتاجية الأراضي الزراعية، وكذلك يتوقع ارتفاع مستوى سطح البحر وما يتبعه من غرق 1% من الأراضي الخصبة وزيادة معدلات التصحر وضياع 12% من أفضل أراضي دلتا النيل الزراعية.

ووجه شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب، رسالة عبر "تويتر" في أيام سابقة، تعليقاً على الفيضانات غير المسبوقة في عدّة دول وارتفاع الحرارة القياسي في مناطق أخرى.


ووصف الإمام الطيب ذلك بأنه "ناقوسُ خطرٍ يؤكِّد ضرورة التحرك الجاد والحازم لمكافحة مخاطر التغير المناخيّ، وحماية مستقبل البشرية من هذا الخطر الحقيقي".

اقرأ أيضا: حرائق الغابات.. جحيم التغير المناخي يحاصر حوض الأبيض المتوسط 

وتأسست في جامعة الأزهر لجنة "خدمة المجتمع وتنمية البيئة" من أهدافها جعل الجامعة صديقة للبيئة ومنتجة للطاقة الشمسية. كما تبنى قطاع المعاهد الأزهرية المسؤول عن التعليم الأزهري قبل الجامعي، خلال العامين الماضيين، برنامج توعية لتلاميذ المرحلتين التمهيدية والابتدائية حول الحفاظ على البيئة.

وتزايد اهتمام علماء الدين الإسلامي بمسألة حماية البيئة في السنوات الأخيرة، حيث صدرت وثيقة بعنوان "إعلان إسلامي حول التغير المناخي"، نشرت أثناء حوارات جرت في إسطنبول عام 2015، تتحدث عن النظم البيئية والثقافات البشرية المهددة بالفعل نتيجة التغير المناخي، وأن تلك المخاطر غير موزعة بشكل عادل بل تطال المجتمعات الفقيرة والمحرومة، مشيرة إلى كارثة التغير المناخي الراهنة هي نتيجة إخلال الإنسان بالتوازن.

وشارك في الإعلان خبراء وعلماء مسلمون من عشرين دولة تحت مبادرة "المؤسسة الإسلامية لعلوم البيئة" في بريطانيا، استباقاً لاتفاق باريس حول تغير المناخ في العام نفسه، والذي هدف إلى الحدّ من الانبعاثات الغازية التي تتسبب بالاحتباس الحراري وإلى منع ارتفاع درجة حرارة الأرض في هذا القرن بدرجتين مئويتين.

ومن ناحية أخرى كان للدين المسيحي مشاركة ورأي في تغيرات المناخ التي تحدث حالياً وترجع مشاركتهم وتحذيراتها لأكثر من 6 سنوات ماضية، حيث منح بابا الفاتيكان رسالته العامة سنة 2015 للمناخ تحت شعار "كن مسبحاً"، وتحدث فيها بإسهاب عن التلوث، والنفايات، وثقافة الهدر، وضرورة التعامل مع الحفاظ على المناخ بوصفه خير عاما لكل البشرية.

وفي رسالته الأخيرة عام 2019، بعنوان "كلنا أخوة" تحدث عن أن "الاعتناء بالعالم الذي يحيط بنا ويأوينا يعني الاعتناء بأنفسنا".

ويعلق  القمص موسى إبراهيم  المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية، على التغيرات المناخية قائلاً: أن الكنيسة تعمل على العديد من الأنشطة بالتعاون مع وزارة البيئة وفروعها في جميع المحافظات، وحدة الطاقة الحيوية والأحياء والمجالس المحلية وشركة القابضة لمياه الشرب وشركة الصرف الصحي ووزارة الموارد المائية، للتوعية بالبيئة وتغيرات المناخ، وأهمية الحفاظ على البيئة من قبل المواطنين الذين يعيشون بها.

وتابع القمص موسى، أن التغيرات المناخية من أكبر التحديات التي تواجه العالم وبالأخص على المستوى البيئي والزراعي مما يهدد استقرار الأمن الغذائي وتدمير سبل العيش، ويزيد من احتمالية نشوء الصراعات والنزاعات بهدف توفير متطلبات الحياة الأساسية.

وأضاف أن التغيرات الجذرية التي تحدث لآن في المناخ تزيد من احتمالية وقوع الكوارث البيئية ويصعد من شدتها، وبالتالي زعزعة الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في دول العالم، مما سيساهم في ارتفاع أعداد المهاجرين، لذا يعكف المجتمع الدولي والوطني على إيجاد استراتيجيات تحد من تداعيات تغير المناخ وتوفير الحماية للمتضررين.

وأكد القمص موسى لـ"بوابة أخبار اليوم" أن الكنيسة تساهم في تحقيق أهداف رؤية مصر 2030، من خلال برنامج تنمية المجتمع المتكامل بكل مكوناته، وبالتكامل بين مكوني التنمية البيئية والتنمية الريفية ممثلة في منهجيات.

وأوضح المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية، أن المنهاج كالمنهج الوقائي للحد من المخاطر البيئية والذي يؤكد على ضرورة تطبيق الإجراءات الوقائية لتعزيز سلوكيات صديقة للبيئة كإدارة سليمة للمخلفات من حيث إعادة التدوير للتخلص الآمن، والنموذج البيئي التعليمي وهو النمط الذي يفضل استخدامه في المجتمعات، لتوجيه المجتمعات لتنفيذ نماذج تنشر وتدعم المحاور الأساسية البيئية السليمة في المجتمع عن طريق العمل على تعزيز مبادرات المجتمع لتطبيق نماذج للحد من التلوث بالطرق المحلية المتاحة .

وأشار إلى المنهج التشاركي كبناء الجسور مع الهيئات الحكومية المسئولة عن البيئة على كافة المستويات مثل المركزي  الإقليمي والمحلى لتعزيز قدرة المجتمعات على الوصول الخدمات والتطبيقات والمعلومات المحدثة وتضمن الاستمرارية.

وفي بيان مشترك صادر عن كيانات الأمم المتحدة بشأن الحق في التمتع ببيئة صحية، حذرت من أزمة بيئية ثلاثية وهي تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث، موضحة أن حقوق الأجيال الحالية والمقبلة على بيئة صحية تعتمد على الاعتراف العالمي بالحق في بيئة صحية، لأن ذلك سيدعم الجهود الرامية إلى عدم ترك أي شخص خلف الأزمة، وضمان الانتقال العادل إلى عالم صحي بيئياً ومنصفاً اجتماعياً وإعمال حقوق الإنسان للجميع.

اقرأ أيضا: خبراء يحددون السيناريوهات القادمة للتغير المناخي ويحذرون من «نقطة تحول كبيرة»

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة