لسان حال طارق شوقي!

حمدي رزق

الإثنين، 23 أغسطس 2021 - 06:29 م

حمدي رزق

صَبُورٌ بمعنى شَدِيدُ التَّحَمُّلِ وَالصَّبْرِ وَالتَّجَلُّدِ، أتحدث عن الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، الوزير بأريحية تامة، وبِقَبُولٍ حَسَنٍ، يستقبل ٢١٥ ألف تظلم فى مليون و٩٤ ألف ورقة امتحان أصحابها متضررون من نتائج الثانوية العامة. تقريباً طالب من كل ثلاثة تظلم من النتيجة، التظلمات عامة، تضم ١١٨ ألف طالب ناجح، و٦٧ ألف طالب دور ثان، و٣٠ ألف طالب راسب، لا الناجح راضٍ بنصيبه، ولا الراسب راضٍ عن إخفاقه، متضررون بشدة. الوزير غير منزعج وهذا مطمئن للجميع، والتظلمات يقيناً ستكشف عن نتائج يستوجب استبطانها فى امتحانات العام الدراسى المقبل، والوزير منفتح على كل الآراء، ويناقش ويحاور ويحاول، مع العض بالنواجذ على استمرارية عملية التحديث المخططة مدعوماً بإرادة سياسية مستدامة ونافذة. كل سيتحصل على حقه كاملاً، والتظلمات تقبل تباعاً وتحقق بشفافية تامة، وهذا واجب مستوجب، لصالح المستقبل، الثقة فى حيادية فحص التظلمات تولد ثقة، ما يلبد الأجواء سحابة الشائعات الكثيفة، وقلق مشروع يعتور أولياء الأمور ولا يمكن تجاهله. المعضلة، أن من شب على شيء شاب عليه، الثانوية تغيرت ولاتزال بعض العقول لم تستوعب حجم التغيير الحادث، مفارقة مؤلمة للطيبين من أجيال ما قبل ثورة المعلوماتية، «ثانوية التابلت» لاتزال محل شك كبير من قطاعات متضررة، يستوجب التواصل لتأسيس قناعات جديدة. تجربة استزراع تعليم عصرى حديث يأخذ بأسباب التقدم، وفق تجارب عالمية مستقرة، «التجربة السنغافورية» التى تتصدر عالمياً كنموذج ومثال. «التجربة المصرية» ليست استثناء من التجارب المثيلة العالمية، وستمر بمنحنيات صعبة، تستوجب صبراً للإنضاج، ورعاية وتدقيق النتائج، واستلهام السلبيات مع الإيجابيات لتعظيم العائد المتحقق من أخطر وأهم عملية تحديث وعصرنة تأخرت طويلاً. لسان حال الوزير شوقى «أنا لها.. أنا لها .. وعامل عليها»، وصبور على النتائج، وثقة فى النجاح والمرور من مرحلة القلق إلى ديمومة الاستمرار إلى الأمام دون تراجع أو استسلام لحملات الكراهية المسيرة فى اتجاه الوزير بغية العودة للخلف، أو للتجمد التعليمى الذى كلفنا كثيراً من العقول الواعدة.