جانب من الاجتماع
جانب من الاجتماع


18 عامًا عمر «خط الغاز العربي».. «شريان الحياة» الاقتصادي

عبدالنبي النديم- عواد شكشك

الأربعاء، 08 سبتمبر 2021 - 07:40 م

الأزمة اللبنانية .. كلمة السر فى إعادة إحياء خط العربى، بعد أن طالبت لبنان بإستيراد الغاز المصرى عبر الأردن وسوريا، وانطلاقا من دور مصر الدائم تجاه الأشقاء العرب في كافة القضايا وبتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى بتسخير كافة الإمكانيات لمد يد العون للشعب اللبناني الشقيق والتكاتف معه وتضافر الجهود لتجاوز محنة أزمة الطاقة والتحديات التي تواجهها لبنان.

وتعمل مصر علي سرعة التنسيق لوصول الغاز الطبيعى المصري الي لبنان عبر الاردن وسوريا حرصا من مصر في التخفيف عن كاهل الشعب اللبناني والمساهمة في دعم لبنان واستقراره.

واكد المهندس طارق الملا وزير البترول حرص مصر على دعم هذا التعاون ادراكا لما يمثله الغاز الطبيعى المصري من اهمية كبيرة لمساندة لبنان وتلبية احتياجات شعبها الكريم.

اقرا ايضا :من يتحمل تكلفة إصلاح خط الغاز العربي؟ وزراء الطاقة يجيبون

وعلى الفور استضافت الأردن الاجتماع الوزاري لدول خط الغاز العربي، (مصر والأردن وسوريا ولبنان)، وتم الاتفاق على إيصال الغاز الطبيعي المصري إلى إلى لبنان عبر الأردن وسوريا، وتقديم خطة عمل وجدول زمني لتنفيذ ذلك، فى أسرع وقت إحتواءاً للازمة التى يعانى منها الشعب اللبناني.

 وأتفق المهندس طارق الملا ووزير البترول والثروة المعدنية والثروة المعدنية المصرى والمهندسة هالة زواتي وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية والدكتور ريمون غجر ووزير الطاقة والمياه اللبناني والمهندس بسام طعمة وزير النفط والثروة المعدنية السورى، ويهدف الاجتماع بشكل أساسى للتعاون في مجال إعادة تصدير الغاز الطبيعي المصري للجمهورية اللبنانية عبر الأراضي الأردنية والسورية من خلال خط الغاز العربي، وان الاردن سيبذل كل جهد لمساعدة الاشقاء اللبنانين للخروج من محنة الطاقة.

وتم عقد اجتماعات فنية عقدت على هامش الاجتماع الوزاري تم خلالها دراسة جاهزية البنية التحتية اللازمة لنقل الغاز الطبيعي في كل دولة من الدول الأربعة والمتطلبات الفنية اللازمة، والاتفاق على تقديم خطة عمل واضحة وجدول زمني لإيصال الغاز الطبيعي المصري إلى الجمهورية اللبنانية على أن ينهي الفريق المشكّل اعماله ضمن مدة محددة، وان يتم رفع النتائج ليتم اعتمادها بتوافق الاطراف والعمل بمضمونها بأسرع وقت، باعتبار ما يمثله مشروع خط الغاز العربي الذى يعد من أهم مشاريع التعاون العربي المشترك والذي تجسّد بشكل واضح على الأرض منذ العام 2003، كشريان حياة للربط بين الدول العربية.

ومن هذه الأهمية التى يمثلها خط الغاز العربي، نرصد فى التقرير التالى الأهمية التى يمثلها هذا الخط .. الذى يعد شريان حياة للدول العربية للإمداد بالغاز الطبيعى, فقد صرح الدكتور جمال القليوبى استاذ اقتصاديات البترول بالجامعة الامريكية, والخبير البترولى, أنه تم تنفيذه على ثلاث مراحل، المرحلة الأولى من العريش إلى العقبة بطول (265) كم وقطر (36) بوصة وباستطاعة نقل (10) مليار م3 في السنة ، وتم البدء بتوريد الغاز الطبيعي من مصر إلى الأردن بموجب هذه المرحلة بتاريخ 27/7/2003، بقيمة 500 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعى.

اما المرحلة الثانية فقد امتدت من العقبة إلى منطقة رحاب في شمال الأردن وبطول (393) كم وتم البدء بتزويد الغاز لمحطات توليد الكهرباء في شمال المملكة في شهر شباط 2006، في حين تم إستكمال المرحلة الثانية لخط الغاز العربي من رحاب حتى الحدود الأردنية السورية بطول (30) كم وقطر (36) بوصة في شهر آذار من عام 2008.

 

وتم الانتهاء من تنفيذ الجزء الجنوبي من المرحلة الثالثة لخط الغاز العربي داخل الأراضي السورية والممتدة من الحدود الأردنية السورية إلى مدينة حمص بطول 320 كم وقطر (36) بوصة، وتشغيلها في شهر تموز من عام 2008، وتم البدء بتصدير الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر الأردن في شهر تشرين ثاني 2009، الى ان توقف في عام 2011.

وأكد القليوبى تعد شبكات الأنابيب الحاملة للغاز أفضل السبل لنقله لمستخدميه, وقد طورت الدول الصناعية شبكات الغاز لديها وربطتها بمصادر إنتاج كانت تعتبر بعيدة, إيماناً من مصر بأهمية تطوير شبكة الغاز العربية سارعت مصر إلى انشاء خط الغاز العربى للعائد الذى سيحققه للتنمية الاقتصادية العربية.

فخط الغاز العربي، يتكون من ثلاث مراحل, شملت المرحلة الأولى من المشروع إنشاء خط من مدينة العريش إلى مدينة طابا في جمهورية مصر العربية ثم إلى محطة توليد العقبة في المملكة الأردنية الهاشمية، بطول يبلغ حوالي 265كم، وبقطر 36 بوصة، وتكلفة بلغت حوالي 280 مليون دولار أمريكي.

وساهم في تمويل هذه المرحلة كل من الصندوق العربي من خلال قرض قيمته 17.0 مليون دينار كويتى والصندوق الكويتي وحكومة جمهورية مصر العربية، وقد اكتمل تنفيذ أعمال هذه المرحلة عام 2004، وشملت المرحلة الثانية من المشروع إنشاء شبكة للغاز داخل الأراضي الأردنية، تمتد من محطة توليد العقبة إلى الحدود السورية, وذلك لتغذية محطات توليد السمرا والرحاب والمناخر، وقد قامت مجموعة من المستثمرين والبنوك المصرية والأردنية بتمويل هذه المرحلة, التي انتهت أعمالها في منتصف عام 2007, وتشمل المرحلة الثالثة شبكة للغاز داخل الأراضي السورية تمتد من الحدود الأردنية – السورية إلى الحدود السورية التركية، ومن ثم لبنان، وتنقسم هذه المرحلة إلى أربعة أجزاء: يتكون الجزء الأول من أنبوب يمتد من الحدود الأردنية السورية إلى مدينة حمص السورية، ويتكون الجزء الثاني من أنبوب يمتد من مدينة حلب إلى الحدود السورية التركية، ويتكون الجزء الثالث من أنبوب من مدينة حمص إلى مدينة حلب، أما الجزء الرابع فيتمثل في أنبوب للغاز من مدينة حمص السورية إلى مدينة طرابلس في لبنان، بالاضافة الى الجزء الخاص بالربط مع العراق عبر الحدود السورية العراقية، والتى توقفت نتيجة النزاع بالمنطقة.

ويضيف القليوبى، يعتبر خط الغاز العربي الخط العمود الفقري لشبكة الغاز العربية في المستقبل، وقد بدأت فائدة ما تم انجازه تصبح واضحة إذ يبلغ ما يولد من الطاقة الكهربائية باستخدام خط الغاز العربي حوالي 80% من إجمالي الطاقة الكهربائية في الأردن.

كما اتفق العراق وسوريا على ربط حقول غاز غربي العراق بمحطات للمعالجة أقامتها سوريا داخل أراضيها لكي يصبح العراق جزءاً من خط الغاز العربي، إضافة إلى مصر والأردن, ومن ثم تسهيل تسويق الغاز العربي (مصر والعراق) لأوروبا.

ويؤكد المهندس مدحت يوسف خبير شئون البترول والغاز أن خط الغاز العربى يعد نموذجاً متميزاً لمشروعات التعاون العربى الإستراتيجية، وهو شريان إقتصادى إستراتيجى بين مصر والأردن وسوريا ولبنان، وبين قارات افريقيا وآسيا وأوروبا فى مرحلة لاحقة, وتنبع أهمية خط الغاز العربى من كونه واحداً من أهم المشروعات للإقتصاد القومى المصري حيث يحقق الهدف القومى لزيادة صادرات مصر، كما تكمن أهميته أيضاً فى أنه يمثل نقطة تحول تاريخية فى صناعة البترول فى مصر بتصدير الغاز الطبيعى.

وويؤكد يوسف ان المرحلة الأولى من المشروع تمتد من مدينة العريش المصرية حتي مدينة العقبة الاردنية بقطر 36 بوصة وطول حوالي 265 كم، منها جزء بحري بطول 15 كم في عمق مياه يصل الى 850 متر عبر خليج العقبة ، وطاقة تصميمية تصل الي 10 بليون متر مكعب سنوياً، وتم الانتهاء من هذه المرحلة وتشغيلها فى زمن قياسى 18 شهراً ، حيث تم افتتاح هذه المرحلة فى 27 يوليو 2003 إيذاناً ببدء تصدير الغاز المصري إلى الأردن لمنطقة العقبة الأردنية, وقد بلغت التكلفة الإستثمارية لهذه المرحلة حوالى 200 مليون دولار آنذاك، أما المرحلة الثانية فقد انتهت شركة فجر الأردنية المصرية لنقل وتوريد الغاز الطبيعي من تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع التي تمتد شمالاً من ميناء العقبة الأردني إلي مدينة الرحاب الأردنية الواقعة علي بـعد حوالي 30 كم من الحـدود الأردنية /السورية بطول حوالي 390 كم وقطر 36 بوصة ، وقد تم إنجاز هذه المرحلة من المشروع خلال 18 شهراً بدلاً من التاريخ التعاقدى33 شهراً (ابريل 2007) ، حيث تم خلال شهر فبراير 2006 تزويد محطتي كهرباء السمرا والرحاب بالأردن بالغاز الطبيعي , بلغت التكلفة الإستثمارية لهذه المرحلة حوالى 300 مليون دولار.

ومرت المرحلة الثانية من المشروع بعدة مراحل بدأت بقيام وزارة الطاقة بالمملكة الأردنية الهاشمية بطرح مناقصة عالمية لإنشاء المرحلة الثانية من خط الغاز العربى فاز فيها الإئتلاف المصرى (وهو يتكون من شركات قطاع البترول: الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية – انبى – بتروجت – جاسكو) حيث حقق تفوقاً بعرضه المتميز فنياً ومالياً.

كما قامت شركة فجر الأردنية المصرية بدراسات لتزويد الصناعات الكبرى بالغاز الطبيعى كوقود بديل ، حيث تم إعداد دراسة فنية واقتصادية لإنشاء شبكة لإمداد مصانع مدينة العقبة بالغاز الطبيعي، كما تم عمل مسح ميدانى للمناطق الصناعية بالمملكة وتحديد المآخذ المستقبلية لتغذية المدن الصناعية والمصانع الكبرى.

وكذلك تم توقيع مذكرة تفاهم بين كلاً من شركة فجر الأردنية المصرية وشركة تطوير العقبة من اجل تنمية وتعظيم استخدامات الغاز الطبيعي في مدينة العقبة وذلك من خلال شركة لإنشاء وتشغيل وإدارة وصيانة شبكات نقل وتوزيع الغاز الطبيعي إلى المنازل والمحال التجارية داخل المنطقة وتقوم شركة فجر حالياً بإعداد الدراسات الفنية اللازمة لتنفيذ شبكات تغذية المنازل والفنادق والمحلات التجارية بمدينة العقبة بالإضافة إلى بدء أعمال المسح للمنازل والفنادق, وفي إطار خطة متكاملة لتعميم إستخدام الغاز الطبيعي المضغوط على مستوى المملكة، تم توقيع مذكرة تفاهم بين كلاً من شركة فجر الأردنية المصرية مع شركة تطوير العقبة للتعاون من أجل تزويد مدينة العقبة بهذه الخدمة بما تتضمنه من محطات تموين ومراكز تحويل وصيانة وخدمات.

وفى المرحلة الثالثة انتهت شركة فجر الأردنية المصرية لنقل وتوريد الغاز الطبيعي من تنفيذ المرحلة الثالثة من المشروع التي تمتد من مدينة الرحاب الاردنية وحتي الحدود الاردنية السورية بطول 30 كم وبقطر 36 بوصة بإستثمارات حوالى 35 مليون دولار، لتصدير الغاز المصرى عبر الحدود الأردنية السورية إلى سوريا ولبنان وتركيا ومنها إلى أوربا، وقد تم تدفيع الغاز إلى سوريا فى 9/7/2008.

وأكد يوسف انه قد تم تدفيع الغاز إلى لبنان, في 7/9/2009 وتم توقيع اتفاقية بين الهيئة المصرية العامة للبترول والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية والمؤسسة العامة للنفط السورية ووزارة الطاقة والمياه اللبنانية لنقل وتبادل الغاز المصري إلى الجمهورية اللبنانية عبر الأراضي السورية، حيث تم بموجب هذه الاتفاقية البدء في إمداد الجانب اللبناني بكميات من الغاز الطبيعي اعتباراً من سبتمبر 2009 وذلك بنظام مبادلة الغاز المصري بالغاز السوري, كما تم توقيع عقد تشغيل وصيانة خط الغاز المغذى للبنان في 14/6/2009 بين كل من شركة جاسكو التابعة لقطاع البترول المصري ووزارة الطاقة والمياه اللبنانية.

وقد أكد المهندس سامح فهمى وزير البترول الاسبق آنذاك, أن النجاح فى تنفيذ مشروع خط الغاز العربى كأول شبكة غاز عربية إقليمية بمراحلها المختلفة وفقاً للتوقيتات والبرامج الزمنية ساهم بشكل إيجابى فى دعم التعاون العربى المشترك فى أحد أهم المجالات الاستراتيجية بأعتبار الطاقة عصب التنمية وأصبحت مثار الاهتمام العالمى فى مختلف المحافل الدولية، مشيراً إلى أن خط الغاز العربى هو أحد أهم الشرايين الاقتصادية فى مجال الطاقة ويعزز العلاقات المشتركة بين الدول المؤسسة له مصر والأردن وسوريا ولبنان والعراق، ويلعب دوراً مهماً فى التعاون العربى الأورومتوسطى فى المستقبل من خلال ربط شبكة الغاز الأوروبية, لتصبح مصر مركزا لتداول الطاقة بالمنطقة.

وكان خط الغاز العربي هدفا للتفجيرات على مدار السنوات القليلة الماضية، سواء فى مصر او سوريا، الأمر الذي أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن جميع أنحاء البلاد، فى سوريا ، وكذلك فى الاردن واسرائيل خلال عمليات التفجير التى كانت تتم خلال الفترة التى شهدت توترات داخل الدولة المصرية والسورية عقب احداث يناير 2011, الامر الذى ادى الى توقف ضخ الغاز من خلال الخط لسوريا ولبنان منذ ما يقرب من عشر سنوات.

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة