«المسيح» برىء من لوحة القصر الرئاسى الأفغانى

اللوحة خلف قيادات طالبان التى أثارت الأقاويل

الأحد، 19 سبتمبر 2021 - 10:00 ص

آخر ساعة

فاطمة‭ ‬على لفتت‭ ‬اللوحة‭ ‬التى‭ ‬ظهرت‭ ‬فى‭ ‬الخلفية‭ ‬أثناء‭ ‬جلوس‭ ‬قيادات‭ ‬حركة‭ ‬طالبان‭ ‬فى‭ ‬مكتب‭ ‬القصر‭ ‬الرئاسى‭ ‬الأفغاني،‭ ‬أنظار‭ ‬الجميع‭ ‬وأثارت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التأويلات‭ ‬لتفسيرها،‭ ‬فقد‭ ‬اعتبرها‭ ‬البعض‭ ‬لوحة‭ ‬تمثل‭ ‬السيد‭ ‬المسيح‭ ‬وهو‭ ‬يشفى‭ ‬أحد‭ ‬المرضى،‭ ‬وقال‭ ‬مفسرو‭ ‬اللوحة‭ ‬إن‭ ‬قيادات‭ ‬طالبان‭ ‬لو‭ ‬علموا‭ ‬أنها‭ ‬للسيد‭ ‬المسيح‭ ‬ما‭ ‬التقطوا‭ ‬الصور‭ ‬أمامها‭ ‬ولنزعوها‭ ‬من‭ ‬مكانها‭ ‬قبل‭ ‬اجتماعهم‭.‬ وبالبحث‭ ‬عبر‭ ‬شبكة‭ ‬الإنترنت‭ ‬عن‭ ‬أصل‭ ‬اللوحة‭ ‬وتاريخها‭ ‬وجدنا‭ ‬باحثاً‭ ‬فى‭ ‬التاريخ‭ ‬اسمه‭ ‬وسيم‭ ‬عفيفى،‭ ‬وقد‭ ‬أوضح‭ ‬موضوع‭ ‬اللوحة‭ ‬والفنان‭ ‬الذى‭ ‬رسمها،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭: ‬االلوحة‭ ‬تجسد‭ ‬يوم‭ ‬تتويج‭ ‬أحمد‭ ‬شاه‭ ‬دورانى،‭ ‬أول‭ ‬حكام‭ ‬الأسرة‭ ‬الدورانية‭ ‬ومؤسس‭ ‬دولة‭ ‬أفغانستان‭ ‬الحديثة‭ ‬فى‭ ‬قندهار‭ ‬عام‭ ‬1747‭ ‬ميلاديا،‭ ‬ويعود‭ ‬تاريخ‭ ‬رسم‭ ‬اللوحة‭ ‬إلى‭ ‬أربعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضى،‭ ‬وتم‭ ‬إدراجها‭ ‬فى‭ ‬كتاب‭ ‬التاريخ‭ ‬المدرسى‭ ‬للأفغان،‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬مقرراً‭ ‬على‭ ‬طلاب‭ ‬الثانوية‭ ‬عام‭ ‬1949‭ ‬ميلادياً،‭ ‬ويظهر‭ ‬فى‭ ‬اللوحة‭ ‬أعيان‭ ‬أفغانستان‭ ‬وهم‭ ‬يتابعون‭ ‬تتويج‭ ‬أحمد‭ ‬شاه‭ ‬دوراني،‭ ‬وهو‭ ‬يرتدى‭ ‬التاج‭ ‬الذهبى‭ ‬المصنوع‭ ‬من‭ ‬عنقود‭ ‬القمح‭.. ‬أما‭ ‬من‭ ‬يضع‭ ‬التاج‭ ‬فوق‭ ‬رأسه‭ ‬فهو‭ ‬صابر‭ ‬شاه،‭ ‬أحد‭ ‬شيوخ‭ ‬الصوفية‭ ‬فى‭ ‬بلاد‭ ‬الأفغانب‭.‬ واللوحة‭ ‬ترمز‭ ‬إلى‭ ‬شق‭ ‬دينى‭ ‬وشق‭ ‬قومي،‭ ‬يتمثل‭ ‬الأول‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬أحمد‭ ‬شاه‭ ‬كان‭ ‬حامى‭ ‬حمى‭ ‬المسلمين‭ ‬فى‭ ‬الهند‭ ‬من‭ ‬أفغانستان،‭ ‬حيث‭ ‬غزا‭ ‬الهند‭ ‬9‭ ‬مرات‭ ‬لشن‭ ‬حرب‭ ‬ضد‭ ‬المهرة‭ ‬السيخ‭. ‬أما‭ ‬الشق‭ ‬القومى‭ ‬فهو‭ ‬تخليد‭ ‬لذكرى‭ ‬أبو‭ ‬الأفغان‭ ‬اأحمد‭ ‬شاه‭ ‬الدورانيب‭ ‬المولود‭ ‬1723‭ ‬والمتوفى‭ ‬عام‭ ‬1772،‭ ‬وتمكن‭ ‬من‭ ‬توحيد‭ ‬قبائل‭ ‬الأفغان‭ ‬فى‭ ‬دولة‭ ‬واحدة‭ ‬عاصمتها‭ ‬قندهار،‭ ‬وضم‭ ‬بلادا‭ ‬كثيرة‭ ‬لها‭ ‬أبرزها‭ ‬اكابلب‭ ‬وببلخب‭ ‬وببشاورب‭ ‬وبهراةب‭ ‬وبغزنةب،‭ ‬ومد‭ ‬حدود‭ ‬أفغانستان‭ ‬إلى‭ ‬نهر‭ ‬اجيحونب‭ ‬وبحر‭ ‬اقزوينب‭ ‬شمالاً،‭ ‬وبسجستان‭ ‬وبوجستانب‭ ‬جنوباً،‭ ‬ثم‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬مدينة‭ ‬امشهدب‭ ‬غرباً،‭ ‬وتوقف‭ ‬فى‭ ‬الغرب‭ ‬عند‭ ‬مدينة‭ ‬امشهدب‭.‬ أما‭ ‬مبدع‭ ‬اللوحة‭ ‬فهو‭ ‬الرسام‭ ‬الأفغانى‭ ‬عبدالغفور‭ ‬بريشنا،‭ ‬المولود‭ ‬فى‭ ‬كابول‭ ‬عام‭ ‬1907‭ ‬والمتوفى‭ ‬فيها‭ ‬عام‭ ‬1977،‭ ‬وقد‭ ‬سافر‭ ‬إلى‭ ‬ألمانيا‭ ‬عام‭ ‬1921‭ ‬بقرار‭ ‬من‭ ‬آخر‭ ‬ملوك‭ ‬أفغانستان‭ ‬اأمان‭ ‬الله‭ ‬خانب‭ ‬ليستكمل‭ ‬مرحلة‭ ‬التعليم‭ ‬الجامعي،‭ ‬وهناك‭ ‬التحق‭ ‬بأكاديمية‭ ‬الفنون‭ ‬الجميلة‭ ‬فى‭ ‬ميونخ‭ ‬ودرس‭ ‬الرسم‭ ‬والطباعة،‭ ‬وبعد‭ ‬عودته‭ ‬لأفغانستان‭ ‬صار‭ ‬مدير‭ ‬مدرسة‭ ‬الفنون‭ ‬التطبيقية،‭ ‬ثم‭ ‬أصبح‭ ‬مدير‭ ‬معهد‭ ‬الموسيقى،‭ ‬وهو‭ ‬ملحن‭ ‬النشيد‭ ‬الوطنى‭ ‬الأفغاني،‭ ‬وفى‭ ‬السبعينيات‭ ‬تولى‭ ‬رئاسة‭ ‬الإذاعة‭ ‬الأفغانية،‭ ‬وعلى‭ ‬يديه‭ ‬ظهر‭ ‬صوت‭ ‬المرأة‭ ‬الأفغانية‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى،‭ ‬وكان‭ ‬رساماً‭ ‬ماهراً‭ ‬لولا‭ ‬أن‭ ‬فُقدت‭ ‬أغلب‭ ‬أعماله‭ ‬المرسومة‭ ‬فى‭ ‬فترة‭ ‬الحرب‭ ‬السوفيتية‭ ‬الأفغانية‭.‬