حوار| رئيس «الإنجيلية»: الجمهورية الجديدة تشهد قفزة غير مسبوقة في الحريات

محرر الأخبار مع رئيس الطائفة الانجيلية

الجمعة، 24 سبتمبر 2021 - 11:43 ص

محمد زيان-محمد هشام

بناء الكنائس لا يواجه مشكلات في الجمهورية الجديدة مصر تشهد قفزة في حرية الرأي والحريات الدينية بالجمهورية الجديدة نمارس شعائرنا ونفتتح كنائس ونرسم قسوس بحرية المسلمون يشاركون في بناء كنائسنا .. والواقع تغير في الجمهورية الجديدة في الجمهورية الجديدة لا يقصف رأي الغرب يوظف حقوق الانسان سياسياً .. وعندما يواجه الارهاب يقرض قوانين استثنائية مصر تقدم مفوماً جديد حول شمولية حقوق الانسان   قال القس د.أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، إن مصر بها تطور غير مسبوق في الحريات الدينية وحرية الرأي والتعبير، وما يعرض في الخارج صورة نمطية مغلوطة. وخلال الحوار الذي أجرته مع بوابة أخبار اليوم، قبل سفره إلى الولايات المتحدة الأمريكية للقاء أعضاء الكونجرس ولجنة الحريات، والكنائس العربية في عدد من الولايات الأمريكية لشرح حقيقة الأوضاع التي تجري والظروف الواقعة بمصر. وأكد القس أندرية زكي أمه يسوف يقدم للكونجرس ولجنة الحريات والخارجية الأمريكية حقيقة ما يجري في الجمهورية الجديدة من حريات في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي. «بوابة أخبار اليوم» حاورته حول حقوق الإنسان والحريات والضغوط التي تتعرض لها مصر من هذه الزاوية والحقيقة، والطائفة الإنجيلية في مصر وواقعها فيما يتعلق بحرية الدين والعبادة وبناء الكنائس، ونظرته للواقع في الجمهورية الجديدة. كما تطرق القس أندرية زكي، واقع المرأة والشباب والأقباط في هذه الجمهورية، ومشاركة الأقباط السياسية ووجودهم في دوائر الدولة ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية، والتوتر الديني وواقعه في ظل هذه الجمهورية، والقوانين التي صدرت وما حققته ؟، وغيرها من القضايا التي طرحناها عليه، فإلى التفاصيل : جسور... في البداية سألناه عن زيارته للولايات المتحدة التي ستبدأ اليوم، وهل نلقي الضوء على عليها، لماذا في هذا التوقيت؟ - نحن مهتمون منذ عام ٢٠١٣ في بناء الجسور مع الغرب، سواء الولايات المتحدة و أوروبا سواء الزيارات التي أقوم بها، أو عبر وفود رسمية وشعبية، واتحرك إلى الولايات المتحدة هذه المرة بعد الكورونا وانقطاع ١٩ شهر ، سأغادر في زيارة الى الولايات المتحدة، وهذه الزيارة فيها ثلاث مهام وئيسية. المهمة الأولى أنني سأتقابل مع عدد من الهيئات المهتمة بالعمل التنموي في مصر من مؤسسات المجتمع المدني. المهمة الثانية سألتقي مع قادة الكنائس العربية في نيوجيرسي، ونيويورك، وكاليفورنيا"، وهي لقاءات مهمة نشرح فيها ما يحدث في مصر، ونجيب على اسئلتهم، ونبني جسور بينهم وبين الوطن. الأمرالثالث أنني سوف أعظ في عدد من الكنائس العربية أيضاًفي نيوجيرسي وكاليفورنيا، والأمر الأخير والذي سيأخذ نصف الزيارة أنني سألتقي مع عدد من أعضاء الكونجرس الامريكي ومدير مكتب مصر في الخارجية الأمريكية ومع لجنة الحريات الدينية بالولايات المتحدة الأمريكية، حتى هذه اللحظة تم ترتيب ست لقاءات، وهذه زيارة مهمة، والهدف الأساسي منها نقل حقيقة ما يحدث في مصر، فمصر الآن بها تطور غير مسبوق، ولاسيما في مجال البنية التحتية، والتطور الاقتصادي، الزراعي في مجال الأمن الداخلي والخارجي والقوة العسكرية بالنسبة للجيش المصري حيث إعداده بشكل غير مسبوق، التطور الحادث في التشريع حيث القوانين والمشروعات التي أقرها البرلمان مثل قانون الجمعيات الأهلية، قانون بناء الكنائس، إنشاء هيئة الاوقاف القبطية والانجيلية والكاثوليكية، والتطور الحادث في المنظومة التشريعية في قضايا حقوق الانسان وما تبناه فخامة السيد رئيس الجمهورية في اطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، وهذه هي الملفات التي يجب أن نتواصل معها عن طريق الدبلوماسية الشعبية والقوى الناعمة، فالدولة تتواصل بطريقتها وأنا اقوم بدوري في هذه المرحلة بتوصيل وشرح حقيقة ما يجري في مصر بصورة حقيقية . ما الدور الذي تقوم به الطائفة الإنجيلية في شرح حقيقة ما يحدث في مصر؟  جزء أساسي من رسالتنا أن نقول الحقيقة، أشعر أن الحقيقة لا تقال في مرات كثيرة، والذي يقال هو بعض الصورة النمطية المغلوطة وجزء منها مفبرك، ولا يمثل الواقع في مصر، وليس معنى كلامي أنه لا توجد دولة ليس بها مشاكل ولكن الصورة العامة تقول إن هناك تطورات وتغيرات تحدث في مصر وتواصلنا يكون عبر الآليات التاليه مؤسسات المجتمع المدني، مثلا كانت هناك متابعة دقيقة لقانون العمل الأهلي الحالي وما قبله وما قبله وما قبله.  حققنا ايجابيات جيدة لعمل متابعة حول ما يدور حولها، كان هناك أيضاً كلام كثير عن تقنين الكنائس وتصريحات حولها، الآن يوجد قانون ينظم عملية بناء الكنائس في مصر، والعقبات التي كانت تواجه بناء الكنائس ازيلت، ونقول انه قانون جديد ومهم جداً، وبه مواد في غاية الأهمية، مثلاً المادة رقم ٨ في القانون تقول :"أن الكنائس التي تقدمنا بها إلى الدولة المصرية لتقنينها لو البعض منها لا يصلح يقول القانون يستمر بها العبادة حتى ايجاد البديل، بمعنى أن القانون يعطي فترة زمنية في التصريح لبناء كنيسة جديدة، ويعطي فرصة للرد ويستمر العمل لحين ايجاد المكان المناسب، نحن حققنا ٣٥ ٪؜ في السنوات الأربع السابقة، حيث تم تقنين اكثر من ٦ آلاف كنيسة خلال الثلاث أو أربع سنوات السابقة وداخلين على ألفين كنيسة بالنسبة لنا ١٨٠٠، هذه نقلة مهمة في مجال العلاقات الاسلامية المسيحية ليس فقط في مجال بناء الكنائس، لكن على العموم، فعندما يتحدث رئيس الجمهورية في لقاء عام عن أن هناك مكان للجامع والكنيسة معناه هو الفكرة ان مصر مكان لكل المصريين وبالتالي هذه نقطة مهمة".  نتحاور مع كنائسنا سواء كانت العربية أو الأوروبية أو الأمريكية لأننا عندما ننقل صورة معينة تاخذها كنائسنا وتضعها على صفحاتها ومواقعها فيراها ملايين الاوروبيون والامريكيون، فعدد كبير من الكنائس لديها صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي، ونتواصل مع كنائسنا في الغرب ونشرح لهم سواء عربية أو أمريكية أو موسسات مجتمع مدني وهذه الكنائس لديها ممثلين في البرلمان ومجلس الشيوخ والكونجرس، وعدد من أعضاء الكونجرس الذين سأقابلهم لديهم علاقة بملف حقوق الإنسان، وما أريد أن أناقشه مع أعضاء وممثلين يسمعوا منا هم اعضاء في لجنة الحريات الدينية او اللجان الخاصة بمصر والشرق الاوسط  الحريات الدينية.. ما الذي ستقوله عن الحريات الدينية في مصر وملف حقوق الإنسان للكونجرس الأمريكي؟ في مجال الحريات الدينية أقول - وهذه حقيقة مهمة - كنت حاضرا لقاء الرئيس في اطلاق وثيقة الاستراتيجية الوطنية لحقوق الانسان في مصر، قلت ولدي قناعة ولأول مرة في التاريخ السياسي الحديث رئيس الدولة هو يسبق النخبة ويتحدث عن مساحات جديدة من الحرية الدينية.  أولا يؤكد التعددية الدينية، ثانيا يوكد الحرية الدينية، ثالثاً يؤكد حتى الذين لا يعبدون لهم الحق، فعندما يقول الرئيس من يعبد نحترمه ومن لا يعبد نحترمه كل له مكان هذا في حد ذاته مساحة جديدة من الحريات الدينية الموجودة في مصر، الأمر الثاني هو المفهوم الجديد الذي تقدمه مصر عن شمولية حقوق الإنسان والتركيز على الحقوق السياسية مهم لكن وحده لا يكفي، عندما نتكلم عن منظومة متكاملة لحقوق الإنسان. وتابع: « لما يتكلم الرئيس عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، تلك منظومة متكاملة من حقوق الإنسان تلك نظرة مصرية جديدة، أعتقد أن العالم سوف يعطيها اهتمام».   والمهم أن في مصر يستطيع صاحب الرأي والرأي المخالف أن يعبر عن رأيه، والندوات التي أقيمت في حضور الرئيس وفيها الناس كلها قالت أراء متنوعة ومتعددة ومنها أراء حساسة ودقيقة ولم يعترض علينا أحد ولم يقابلها احد وفيها قال أراء جديدة ومغايرة ان يعترض عليها عل ليس هناك رأي يقصف أو يعترض عليه، هنا أنا أمام ثلاث أبعاد جديدة مهمة جدا، روية جديدة سباقة في مجال الحريات الدينية، منظور عالمي لحقوق الإنسان اعتقد انه سيكون " وورلد وايد " world wide عالميا بعد شويه، الحقوق السياسية مطروحة لكنها ليست كل شيء معها حقوق اقتصادية واجتماعية وفكرة انه يوجد مكان لأصحاب الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية في إطار بناء الدولة المصرية، ما شاهدته بنفسي الذين لديهم أراء معارضة يعبرون عن أنفسهم طالما انها لبناء الدولة المصرية. ضغوط.. لكن هناك ضغوط تواجهها مصر في مجال حقوق الإنسان، كيف نرد، وهل هذا نابع من مجرد جماعات وقوى تحاول تشويه المشروعات القومية والإنجازات التي تشهدها الجمهورية الجديدة؟ موضوع حقوق الإنسان من الموضوعات التي يتم توظيفها سياسيا في الغرب والشرق، أقول إن التوظيف السياسي لموضوع الانسان خطأً وبالانجليزي نقول لا يوجد نوع من التواصل السليم في هذاه القضية، بعض الدول الغربية لما يكون مبسوط منك يضع ملف حقوق الانسان جانبا، وعندما يكون زعلان منك يستخدمه كالعصأ يريد ضربك بها، هذا خطأ يجب أن تتعامل الدول الغربية مع هذا الملف على أنه حقوق الانسان ولا توظفه، وهنا ازذواجية في المعايير لأن لكل دولة ظروفها.   أقول لك:«أنا مع قضايا حقوق الإنسان ولكن بالشكل الصحيح، لكن لكل دولة ظروفها - كما قلت - وتحدياتها التي تحيط بها ولكل مجتمع تحدياته».   في مصر نحن نتعامل مع حقوق الإنسان، لكن أيضاً مع قضايا ارهاب وفتنة، ولا تستطيع ان تتعامل مع قضايا حقوق الانسان مجردة بعيداً عن التحديات والسياقات الموجودة في المجتمع، والدليل على ذلك أن عدداً من الدول الغربية عندما تواجه أحداث إرهابية أو تفجيرات وغيرها من الأحداث تلجأ الى اجراءات استثنائية للحفاظ على أمنها، هنا لا أقدر أتعامل مع حقوق الإنسان وكأنه ملف خاص بنفسه، الأمر الثالث في التعامل التدريجي مع هذا الملف، وأرى أن الدولة المصرية تتحرك تحركات مهمة وتنقل نقلات ضخمة في هذا المجال، لأن الحديث عن المفهوم الشامل لحقوق الانسان مهم الحقوق السياسية مهمة لكن وحدها لا تكفي يكون معها الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية السكانية هي منظومة متكاملة.  المجتمع المدني.. كيف يرى رئيس الطائفة الإنجيلية إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي عام ٢٠٢٢ عاماً للمجتمع المدني في مصر، ماذا يعني هذا؟ وهل الهيئة لها دور في ذلك؟ المبادرات التي ستقدمها؟. هو إعلان منهم للغاية، الرئيس بدأ مبادرته العام قبل الماضي باعادة النظر في قانون العمل الأهلي، وبتدخله في هذا الشأن أنقذ العمل الأهلي وجاء القانون الجديد ولائحته التنفيذية ليتواكب مع التطور التشريعي والثقافي والسياسي في مصر، وكون الرئيس يدعو لاطلاق عام ٢٠٢٢ عاما للمجتمع المدني فهي نقلة مهمة جداً، ونحن ندرس المبادرات والادوار التي يمكن أن نقوم بها على المستويين المحلي والدولي ونقوم بعمل دراسة مع عدد من الشركاء في الداخل والخارج ليكون عام ٢٠٢٢ عاما للتطور التشريعي في مصر. الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات كمؤسسة مجتمع مدني لها مبادرات مثل محو الأمية وغيرها، هل تشارك في الميادرات الرئاسية مثل حياة كريمة؟. اعتبر أنه شرف كبير لنا أن الهيئة تشارك في معظم - إن لم يكن - كل المبادرات الرئاسية - فقد شاركنا في ابصار، حياة كريمة، مع صندوق نحيا مصر في أكبر قافلة طبية، وتطوير الريف المصري لأن كل المبادرات الرئاسية جديدة وخلاقة وتتجاوب مع حزمة الاصلاح الاقتصادي في مساندة الفقراء، ومحدودي الدخل ونحن نشعر بشرف كبير أن نكون جزء من هذه الميادرات التي ترتقي بالمجتمع المصري. بناء الكنائس.. هل تواجه الطائفة الإنجيلية مشكلات خاصة بعملية بناء الكنائس في الجمهورية الجديدة؟ بالعكس، تقدمنا بـ1070 طلب لتقنين كنيسة وبيت مؤتمرات وخلوة ، تجاوزنا الـ ٣٨٠ تم الموافقة على تقنيتها في السنوات الثلاث أو الأربع الماضية، ما يعادل ٣٥٪؜ بنفس المستوى الذي تسير به كل الكنائس في مصر، وعن المعاملة سواء من أجهزة الدولة أو أجهزة الأمن نجد تعاوناً، والكنائس منها ما يأخذ وقت أطول أو أقل في اطار العملية الطبيعية نشكر ربنا من أجل بلدنا وكنائسنا. أقول لك، يوم الاثنين قبل الماضي، من اسبوعين كنت في أسوان لتنصيب قسيس والتقيت مع المحافظ، يوم الأربعاء كنت في الإسكندرية لتنصيب قسيس آخر والتقيت المحافظ، يوم الخميس افتتحنا كنيسة ونصبنا قسيس، يوم الجمعة في البحيرة أيضاً، الأربعاء الذي من بعده كنت افتتح تجديد كنيسة في الكوم الأخضر بالمنيا، يوم الخميس كنت أفتتح تجديد كنيسة في أسيوط، يوم الجمعة كنت افتتح تجديد كنيسة وتنصيب قسيس في شبرا في الخلفاوي. في أسبوعين فقط من إسكندرية لأسوان للبحيرة للمنيا لأسيوط ماذا يقول لك هذا؟ يقول لك إننا نشكر الله من أجل بلادنا ورئيسنا من أجل حكومتنا نمارس شعائرنا الدينية في كل مكان نفتتح كنائس ونجددها وننصب قسوس، نشكر الله نتحرك بحرية هذا في أسبوعين فقط نموذج لما يحدث في مصر .   على المستوى الشعبي، هل تغيرت فكرة قبول بناء الكنائس لدى الشعب، بحيث لم تعد هناك حساسيات دينية أو مشاعر رافضة لذلك في الجمهورية الجديدة؟ تغير هذا الواقع فعلاً في ظل الجمهورية الجديدة، الأمر الجديد والمدهش، أنني عندما أذهب لافتتاح الكنائس أجد شيئان مهمان، كانا يحدثان في الماضي لكن ليس بهذه القوة، من شهر فتحت كنيسة كبيرة قيل لي أن الكنيسة بناها المسلمون والمسيحيون معا، ليس فقط حضروا الافتتاح، لكن شاركوا في بنائها، كنت في الكوم الأخضر بالمنيا الكنيسة شارك في بناها المسلمين وكانوا حاضرين افتتاحها لأن عمرها ١٣٠ سنة، كنت في عزبة الملجا في الناصرية بأسيوط الكنيسة الذي بناها المسلمين والمسيحيين والذين حضروا المسلمين، هذا يقول ان هولاء الناس شاركوا في بناء الكنيسة بحرية تامة وجاءوا لاستقبال رئيس الطائفة فرحانين مع الناس فيه تغيير في مصر هذا مثال وهنا لا أقول سوى الحقيقة، وفي اسيوط كان معنا السيد المحافظ ونحن نزيح الستار، في مصر تطور في هذا المجال نشكر الله لأجله أولاً ونشكر الدولة والسيد الرئيس على هذا التطور.  الخطاب الديني.. في سياق هذا التغيير المجتمعي، ماذا عن الخطاب الديني؟ الخطاب الديني له رحلة ذهاب ورحلة عودة الى النص، رحلة الذهاب أن يفهم المفسر أسباب النص - أي اسباب التنزيل - والقضايا والتحديات المحيطة بالنص، ويفهم المعنى ثم يعود، وفي رحلة العودة للواقع يقدم المعاني العميقة لأن النص لكل الأزمنة والأجيال، ثم يعود إلى الواقع بهذه المعاني المغيرة للواقع والقادرة على تغييره لتقديمها للمستمع بطريقة مختلفة ولا يتجاهل البعد التاريخي للنص واللحظة التاريخية الآن، وأن يكون ملما بالآخر، بثقافته ولديه معرفة به وواعيًا بالتحديات التي تواجه الناس ومشكلاتها فيصير الخطاب الديني واعيًا مؤثرًا يقود الى التغيير. إذا أجهض البعد التاريخي للنصوص ولم يكن لدينا فهم حقيقي للتاريخ وجمدنا التاريخ وجمدنا النصوص وجمدنا اللحظة الراهنة يكون خطابًا تقليديًا، الخطاب الديني قوة تغيير إذا ارتبط برحلة ذهاب وعودة ناجحة للنص واللحظة الراهنة هذا هو المفهوم الحقيقي للتجديد. ماذا عن الإجراءات التي تتخذها الدولة لتعيد الطريق أمام مجتمع متعايش؟ الدولة ومجلس الوزراء والمحافظين تحت قيادة الرئيس تتجه إلى دفع المواطنة كفعل على أرض الواقع، الدولة جادة في قضايا المساواة المواطنة والعيش المشترك، لأن الرئيس يريد ذلك والحكومة والمحافظين يريدون ذلك وبالتالي نرى تغييراً حقيقياً، وليس معنى كلامي ان الصورة وردية لكن هناك رغبة جادة وتطور مذهل في قضايا المواطنة وحقوق الانسان وقلة التوترات الدينية، والاتجاه نحو الاعتدال، ومصر تتغير بشكل غير مسبوق وما نراه من تطور في مجال الحجر والبشر يقول أننا في طريقنا أن نكون من الدول القادرة على صناعة فرق على أرضها وفي منطقتها وفي العالم ككل. المواطنة.. أين وصل قطار المواطنة من وجهة نظر رئيس الطائفة الإنجيلية؟ نحن نسير بطريقة مهمة، والأمور المرتبطة بالثقافة والفكر والعادات والتقاليد ليست مثل تركيب المياه في ثلاثة شهور، أو بناء مجتمع في ثلاث اربع سنوات، الأمور الدينية والعادات والتقاليد تأخذ وقتًا طويلا ولكن عندما تبدأ تحقق نتائج جيدة ومذهلة، نحن نسير في سكة طويلة أمامنا مساحة اخرى كبيرة في هذا المجال وصلنا لمرحلة جيدة من تحقيق المواطنة وفي طريقنا إلى الممتازة، جزء من مهمتي أن اقول الحقيقة في الداخل والخارج وليس مجرد كلام. الإعلام..  كيف يرى رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر إعلام الجمهورية الجديدة؟  عندنا الإعلام والسوشيال ميديا، ورغم أن هناك مساحة من فبركة الصورة والخبر في التواصل الاجتماعي، الا انها تستمر كقوة ضغط ايجابية نحو التغيير عندما تلتزم بالحياد والدقة. والإعلام شهد نقلة مهمة، وإيجابية للغاية، هناك تنوع وتعدد وطرح قضايا مهمة وحساسة بلا خجل ولا تردد في الجمهورية الجديدة تطور في الاعلام يساعد في بناء الثقافة والمواطنة، والتعدد الايجابية والمواطنة وسيعود بالنفع على الدولة ككل، نرى نقلة وتطور في مجال الإعلام. ماذا عن المشاركة السياسية للأقباط؟ فيما يتعلق بمشاركة الأقباط في الحياة السياسية، في عام ١٩٩٥ لم يرشح الحزب الحاكم قبطي واحد على قوائمه ، في عام ٢٠٠٠ كذلك، وعدد الأقباط في برلمانيات التسعينيات والعقد الأول من الألفية الثالثة لم يكن يتجاوز عددهم أصابع اليد معظمهم بالتعيين، وفي برلمان ٢٠١٨ -٢٠١٩كان هناك ما يقرب من ٣٩ قبطي في مجلس النواب من ٥٨٠ لما أقارن ب ٢ أو ٣ قبل ذاك هذه هذه قفزة مهمة جداً، عندما انظر في مجلس النواب والشيوخ لأول مرة في التاريخ الحديث يكون لدى المصريين الانجيليين ٤ نواب في مجلس الشيوخ ومثلهم في النواب، و٣٦ نائب في التواب وقريب منهم في الشيوخ، أي مؤشرات اقول لك فيه تطور مذهل بالأرقام، المراة ٢٥٪؜ من القوة الفاعلة في البرلمان أو اكثر السيدات، محافظة مصرية قبطية امرأة، مجلس الشيوخ بنفس الطريقة، و٨ وزيرات تشهد المراة نقلة غير مسبوقة في تمثيلها السياسي، الشباب نواب المحافظين والوزراء والتنسيقية، وغيره منوالكيانات الحديدة التي نشأت المرأة والشباب والأقباط بدأ يكون لهم تمثيلاً بدأ يكون جميلاً وجيداً. جمهورية الشباب.. كيف يقرأ رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر اهتمام الجمهورية الجديدة بالشباب، والمؤتمرات الخاصة بهم تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي؟ اعتقد أنها خطوة ذكية واستراتيجية لأبعد الحدود لأن الشباب يمثل ٦٠٪؜ من قوة السكان في مصر، هذا يقول أن مصر دولة شابة، واهتمام الرئيس بالشباب يقول إننا نصنع مستقبلًا سياسياً مختلفاً، ليس مجرد مؤتمرات، نبني كوادر، وتدريب ونخلق وفرص للحوار، كل هذا يخلق جيلا جديدا يجعل المواطنة قوة فاعلة على الأرض. إلى أي المحطات وصل قانون الأحوال الشخصية؟ القانون في مراحله الأخيرة، الكنائس الثلاث مع وزارة العدل ناقشته وعدلته وهو الآن بين يدي الوزارة في طريقه إلى تقديمه إلى الحكومة لكي تعرضه على البرلمان . وعن مواد القانون يقول رئيس الطائفة الإنجيلية: أنا راض عنه لأن ٩٠٪؜ من المواد تتفق عليها الكنائس، والمواد الخلافية صيغت كل مادة حسب رؤية الكنيسة، وبالتالي لم يجبر أحد على التنازل عن عقيدته وأن بتبنى آخرى هذا يكون سبب سعادة وسرور لدي. ما أهم المشكلات التي يواجهها المسيحيون، ويراها أندريه زكي؟ لو سألتني ماهي المسكلات التي تواجه المصريين أجبتك، لا أحبذ الرد على أسئلة طائفية، ولو سألتني ما هي المشكلات التي تواجه المصريين أجاوبك في ثلاث نقاط. المشكلة الأولى في إطار تحديات كورونا هي لقمة العيش والوضع الاقتصادي، واتصور ان الدولة بالحزم الرئاسية تعالج هذه المشكلة مع الفقراء ومحدودي الدخل، لكن نحتاج حلول اكثر في اطار الاستثمار والاستثمار الاجنبي لاجل دفع العملية الاقتصادية، لسنا نحن فقط لكن دول اخرى اعتقد تواجه المشكلات هذه. المشكلة الثانية قضية التطعيمات ولن نهزم كورونا بعيدا عن التطعيم ، وأطالب الشعب بالتطعيم لانه جزء من المواجهة وعطية الله لمواجهة كورونا المشكلة الثالثة، نواجه فيض من عدم الاستقرار من الدول القريبة مننا ومن منطقتنا واتصور أن الاستقرار هو أمر مهم، ونصلي من اجله ونشكر القيادة السياسية من أجله ونتمنى أن تستمر العلاقات الإسلامية المسيحية متطورة اتمنى ان تستمر بهذا الشكل الإيجابي.   وماذا عن العلاقة مع المؤسسة الدينية الإسلامية في الجمهورية الجديدة؟ طيبة للغاية، تربطني علاقة محبة واحترام بفضيلة الإمام الأكبر والدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف على اعلى مستوى أن يكون.    هل يقدم لنا رئيس الطائفة الإنجيلية روشتة سريعة وحلول لأهم القضايا المجتمعية التي تحقق التعايش؟ الخط الذي تتبناه الدولة المصرية متميز وجديد من نوعه، لأن العكل على محورين أساسيين، الأول بنية أساسية وطرق وكباري واقتصاد وزراعة وغيره من المجالات التنموية المهمة، الخط الثاني تيار ثقافي وحرية دينية وحريات وحقوق انسان وتعليم والبنية المعرفية للمصريين، هذان التياران لقائهم معا وسيرهم معا سيلعبا دوراً مهماً في ان تتحول مصر إلى دولة حديثة ومؤثرة، وبالتالي الدولة المصرية لا تحتاج روشتة هي تمضي في الطريق بما يحقق تغيير سياسي واقتصادي وثقافي بملامحه، هي بدات تحقق إنجاز غير مسبوق وتتحول الى دولة متقدمة وعصرية.