العبور إلى المستقبل

يوسف القعيد

الخميس، 07 أكتوبر 2021 - 07:46 م

يوسف القعيد

فى الندوة التثقيفية 34 التى عقدتها الشئون المعنوية بقواتنا المسلحة الباسلة تحت عنوان: العبور إلى المستقبل، والتى تُعد من أهم الندوات التى عقدت، توقفت طويلاً أمام الكلمة التى ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسى لأهميتها ودلالاتها، قال الرئيس: - نحتفل اليوم معاً بالذكرى 48 لنصر أكتوبر المجيد، يوم العزة والكرامة، يوم النصر الذى سيظل خالدًا فى تاريخ أمتنا، يوم البطولات والأمجاد التى صنعها رجال القوات المسلحة بدمائهم الزكية، فى ملحمة عسكرية أبهرت العالم، ودونت سطورها بأحرف من نور، امتد شعاره للإنسانية جمعاء ليعكس قوة إرادة المصريين استعادة حقوقهم وتمسكهم بسيادة الوطن وأرضه وكرامته. وستبقى حرب أكتوبر نقطة تحول فى تاريخنا المعاصر، ورمزًا لشموخ مصر وعزتها وصلابتها، فتحية تقدير واعتزاز لرجال وقادة ورموز العسكرية المصرية فى ذكرى النصر، لشجاعتهم وتضحياتهم، تحية لشهداء أبرار قدموا حياتهم فداءً للوطن وجادوا بأرواحهم تحت راياته. وقال الرئيس: - كما أوجه التحية للشعب المصرى الذى كان لصموده ووعيه ولمساندته لقواته المسلحة فى أصعب وأدق الأوقات، العامل الحاسم الذى صنع هذا النصر المجيد، وسيظل هذا التلاحم والوعى الشعبى هو الحصن الحقيقى الذى أسهم فى صون الدولة المصرية وازدهار حضارتها العريقة منذ فجر التاريخ، وتحية لبطل الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد أنور السادات صاحب قرار العبور وقائد النصر العظيم. إن مصر التى حاربت واستردت أرضها هى مصر التى تسعى دائمًا لتحقيق السلام، فلم تسع مصر يومًا لحروب أو نزاعات من أجل تحقيق أطماع غير شرعية أو الاستيلاء دون وجه حق على ممتلكات ومقدرات الآخرين، ولكن تسعى دائمًا لمد يد التعاون كنهج راسخ لتحقيق الخير والبناء والتنمية. تمر الأيام وتتعاقب السنوات وتتبدل الأفكار وتتغير أشكال الصراعات والحروب التقليدية التى اعتدنا عليها أو أتتنا خوض غمارها فى الماضى تحولت اليوم إلى حروب غير نمطية تستهدف تدمير الأوطان من داخلها، وقضية مصر الأولى الآن هى قضية الوعى الذى أصبح مسئولية مشتركة بين كافة مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدنى لنحافظ على وطننا ومقدرات شعبنا باعتباره الأمانة التى ارتضينا أن نحميها، إننى أستحضر فى هذه المناسبة الغالية أهمية وقيمة الدروس الملهمة التى علمنا إياها نصر أكتوبر الذى لم يكن نصرًا عسكريًا فحسب، بل كان نموذجًا فريدًا من التكاتف والوعى الشعبى بين المصريين وكافة أطيافهم وملحمة متكاملة لأمة حشدت قوتها الشاملة لتغير واقعًا مريرًا ولتحقيق الانتصار لتأخذ بأسباب النجاح من المنهج العلمى فى الإعداد والتخطيط، ومن دراسة نتائج تجارب الماضى ومن العمل والكفاح ليل نهار لبلوغ الهدف وتحقيق النصر. ودائمًا يمثل احتفالنا بنصر أكتوبر المجيد مناسبة عزيزة لتشعرنا بالفخر والاعتزاز الوطنى، ونتذكر جميعًا حجم الصعاب والتحديات التى استطعنا التغلب عليها لنصل إلى حاضرنا الذى تسطر فيه مصر قصة نجاح عظيمة بدأت منذ سنوات، ولتجسد مجددًا العزيمة المصرية التى تقهر الصعب.