أكثم سليمان
أكثم سليمان


في ذكرى زلزال ١٩٩٢.. سر نجاة «أكثم» حيا ٤ أيام تحت الأنقاض

هدى النجار

الثلاثاء، 12 أكتوبر 2021 - 11:56 ص

82 ساعة عاشها "أكثم سليمان"، تحت انقاض الزلزال الأقوى في التاريخ الذي ضرب مصر في الـ 12 من أكتوبر عام 1992، والذي ضرب مصر، وكانت حدته بمدينة القاهرة في الساعة الـ3 و10 دقائق من بعد الظهر، حيث تراوحت قوته بين 5.5 و9.5 درجة بمقياس ريختر.

واستطاع أكثم بإصراره على الحياة تجسيد عقيدة المصري القديمة أن هناك إلها وربا قادرا لا تعجز قدرته بعد أن تعجز كل القوى.


صارع  أكثم الموت بعد فقدان عائلته تحت الأنقاض بأكملها لمدة 82 ساعة، ظهوراً في اليوم الرابع وبعد أن مل الجميع مشهد استخراج الجثث ظهرت حركة غير عادية، وبالفعل كان الإعلان عن العثور على أحد السكان على قيد الحياة.

سادت فرحة لا توصف، أحاطت برجال الإنقاذ في فرحة ومشهد لا ينسى، لتتوقف الحفارات ويتحرك فريق الإنقاذ ليحدد مكانه، ولم تكن هناك تلك الأجهزة الحديثة التي تصدر ذبذبات تحدد مصدر الصوت. 


ولم يمر ساعات قليلة، إلا وقد استطاع رجال الإنقاذ تحديد مكانه تحت الأنقاض، فعثروا على شاب منهك على قيد الحياة وفي وعي وجانبه ترقد والدته وزوجته وابنته الطفلة جثثا هامدة. 

وفور خروجه "أكثم" من تحت الأنقاض، بعد أن أمضى 82 ساعة مدفونا تحت الأنقاض مع أمه وزوجته وابنته، تم نقله إلى مستشفى هليوبوليس.

وقال أكثم خلال لقاء أجراه معه التليفزيون المصري من داخل المستشفى قائلا :"شعرت بالرعب كأني في قَبر، ظلام دامس وأتربة ولا صوت إلا أنين المصابين وصمت الموتى"، هكذا جاوب على سؤال عن مشاعره تحت الأنقاض.

وكشف أكثم خلال لقاءه عن سر نجاته وماذا حدث منذ لحظة الزلزال، حيث قال: "كنا على مائدة الغداء أنا وزوجتي "تنسيانا" وأمي وابنتي "سميرة"، وتقريبا انتهينا من الطعام وهممت بالذهاب لأحضر زجاجة البيبسي لابنتي التي طلبته مني، وفجأة سمعنا صوت طرقعة شديدة وهرولنا نختبئ تحت منضدة الطعام، ثم وجدنا أنفسنا نسقط كأننا في بئر عميقة، وسط ضراخ للجيران وأمي وزوجتي تصرخان أيضا واندفنا جميعا تحت الأنقاض". 


وتابع قائلا: "كانت أمي أول من أسلمت روحها ثم ابنتي وبعدها زوجتي، حاولت أن أشجعهن للتماسك فقمت بتمزيق جزء من ملابسي، وكنت أبول على القماش وأعيد شرب البول، لكن أمي وزوجتي رفضتا أن تفعلا مثلي، وابنتي ظلت تطلب مني كوب البيبسي حتى فاضت روحها، كنت أنظر إليهن ولا أملك أن أفعل أي شيء".

يستعيد الشعب المصري، في الـ12 من شهر أكتوبر من كل عام، ذكريات قاسية، وثقتها بعض اللقطات بالصور، ترتبط بأحد أقوى الزلازل التي عرفتها مصر، الذي وقع في مدينة القاهرة في الساعة الـ3 و10 دقائق من بعد الظهر تراوحت قوته بين 5.5 و9.5 درجة بمقياس ريختر.

لم يستمر زلزال 1992 سوى دقيقة واحدة فقط، ولكنها تسببت في مقتل أكثر من 1000 شخص، وإصابة أكثر من 4 آلاف بجروح وتعرض الآلاف للتشريد.

وتسبب الزلزال في انهيار87 عقارًا وتصدع 1205 عقارات، كما تهدمت وتصدّعت 44 منشأة تشمل المدارس والمباني الحكومية والمساجد والكنائس، وبين القتلى نحو 200 طالب.

ويرجع ارتفاع عدد الضحايا لانهيار المنازل والمباني وبعض المدارس وأيضاً لحالة الهلع والذعر التي سيطرت على المواطنين وجعلتهم يتدافعون للفرار من منازلهم ومقار أعمالهم إلى الشوارع. 

وبعد نحو ساعتين وقعت هزة ثانية بلغت قوتها 3.4 درجة، تلتها هزة ثالثة بعد بضع ساعات بقوة 7.3 درجة، لكن السكان لم يشعروا بهاتين الهزتين.

وفي لحظة وقوع الزلزال، كان هناك اجتماع لمجلس الوزراء برئاسة الدكتور عاطف صدقي بهدف مناقشة عدد من القضايا الداخلية والخارجية وأبرزها قضية تنامي أحداث العنف في صعيد مصر وتناولها تقرير لوزير الداخلية اللواء عبدالحليم موسى، إلا أن الوزراء هرعوا إلى فناء مبنى المجلس الذي يقع في أحد الشوارع الجانبية المواجه لشارع قصر العيني في وسط القاهرة واستخدموا أجهزة اللاسلكي الخاصة بوزارة الداخلية لمتابعة الموقف.

اقرأ أيضا |زلزال بقوة 5.8 درجة يهز جزر الكوريل الروسية

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة