الألعاب الرياضية.. أصلها فرعونى!

قدماء المصريين أول من ابتكر التحكيم الدولى فى عهد الأسرة 20

السبت، 16 أكتوبر 2021 - 12:16 م

آخر ساعة

ترك القدماء المصريون حضارة بحجم الدنيا، وهم أصحاب الفضل فى تعريف العالم بعلوم وفنون كثيرة، ولا يزال العلم يقف عاجزاً أمام ما تركوه من إنجازات مدهشة فى كل المجالات، وفى هذا التقرير الذى نشرته آخرساعة قبل 49 عاماً مزيد من الدهشة، حين نعلم أن كل الألعاب الرياضية المعروفة فى زمننا الراهن أصلها مصري.. التفاصيل نعيد نشرها بتصرفٍ فى السطور التالية:- غالبية اللعبات الرياضية التى تُمارس فى العالم أصلها مصري، وأول مَنْ مارس التحكيم هم قدماء المصريين، وحضارتنا الرياضية عريقة ترجع إلى آلاف السنين.. لقد ثبت ذلك وأعلنه ونشره المهندس أحمد الدمرداش توني، عضو اللجنة الأولمبية بمصر، فى ثلاثة كتب بثلاث لغات،  وبذلك قضى على محاولات المؤرخين الغربيين الذين حاولوا إثبات أن أصل المدنيِّة نبع من الإغريق لقطع الصلة بين الأغريق ومصر.. وكتاب تونى الذى صدر بالألمانية والإنجليزية والعربية مدعم بالصور والأدلة القاطعة، وفكرة إخراجه ونشره لها قصة ترجع إلى الثلاثينيات يرويها مؤلف الكتاب. وكان ذلك فى دورة برلين الأولمبية عام 1926، عندما نشر الدكتور الألمانى كارل ديم، ثلاث مقالات عن التربية البدنية والرياضية والتحطيب عند قدماء المصريين، وذلك فى نشرة اللجنة الأولمبية الألمانية بمناسبة الدورة، فكانت أول إشارة إلى ما لمصر من أثر فى هذا الميدان.. هز ذلك مشاعرى خصوصاً أننى وُلدت فى بقعة تاريخية امدينة ملوىب فتعلقت بدراسة الآثار وتاريخ مصر ودفعتنى هذه المقالات إلى جمع الوثائق الخاصة بالرياضة عند قدماء المصريين وكانت بداية المشوار الطويل الذى استغرق حوالى 20 عاماً.. ظللت خلالها أتنقل من بلد لآخر، ومن مقبرة لأخرى، ودراسة تاريخ جميع أُسر قدماء المصريين بين آثار الوجه القبلي. كتاب و٣ لغات وفى الخمسينيات طلب منى الدكتور كارل دیم، أن يزورنى فى مصر بشرط أن أمكنه من زيارة مقبرتين فى "بنى حسن" بالمنيا، وطبعاً لم أدع الفرصة تفوتنى فى زيادة معلوماتى ومعرفة الكثير من هذا المؤرخ، وحضر فعلاً وعند زيارته للمقبرة رقم 15 فى "بنى حسن" قال لي: "الآن أرى بعينى وألمس بيدى ما سبق أن كتبت عنه نقلاً عن الغير".. وقال لي: "إنك مسئول عن جمع هذا التراث ونشره".. لقد أثرت فى نفسيتى محاولات المؤرخين الغربيين أن يثبتوا للعالم أن أصل المدنيِّة نبع من الإغريق، محاولين قطع الصلة بين الإغريق ومصر، ولم أهدأ حتى جمعت كل ما هو متعلق بتاريخنا وحضارتنا من وثائق وصور، وجاءت دفعة أخرى كانت من زميلى الدكتور "شيل" عضو اللجنة الأولمبية الدولية عن ألمانيا الديمقراطية، وهو رئيس مؤسسة طباعة فى ألمانيا، والذى شجعنى على تمام جمع هذه الوثائق، وقام بكل الجهود التى أحتاج إليها وطبع أول نسخة من هذا الكتاب باللغة الألمانية، ثم طبع النسخة الثانية بالإنجليزية. ووجدت أنه من العار أن أنشر كتاباً عن تاریخ بلدى بالألمانية التى لا أعرفها، ثم بالإنجليزية التى أتقنها، ولا أنشر شيئاً باللغة العربية، فأعدت التجميع والتبويب ليكون كتاباً رياضياً خالصاً عبر تجميع وثائق تاريخية من صخور المقابر والمعابد التى تثبت أن معظم أنواع الألعاب الرياضية لها أصل تاريخى فى مصرنا القديمة. أقدم أثر فى العالم ويقول توني: لعل أعجب ما عثرتُ عليه أثناء هذه الدراسة أن أقدم أثر تاريخى فى العالم للرياضة هو "لوحة زوسر"، التى يظهر فيها الجرى نحو القربان فى أعياد "الحب ست"، وهذه اللوحة فى ذاتها تحفة فنية يرجع تاريخها إلى خمسة آلاف سنة وهى نقش بارز على الصخر.. يتمثل فيه جمال التكوين الإنسانى للرجولة وأرقى ما وصلنا إليه من فن "العدو"، وهو دليل على ما وصلت إليه ألعاب القوى عند قدماء المصريين. أما الأثر الثانى فهو تحفة فنية رائعة، حيث قمت برحلة خاطفة إلى "موسكو" لمدة 48 ساعة فقط لمشاهدة أجمل تمثال مصرى قديم، وهو لسبَّاحة مصرية تتدرب على طريقـة الزحف "الكرول"، وهو من العاج الأبيض ورأسها من الأبنوس الأسود.. وهـذه التحفة موجودة بمتحف "بوشكين" بموسكو تحت رقم 2750. ثبت أيضاً أن أول من روض الحصان هم المصريون.. حقيقة الحصان ليس مصرياً، فقد دخل مصر مع الهكسوس، لكنه كان لجر العربات الحربية، إلا أن أول إنسان روض الحصان وامتطى ظهره هم المصريون.. وأول أثر لراكب حصان هو "حور محب"، وبذلك فإن رياضة الفروسية أصلها مصرى.  ويثبت تاريخنا القديم أن هناك نحو 13 لعبة رياضية أصلها مصرى، وهي: ألعاب القوى، والتجديف، ورفع الأثقال، والرماية، والسباحة، والفروسية، وألعاب الكرات، والسلاح، والمصارعة، والملاكمة، والهوكى، وكمال الأجسام، كما أن "اليوجا" ثبت أنها كانت تُزاول فى مصر منذ 2500 سنة قبل الميلاد أى قبل مزاولتها فى الهند.. وكل هذه اللعبات له آثار موجودة فى مصر تدل على أنها مصرية، وأقدم الآثار موجود فى سقارة ويرجع معظمها إلى الأسرة الخامسة، ثم فى "بنى حسن" للأسرة 11و12، ثم فى الأقصر للأسرة 18و19.. وهذه هى اللعبات المصرية: وهناك آثار تدل على أن السباحة مصرية، ففى متحف اللوفر بباريس أثر يبرز لنا كيف تتدرب السيدات على سباحة الصدر فى عهد الأسرة 18، وآخر مثله فى متحف المتروبوليتان بنيويورك، وثالث بمتحف بوشكين بموسكو يبرز كيفية التدرب على سباحة الغطس، ولوحتان بمعبد رمسيس الثاني، ولوحة بمعبد تورينو لسبّاحة مصرية من عهد الأسرة العشرين. ("آخرساعة" 9 فبراير 1972)