كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

«حدائق أكتوبر» .. الجمال!

كرم جبر

السبت، 16 أكتوبر 2021 - 07:23 م

(1) كنت شاهد عيان على الحال المذرى للمناطق العشوائية، وكتبت تحقيقاً صحفياً منذ أكثر من 25 سنة بعنوان «حفرة فى جهنم» عن منطقة الزبالين أسفل المقطم.


كانت الحياة فيها أشبه بالقرون السحيقة، فالشوارع تشبه الثعابين الملتوية، والأكواخ على الجانبين، والزبالة تغزو المكان من كل الاتجاهات، والبيوت تشبه الأكواخ القذرة، ليس لها منافذ وأحياناً بلا أبواب، وتتراص بجوار بعضها مثل علب الكبريت.


أما عن حال السكان فكان أسوأ، وارتسمت على وجوههم ملامح الفقر والبؤس واليأس، خصوصاً الأطفال الذين تتلوث طفولتهم بالقاذورات.


(2) العشوائيات فى البلاد كانت أسلوب حياة، وكل حى راقٍ تحاصره منطقة عشوائية، فأصبحت قانوناً راسخ المعالم والسمات، وأصبح القبح هو الشعار السائد فى المبانى والعمارات.


وامتدت التعديات لكل مكان، وانظروا مثلاً حال الطريق الدائرى من مطلع المعادى حتى منزل 6 أكتوبر، حيث لا يفصل بعض العمارات الشاهقة سوى أمتار قليلة عن جسم الكوبرى وأحياناً تلتصق به.


وكان أشد المتفائلين لا يتخيل أن يأتى يوم وتتحقق المعجزة، وينتقل السكان إلى مناطق آدمية، تليق بالحق فى الحياة.


(3) ما شاهدته بالأمس فى «حدائق أكتوبر» هو بالفعل المعجزة التى تتحقق، وتجولنا فى المدينة الرائعة التى تشبه المدن الساحلية الرائعة، وكل شىء يدعو للفخر.


والرئيس عبد الفتاح السيسى يؤكد أن حلمه هو بناء ثلاثة ملايين وحدة فى السنوات القادمة على نفس المستوى لاستيعاب 15 مليون مواطن.. والمليون وحدة تتكلف من 500 إلى 600 مليار جنيه.


لا ننكأ جراح الماضى ونفتش فيمن أوصل البلاد إلى الوضع السيئ السابق، هل هى الحكومات أم الأهالى أم المسئولية مشتركة، ومن الذى تراخى وجعل البلاد مليئة بكل أنواع التعديات؟.. ما علينا.


(4) ثقافة الزحام تخلق أجيالاً محطمة نفسياً، وأطفالا مشوهين، حين يرون القبح يحاصرهم من كل الاتجاهات، فتتولد لديهم عقد الغل والرغبة فى الانتقام.
والآن يتغير كل شىء، وينتقل سكان «حفرة جهنم» إلى جودة الحياة، فالعين التى تعتاد النظافة والجمال، تطبع صاحبها بحب الحياة والحفاظ على مظاهرها.
(5) الدولة حارس أمين لكل أبناء الشعب، الفقراء قبل الأغنياء، ومحدودى الدخل قبل الميسورين، ولا تركز اهتماماً على أنشطة الثراء، وإنما تجعل الجميع يقتطف من ثمار بلاده.. وهذا بالفعل ما يحدث على أرض الواقع.


«حدائق أكتوبر» وغيرها استرداد لكرامة البشر، وحقهم أن ينعموا بالحياة، ومثلها مئات المشروعات الإسكانية الرائعة، فى كل المدن والمحافظات.
الرئيس يقول «احلموا معى» بمصر العظيمة القوية المتعافية التى تنفض غبار الإهمال، وتنطلق إلى المستقبل.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة