دولا مين ودولا مين.. دولا عساكر مصريين.. دولا ولاد الفلاحين.. إحدي الأغنيات الجميلة للشاعر العامي صلاح جاهين المتعدد المواهب وغنتها سعاد حسني لتكريم الجندي المصري تذكرتها مع استشهاد الجنديين شتا وشويقة في مواقف بطولية نادرة تدل علي أصالة الجندي الذي تهون حياته فداء لوطنه، لم يتردد أي منهما لحظة واقتحم الموت وهو موقن أنه ملاقيه.. شابان في بداية العشرينيات بدلا من أن يدخلا الدنيا، خرجا منها بفعل الإرهاب الخسيس لكنهما فازا بالجنة.. ونعم الفوز.. فالشهيد فتحي شتا شهيد الوحدة 101 نجح في إبعاد أحد العناصر الإرهابية عن مخزن الذخيرة الخاص بالكتيبة وفجر الإرهابي نفسه فاستشهد معه البطل الشاب الذي حمي موقعه وزملاءه، أما الشهيد محمد شويقة شهيد الصاعقة فافتدي ثمانية من زملائه عندما احتضن الإرهابي التكفيري أثناء محاولته تفجير أحد المواقع العسكرية بالعريش.. أي نوع من الإقدام والرجولة ذلك الذي زرعه الأهل الطيبون البسطاء في نفس كلا الجنديين ومثلهما ألوف بواسل تنطبق عليهم الآية الكريمة (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) طابور طويل من أبناء مصر الأبرار الشرفاء لن يتورعوا عن بذل دمائهم رخيصة في سبيل الوطن دونما تردد.
مقابلة الرئيس السيسي لوالدي كلا الشهيدين وتقديمه التعازي باسم مصر ورعايته لأسر الشهداء ستساعد علي التئام جراح البعاد وفقد الأبناء في عز شبابهم وإطلاق اسميهما علي مدرستين بمحافظتي الدقهلية ودمياط لتخليد ذكراهما واجب علي الدولة التي ستلتزم بالتأكيد برعاية أسر الشهداء الذين تسقطهم يد الكراهية والغدر.
يرتجف قلبي حزنا مع سقوط كل شهيد ومع كل عملية إرهابية في سيناء التي اقتربت من التطهر من دنسهم.. وأحزن لحزن كل أم مكلومة علي فقدان ابنها الشاب قبل أن تفرح به وربما كان الشاب هو عائل أسرته أو وحيدها الذي وضعت أسرته آمالها عليه والذي حلم أبواه بمستقبله وتمنوا أن يحملوا أولاده.. ما أقسي الغدر وما أعظم شبابك الأبطال يامصر.. ربما لم يكتشف بعضهم هذا البطل الكامن تحت جلده، وربما لم يتوقع يوما أن يسرع للتضحية بحياته دون تفكير لإنقاذ زملائه لكنها بطولة الموقف التي يكون فيها الإنسان شجاعا أو لا يكون.. هؤلاء هم الجنود المصريون ولهذا أسماهم رسول الله صلي عليه وسلم خير أجناد الأرض.. فتحية احترام وإكبار لكل روح بريئة ضحت من أجل مصر.