كلما قادت الدولة مبادرة لعودة الجماهير للمباريات ظهرت فئة من هؤلاء الخارجين عن القانون لفرض رأيها بالقوة وبالتالي جر المبادرة والعودة بها إلي الخلف

وبعدين .. أليس هناك طريقة لترويض ظاهرة الأولتراس لتحقيق مصلحة البلد والأندية الجماهيرية، بدلاً من أن يتحولوا إلي أداة لتدمير الرياضة وجرها إلي الخلف.
والمتتبع لهذه الظاهرة وانتشارها في العالم يلاحظ أن الاختلاف كبير جداً بين ما يحدث هنا وهناك، ففي دول العالم يشجع الأولتراس فريقه المفضل بكل حب واحترام سواء في الفوز أو حتي الهزيمة.. وأقصي ما يقومون به في حالة الهزيمة هو رفع الرايات البيضاء للتعبير عن غضبهم.. ولكن ما نراه الآن في بلادنا هو الفوضي والتخريب والقتل والتدمير.. بداية من مجزرة بورسعيد ثم دار الدفاع الجوي.. وأخيراً احتجاز لاعبي الأهلي في الأتوبيس ومنعه من التحرك قبل مباراتهم مع سموحة.
فمنذ مذبحة بورسعيد - تطورت الأحداث وتحول الأولتراس من روابط تشجع فريقها إلي جماعات خارجة عن القانون تنفذ كل مطالبها بالقوة والتخريب.. واستغلت بعض الاتجاهات ثورة 25 يناير واستطاعت تجنيد بعض هذه الروابط لخدمة أغراضها.. وتحولوا من التشجيع الرياضي إلي قيادة المظاهرات وتدمير المنشآت العامة والخاصة.. تريد فرض سطوتها علي الشارع والنادي بل والدولة.. وخاض الزمالك معركة تكسير عظام بقيادة المستشار مرتضي منصور رئيس النادي مع الأولتراس الزملكاوي.. ومنعهم من دخول المباريات ووصل الأمر الي المحاكم وصدر قرار باعتبارهم خارجين عن القانون. أما الاهلي فقداحتضنهم مجلس الإدارة.. ومهدلهم الطريق لفرض رأيهم.. ورفض اعتبارهم جماعة خارجة عن القانون وأصدروا تصريحات دبلوماسية لا تعبر عن الواقع باعتبار أن الأحداث التي وقعت قبل مباراة الأهلي وسموحة، من قاموا بها ليس لهم صلة بالنادي الأهلي. ويبدو أنهم هبطوا من المريخ وليسوا من مشجعي النادي خوفاً من اعتبارهم خارجين عن القانون.
وكلما قادت الدولة مبادرة لعودة الجماهير للمباريات ظهرت فئة من هؤلاء الخارجين عن القانون لفرض رأيها بالقوة أو باستخدام العنف وبالتالي جر المبادرة والعودة بها إلي الخلف.. ولعل ما حدث للأهلي من جمهوره ما هو الا مثال حي علي بلطجة ما يسمي بالأولتراس.. ولولا التصرف الحكيم لأجهزة الدولة لتحولت الواقعة إلي انهار من الدم. وبالعقل أقيمت المباراة وانهزم الاهلي أبشع هزيمة من سموحة.. كل هذا بسبب تصرف غبي من بعض جماهيره.
ولكن لماذا خاض الزمالك معركته أمام القضاء مع أولتراس زملكاوي.. ومازال الأهلي يطبطب ويدلع الاولتراس الأهلاوي.. هل مذبحة بورسعيد ستظل تغل يد المسئولين في الاهلي والتجاوز عما يقوم به بعض مشجعيه.. لأنهم تحولوا إلي قوة أكبر من القانون.. ومن هنا لابد من مواجهتهم بقوة من جانب الدولة.. حتي يعودالهدوء إلي مدرجات الملاعب من جديد ومن يلتزم بالتشجيع المثالي فله كل الاحترام.. ومن يريد التخريب والتدمير فمكانه خلف القضبان.. ولابد من الوصول إلي رأس الأفعي والعقل المفكر والمدبر والممول لكل هؤلاء.. ولنضع تجربة الجماهير الرائعة في بطولة أمم أفريقيا والتي أقيمت في مصر عام 2006 مثالا حيا لجمال وروعة التشجيع المثالي.
الختام : يبدو أن باسم مرسي لاعب الزمالك ركبه جنون العظمة.. فاعتقد أنه أقوي من ميسي ورونالدو وبعد صبغ شعره تحول إلي ابراهيم سعيد آخر، ورحلة النهاية بالنسبة له بدأت بسرعة كبيرة بعد أن أصبح الإعلام هدفه وليس الأهداف.. جنون العظمة يكفي للقضاء علي أمم كبيرة.. فما بالكم بلاعب مصري جرفته الشهرة.. إنه مثال حي لشحاتة أبو كف في فيلم غريب في بيتي.