من بين كل الرؤساء والقادة العرب يقف الأخ عمر البشير رئيس ما تبقي من السودان، الذي قسم في ظل حكمه الرشيد وعبقريته السياسية الفذة.. متفرداً في وقاحته ونطاعته وتطاوله إزاء التعامل مع مصر.. تفرد لا ينافسه فيه غير الغلام القطري تميم بن حمد المصاب وأبيه بالتهابات وتقرحات متلازمة داء الحقد علي مصر وعلي كل بلد صاحب حضارة وتاريخ في محيطنا الذي لا تمثل بلده فيه حيا من أصغر أحياء المدن النائية محدودة الكثافة والمساحة في الدول والبلاد الحقيقية..
فجأة ومن دون مناسبة ولا مبرر خرج علينا الأخ البشير قبل أيام قليلة، ليتقيأ مجدداً كلامه المكرر عن حلايب المصرية.. وليزيد هذه المرة بعض من ما لقنه له أسياده الغربيون، الذين نفذ خطتهم لتقسيم السودان ويقول بأن إعلان الإعلام المصري إجراء الانتخابات في حلايب، أثار حفيظة السودانيين..، أي والله كده قالها الزول الإخواني حاكم جنوب الوادي.. الذي ربما تصور واعتماداً علي صمت مصر الرسمية «شعبية المبادئ» عن تصرفاته ومواقفه المعادية، وحتي عن طريقة إدارته لشئون الحكم في منطقة تقع ضمن النفوذ الاستراتيجي التاريخي لمصر، إن شيئا من ذلك سيمر دون حساب وعقاب، وأغوته نفسه فراح لما هو أبعد من حدوده التي لا تتجاوز بالأساس أبواب قصره الجمهوري بالخرطوم، وصار يتكلم في شأن أراض مصرية وكيف نديرها وكيف حتي يمارس المصريون فيها حياتهم..!!
وقع البشير الذي لم ير السودان ولم نر نحن منذ أطل علينا بوجهه أي بشري، في الحرام والإثم الأكبر بالحديث عن أراض وشئون مصرية.. ربما قاده غباء أو جهل وسذاجة فطرية إلي الرضوخ لما يطالبه به «مراسيل» الصهيونية العالمية عرباً وأعجاماً، وناسياً أن مصر بوسعها الكثير والكثير حتي في شأن وجوده ذاته إن أرادت تأديبه تأديبها لمن يمكن أن تعتبره عدواً..
علي طريقة النسوة الخليعات المتهتكات وكما يصف المصريون كلاما كالذي قال «رمي البشير بلاه علي الإعلام» ليفتح لنفسه باباً إلي إفك وسقوط جديد في طريق العدوانية، في ثوب ما يراه تصريحات سياسية ويظننا سنتقبلها وسنمررها له، في حين أننا لا يمكن أن ننظر إلي حديث في شأن أرضنا إلا كعدوان..
فتح البشير باباً ولكنه كان بابا إلي مراحيض عمومية أو زريبة تليق بما أخرجه من كلام..، مواقف البشير التي تؤكد بأنه قرر تقمص دور العبيط في التعامل مع مصر، لا ينبغي أبداً أن تمر، فهذا رجل يجهر بطمعه في أرض مصرية.. ينيل عليك وعلي عمرك زول.