رابعة ابتدائى والجزيرة العميلة!

هشام عطية

الجمعة، 12 نوفمبر 2021 - 08:12 م

أخبار اليوم

الحوار المجتمعى فى كل أو معظم قضايانا الوطنية غالبا ما يسجل حضوره فى دفاتر الغياب، يشغل مكانه الفارغ دائما الصراع والصراخ والضجيج الذى يسد الطريق أمام الحقيقة ويدفنها تحت أنقاض الاتهامات المتبادلة. فى أبسط القضايا المجتمعية يتحول الحوار إلى احتراب، الأمثلة لا تعد ولا تحصى، آخرها جولات الحرب الضروس بين أولياء الأمور ود. طارق شوقى وزير التعليم والسبب سنة رابعة ابتدائى!!. القضية تؤرق الملايين باتت معها وكأنها ثانوية عامة جديدة، سيول من شكاوى أولياء الأمور من تطوير المناهج التى بلغت ١٣ مادة يدرسها التلميذ فى هذا العمر الصغير، الأزمة وصلت إلى حد تقديم طلبات احاطة بالبرلمان لوزير التعليم حول هذه القضية!. لاشك لدى أن الخلاف فى وجهات النظر من السنن الكونية وأن الوصول إلى مساحات اتفاق فى أي قضية دائما من الامور الممكنة اذا خلصت النوايا، ولكن أليس أولياء الأمور والمعلمون والتلاميذ من الأضلاع الرئيسية للعملية التعليمية وكان المفترض أن تعرض عليهم خطة التطوير قبل أن يتم طباعة المناهج وأن توضع اعتراضاتهم وملاحظاتهم فى الحسبان؟! الحوار المجتمعى الحقيقى كان يمكن أن يقينا كل هذا الغضب والاحتراب المجتمعى الذى اغرى قنوات فضائية معادية ومتربصة بمصر وشعبها مثل «الجزيرة» لاستغلال هذا الخلاف القائم بين الوزير وأولياء الأمور  وتضخيمه أمام العالم وكأن سنة رابعة ابتدائى يمكن أن تشعل ثورة فى مصر!! هذه القضية تدعونا جميعا لمصارحة أنفسنا وفى المقدمة سيادة الوزير هل التطوير فى التعليم يجب أن يتم بالعقل وبما يناسب ظروفنا المصرية أما أنه يجدى بالنقل وتقليد تجارب الآخرين كما هى؟! أما أولياء الامور فهل يحتاجون إلى تلميذ يجيد الفهم والتعامل مع عصر التكنولوجيا أم آلة لا تجيد إلا الحفظ؟ ويبقى فى النهاية ان كل شىء قابل للتعديل والتطوير بما يحقق مصالح مصر وشعبها. وبالمناسبة قناة الجزيرة مازالت حتى اللحظة فى ضلالها القديم وعدائها السافر لمصر ونظرة واحدة على شريط أخبارها تكفى لتأكيد هذه الحقيقة وأنها مازالت الجزيرة العميلة.