وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم
وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم


وزيرة الثقافة: أوبرا العاصمة الإدارية إضافة لمسيرة التنوير

آخر ساعة

الأحد، 14 نوفمبر 2021 - 11:10 ص

عصام عطية

تحررت الثقافة من قيودها فذهبت إلى القرى والنجوع بأقصى صعيد مصر، لتُحقق حلم العدالة الثقافية، الذى طالما كانت تتمنى تحقيقه الدكتورة إيناس عبدالدايم، منذ أن تولت حقيبة وزارة الثقافة.. استطاعت أول امرأة تتولى منصب وزيرة الثقافة فى مصر، أن تخرج بالفعاليات الثقافية سواء مسرحا أو سينما أو ندوات إلى مختلف محافظات مصر بعد أن افتتحت المسارح المغلقة، وطورت قصور الثقافة، وأطلقت الوزارة فى عهدها عدة مبادرات ثقافية مُهمة لاكتشاف المواهب، وقدمت جائزة المبدع الصغير، وقامت بإعداد خطة للمشاركة في المبادرة الرئاسية احياة كريمةب لتطوير قرى الريف المصرى.. ترى إيناس عبد الدايم، أن الحياة الثقافية الفنية هى إحدى التدابير الفعالة فى مواجهة التيارات المُتطرفة والإرهاب ونشر الوعى وتحقيق العدالة الثقافية، وتحدثنا فى سطور الحوار التالى عن مبادراتها الثقافية وعن أوبرا العاصمة الإدارية الجديدة، وغيرها من الملفات.

 شاركت فى حفل افتتاح مهرجان الموسيقى العربية بالعزف فى فقرة لمسة وفاء للموسيقار الراحل جمال سلامة كعازفة فلوت فما السبب وراء ذلك؟

ـ افخر بكونى فنانة مصرية قبل ان اكون وزيرة، فالفن جزء كبير من تكوين شخصيتى كلما رايت الفرصة سائحة امامى سعيت لانتهازها بكل قوتى وسعيدة لاننى وقفت على خشبة المسرح قدمت لمسة وفاء للموسيقار جمال سلامة الذى جمعتنى به علاقة صداقة قوية من خلال عزف مجموعة  من اهم مؤلفاته الموسيقية.

 دار الأوبرا المصرية من أهم الأماكن الثقافية والتاريخية ليس فى مصر فقط ولكن فى المنطقة العربية بأكملها هل سيتوقف العمل بها عقب افتتاح دار الأوبرا بالعاصمة الإدارية؟

- إطلاقاً فالقيادة السياسية تعى تماماً أهمية المواقع الثقافية ذات الطابع التاريخي، حيث تعد دار الأوبرا المصرية منبراً لنشر الثقافة والفنون على مستوى الجمهورية، وفى الآونة الأخيرة استطاعت دار الأوبرا المصرية الخروج بفنونها خارج أسوارها لتصل إلى جموع المواطنين فى أماكنهم، فنرى اليوم دار الأوبرا المصرية تشارك بفعالياتها ضمن مبادرة حياة كريمة من خلال تقديم عروضها بمسارح قصور الثقافة واستقطاب المواطنين من القرى والنجوع التابعة، وهنا أؤكد أن افتتاح دار الأوبرا بالعاصمة الإدارية يمثل استكمال مسيرة التنوير فى ربوع الوطن وإدراك القيادة السياسية أهمية البعد الثقافى فى إثراء الناتج القومى للدولة المصرية.

 كيف سيتم تحويل مســـابــقــة الصــوت الذهبى إلى مشروع ثقافى قومى لاكتشاف المواهب؟ وكيف سيتم تنمية وتوجيه الدعم للمواهب الجديدة بعد فوزها؟

- تهدف المسابقة إلى اكتشاف المواهب الغنائية فى كافة ربوع الوطن واستثمار طاقات الشباب واكتشاف قدراتهم الفنية لخلق جيل جديد من المبدعين القادرين على استعادة أمجاد الطرب واستكمال مسيرة عمالقة هذا الفن، ونتيجة للنجاحات التى حققتها المسابقة فى أعوامها السابقة وقدرتها على استقطاب العديد من شرائح المجتمع من مختلف المحافظات وكان آخرها فى الدورة الخامسة تقدم للمشاركة بها 122 متسابقاً من 11 محافظة هى (القاهرة، الجيزة، شمال سيناء، أسيوط، المنيا، الأقصر، المنوفية، دمياط، الغربية، البحيرة، القليوبية)، هنا رأينا ضرورة تحويل المسابقة إلى مشروع ثقافى قومى لاكتشاف وصقل المواهب الواعدة فى مختلف مجالات الإبداع يطوف محافظات مصر وذلك من خلال بروتوكول تعاون بين كل من صندوق التنمية الثقافية (المؤسس للمسابقة) ودار الأوبرا المصرية والهيئة العامة لقصور الثقافة، وسيتم الإعلان عن تفاصيل المسابقة بالكامل خلال الفترة القادمة إن شاء الله.

 المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" تعد من أهم المبادرات التى نفذتها الدولة خاصة فيما يتعلق بمشروع تطوير الريف المصرى كيف تطور الوزارة مشاركتها فى تلك المبادرة بمحافظات الجمهورية خلال الفترة المقبلة؟

- فى الحقيقة التنمية الشاملة التى تهدف لها المبادرة الرئاسية حياة كريمة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، يواكبها مسار تنويرى يسعى لتطوير الوعى الجمعى من خلال أنشطة فكرية ومعرفية وثقافية متعددة ومتنوعة، فالمشاركة فى المبادرة يعد أحد أشكال تنفيذ استراتيجية تحقيق العدالة الثقافية من خلال الوصول بالمنتج الإبداعى للدولة إلى كافة أنحاء الوطن، وكانت وزارة الثقافة قد أعدت خطة ثرية للمشاركة فى المبادرة تشمل عدة مراحل انطلق أولها فى مايو الماضى بـ 74 نشاطاً فى 21 قرية تتبع 6 محافظات، بدأ أولها بعروض مسرح المواجهة والتجوال حيث تم تقديم 8 عروض مسرحية مجانية أقيمت بالساحات المفتوحة بمشاركة كبار الفنانين فى 15 قرية تتبع 3 محافظات بواقع 4 قرى بقنا و7 قرى بالأقصر و4 قرى بالمنيا ووصل عدد المشاهدين إلى أكثر من 24 ألف مشاهد، وانضم أيضاً مشروع المسارح المتنقلة إلى المبادرة وتم من خلالها تنفيذ 66 نشاطاً ثقافياً ما بين ورش أدبية وفنية وعروض مسرحية ومعارض تشكيلية وندوات تثقيفية فى 3 محافظات هى "البحيرة، أسيوط وأسوان" حيث وصلت الفعاليات إلى 6 قرى بواقع 4 قرى بمحافظة البحيرة، وقرية بأسيوط وأخرى بأسوان وبلغ عدد المستفيدين بهذه القرى نحو 6000 مستفيد، إلى جانب تنظيم ورش تدريبية على الحرف التراثية وتقديم الفعاليات الثقافية والفكرية المتنوعة بالقرى المختارة، بالإضافة إلى تزويد مكتبات المدارس ومراكز الشباب المتواجدة فى القرى المستهدفة بالإصدارت المختلفة والمتنوعة لوزارة الثقافة ذات الموضوعات التى تعمل على التنوير ومجابهة التعصب وذلك بالتعاون مع وزارتى الشباب والرياضة والتربية والتعليم والتعليم الفني.

 ما دور وفلسفة جائزة المبدع الصغير؟

- الهدف الأساسى من جائزة الدولة للمبدع الصغير هو تشجيع الصغار على الإبداع فى الثقافة والفن لمن هم دون سن 18 عاما ورعايتهم ثقافياً وفنياً وذلك من أجل خلق أجيال من المبدعين لمستقبل مصر وذلك تماشياً مع سياسة الدولة برعاية النشء الجديد وتقويم سلوكه وتفكيره بالثقافة والفن، وهذا ما تم اكتشافه أثناء تقديم برامجنا لمحاربة الفكر المتطرف فهو بالمقام الأول حرب فكرية تحاول استقطاب هذه الفئة العمرية، لذلك كان من المهم جداً أننا نعمل جائزة للمبدعين الصغار لمن هم دون سن 18 عاماً وهى مرحلة تكوين وبناء الإنسان فكرياً، وهى المرة الأولى الذى توجد فيها جائزة ترعاها الدولة بشكل رسمى لهذه الفئة العمرية تشجعهم لإبراز طاقاتهم فى الثقافة والفنون والآداب بشروط أيسر تناسب هذه الفئة العمرية.

والحمد لله لاقت الجائزة نجاحاً كبيراً خلال المرة الأولى تحت رعاية السيدة انتصار السيسى حرم فخامة رئيس الجمهورية، والتى تقدم لها منذ الإعلان عن الجائزة أكثر من 4000 مبدع صغير من كافة أقاليم مصر ومحافظاتها وتم قبول أعمالهم دون أى تمييز٬ ليدخلوا فى منافسة شريفة فى مجالات الآداب والفنون والابتكارات العلمية، بالإضافة إلى مشاركة عدد من ذوى الهمم وكذلك أبناء دور وجمعيات الرعاية بأعمالهم، والتى خضعت أعمالهم المقدمة للتحكيم من خلال لجان مُتخصصة ووفق معايير دقيقة تضمنت لقاءات شخصية مع المتسابقين لضمان وصول الجائزة لمن يستحقها بالفعل.

 أعدت وزارة الثقافة برنامجاً كبيراً لعام التبادل الإنسانى المصرى الروسي.. هل بدأت الوزارة فى إقامة الفعاليات فى روسيا؟ وكيف ستساعد هذه الفعاليات فى تعزيز التعاون المشترك بين البلدين؟

- أعدت وزارة الثقافة برنامجاً كبيراً لعام التبادل الإنسانى المصرى الروسى وهو برنامج فعاليات متفق عليه بين البلدين ويسير على نحو جيد، وتقوم الوزارة بالتنسيق مع سفارتنا فى موسكو من خلال وزارة الخارجية على تنفيذ الأنشطة إلى جانب العمل على بثها أون لاين، وفى هذا الإطار نجحت الوزارة فى إطلاق فعاليات عام التبادل الإنسانى المصرى الروسى 2021-2022 تحت رعاية فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، على مسرح دار الأوبرا الكبير بحضور السيدة أولجا ياريلوفا ممثلة دولة روسيا الاتحادية، ونائبة وزير الثقافة الروسى والتى تأتى تأكيداً للروابط الوطيدة التى تجمع بين القاهرة وموسكو. 

بعد إعلان الرئيسين المصرى والتونسى عام 2021 - 2022 عاما للثقافة المصرية التونسية.. هل توقفت الفعاليات المشتركة بسبب تطورات الأوضاع الراهنة فى تونس؟

- نتيجة للظروف السياسية والصحية التى تمر بها تونس فى الوقت الراهن وبناء على الرغبة المشتركة بين البلدين لتفعيل العام الثقافى المصرى التونسى فقد تم إعادة جدولة الأنشطة المقترحة للتنفيذ فى إطار هذا العام بحيث يتم تنفيذها وفق الوضع الراهن فى تونس بالتنسيق مع الجانب التونسي.

ومع ذلك وللتأكيد على أهمية هذا العام وأنه رغم الظروف التى تمر بها تونس فإن وزارة الثقافة المصرية بادرت بتنظيم أمسية ثقافية للاحتفاء بدولة تونس فى المجلس الأعلى للثقافة فى إطار مبادرة علاقات ثقافية شارك فيها سفير دولة تونس فى القاهرة وعدد كبير من المثقفين المصريين بالإضافة إلى مشاركة عدد كبير من الرموز الثقافية التونسية عبر تقنية الفيديو كونفرانس، كما أن وزارة الثقافة بصدد إطلاق مسابقة بحثية كبرى حول أعمال العالم والمفكر التونسى ابن خلدون والذى أمضى جزءا من حياته فى مصر موجهه للمصريين والتونسيين للتأكيد على عمق العلاقات بين البلدين تنظمها مكتبة القاهرة الكبرى التابعة لقطاع الإنتاج الثقافى بالتعاون مع قطاع العلاقات الثقافية الخارجية والمجلس الأعلى للثقافة. 

ما آليات تفعيل مبادرة السينما بين ايديك التى تم إطلاقها مؤخرا؟ وكيف سيتم الاستفادة منها فى الترويج للمناطق السياحية المصرية؟

- إطلاق مشروع إبداعى جديد فى كافة محافظات مصر يحمل عنوان السينما بين إيديك يأتى ضمن مبادرة ابدأ حلمك تنفذه الهيئة العامة لقصور الثقافة، فن السينما وسيلة براقة لنشر الوعى والتنوير وأداة فاعلة لبناء مجتمع قوى ومتماسك، فمصر تعد من الدول الرائدة فى مجال الفن السابع الذى يمثل أحد المحاور الهامة للتنمية بما يضمه من أدوات فاعلة تتناول القضايا الاجتماعية، فمبادرة السينما بين ايديك من المشروعات التى تعمل على إتاحة الفرصة للموهوبين لاكتساب المهارات فى هذا المجال والتعبير عن أنفسهم إلى جانب تعزيز الهوية الوطنية وإبراز تفرد الحضارة المصرية ويتضمن معسكرات سينمائية متخصصة بالمحافظات السياحية يشارك فيها المتفوقون من خريجى الدراسات الحرة بقصر السينما ويهدف لإنتاج أفلام ترويجية قصيرة تضم بلاتوهات من المناطق السياحية بمصر إلى جانب نشر الثقافة السينمائية من خلال دورات دراسية وورش عمل بكافة المحافظات.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة