مدونة سلوك
الثلاثاء، 14 ديسمبر 2021 - 10:26 ص
آخر ساعة
فى الأيام الماضية سيطرت عدة قضايا على النقاش فى وسائل التواصل الاجتماعى، معظمها يدور حول مفهوم الحرية الشخصية وحدود التعبير عنها، وحق المجتمع فى ضبط هذه الحرية لكيلا تنقلب إلى فوضى يفعل ويقول فيها الجميع ما يريد بلا رابط ولا ضابط، وهى أزمة ظهرت بوضوح مع زيادة اعتمادنا على وسائل التواصل الاجتماعى التى باتت جزءا أساسيا من حياتنا اليومية.
المشكلة أننا بلا مدونة سلوك، فلا أحد فينا يعلم أين تبدأ حريته وأين تنتهى، وأين تبدأ حقوق المجتمع، وقداسة حرية الآخرين فى حياتهم الشخصية، فليس من المنطقى أن أعلق على سيدة حتى ولو كانت شخصية عامة، لأنها طُلقت أو تزوجت شابا يصغرها فى السن، ففى النهاية هذه حياتها الشخصية التى يجب أن تظل مصانة طالما لم يحدث ضرر مجتمعى من هذه الزيجة.
كما تبدو الأزمة أعمق فى متابعة التعليقات على تصريح محمد صلاح، الذى يعيش فى إنجلترا ويتحدث وسط مجتمع غربى بقيمه، لكن البعض دخل فى مزايدات رخيصة ضد اللاعب المصرى الأشهر، بما يكشف عن رغبة مريضة فى التنمر، أصبحت فى حاجة لوقفة حازمة لمنع هذه النماذج من تسيد الشأن العام.
نحتاج إلى مدونة سلوك مجتمعى، يتم إقرارها فى المدارس لتعليم النشء قواعد السلوك الأخلاقى، وكيفية البعد عن قيم التنمر، كما يستحسن أن يتم الترويج لخطاب أخلاقى يقف بحزم ضد التنمر ومحاولات البعض التدخل فى شئون الآخرين بصورة تتجاوز المنطق وتصل لمرحلة الإساءة والأذى النفسى. علينا أن ننتبه إلى مخاطر وسائل التواصل الاجتماعى وأضرارها كما نتحدث ليل نهار عن أهميتها ومميزاتها.