علاء عبد الهادى
القوة الناعمة فى منتدى الشباب
الجمعة، 14 يناير 2022 - 11:24 ص
فى عصر الفراعين العظام كان الفرعون يحرص على استقدام أبناء الأقاليم البعيدة التى كانت تخضع لحكم الفرعون ويأتى بهم إلى البلاط الملكى والمعابد الفرعونية لكى يتم تربيتهم وتعليمهم فى مصر ، فإذا عادوا إلى بلادهم دانوا بالولاء والتقدير لهذا الفرعون الذى رباهم صغاراً فأصبحوا رجاله وسفراءه فى بلادهم بعد أن يشتد عودهم.. كان هذا إدراك مبكر بعناصر القوة الناعمة التى تتمتع بها مصر.. شىء من هذا القبيل حدث ويحدث فى منتدى شباب العالم الذى احتضنت مدينة شرم الشيخ الساحرة نسخته الرابعة على مدار ثلاثة أيام كان ختامها الأربعاء الماضى، قد يقول قائل من هؤلاء الذين لا يعرفون حقائق الأمور، وليس لديهم أصلاً الاستعداد للاستماع، مالنا ومال مثل هذا المنتدى؟! ويتساءلون غاضبون : ألسنا أولى بما ينفق فى هذا المنتدى؟ أسئلة قد تكون مشروعة إذا صدرت عمن يريد أن يعرف، وواجب علينا أن نبين له ونشرح.
بداية فالمنتدى لا يحمل ميزانية الدولة المصرية مليما واحدا، وكل ما ينفق عليه يتم تمويله من رعاة داخل وخارج مصر، ولو كان ينفق لما كانت هناك مشكلة لأن عوائده المباشرة وغير المباشرة لا تقدر بمال.
هذا المنتدى، وقد شرفت بالمشاركة فى دوراته الثلاث السابقة، يمثل أداة فاعلة ومؤثرة لتقديم الدولة المصرية أفضل تقديم، عبر هؤلاء السفراء الذين يتم انتخابهم من صفوة شباب العالم، فى كافة التخصصات والمهارات، يكفى لكى تدرك الأهمية التى أصبح يمثلها هذا المنتدى، أن تعرف أن قرابة 500 ألف شاب وفتاة فى شتى قارات العالم تقدموا بملفاتهم على موقع وتطبيق المنتدى لنيل شرف المشاركة فى فعالياته، كل هؤلاء سيعودون لبلادهم ويتحدثون باسم مصر وسوف يكونون سفراء مصر فى بلادهم.. بعد أن شاركوا فى منتدى اعتبرته الأمم المتحدة أفضل وأعظم منصة للشباب على مستوى العالم.
فى المنتدى أنت تجنى عوائد سياسية، بلا حدود، ليس هذا مجال حصرها ، وان كان أبسطها أن يسمع هؤلاء الشباب صوت مصر فى كافة الملفات عن قرب وينقلوه لبلادهم، ولكن هناك عوائد سياحية رائعة، حيث تقدم من خلاله مصر الجديدة، ومصر الحضارة، وكيف حدث التناغم بين القديم والجديد، المنتدى ليس كله سياسة كما قد يعتقد البعض، ولكنه فى جوهره منصة لتلاقى الأفكار والرؤى فى أفضل واسمى صورها، و تلاقح وإلتقاء المنتدى لحضارات وثقافات ممثلا فى الآلاف من هؤلاء الشباب الذين التقوا فى شرم الشيخ ووراء كل منهم ثقافته وفنه وتراثه ولغته.
فى هذا المنتدى، اقتربت مصر أكثر وأكثر من محيطها الأفريقى، أفريقيا حاضرة بتراثها وفلكورها المميز، وحاضرة على لسان الرئيس.
خلال المؤتمر قدم المبدع المخرج خالد جلال مسرحيته «كنا واحد» التى أكد من خلالها وبالاشتراك مع فنانين من 15 دولة رسالة الفن فى مواجهة الكوارث والأوبئة التى يصنعها البشر، أو فى مواجهة الأوبئة مثل وباء كورونا.. المنتدى كان فرصة لكى يرى العالم ويسمع وعلى الهواء وبدون اعداد مسبق أصوات أهلنا فى سيناء وهم يتحدثون إلى رئيسهم من قلوبهم فى معرض «أهل سيناء» الذى كان فرصة ذهبية لتقديم التراث والحرف السيناوية على أصولها.
فى منتديات الشباب أجد الرئيس السيسى فى أسعد أوقاته، حريص على أن يستمع بإنصات، ويدوّن، وحريص على أن يوضح حقائق ما قد يلتبس على البعض، وتحديداً الشباب.. منتدى شباب العالم واقع جميل صنعته مصر وصدرته للعالم.