الدكتور محمد فتح الله
الدكتور محمد فتح الله


تأثير الإستخدام العشوائي للكيماويات علي صناعة النحل

محرم الجهيني

السبت، 15 يناير 2022 - 04:55 م

قال الدكتور محمد فتح الله رئيس قسم بحوث النحل معهد بحوث وقاية النباتات بمركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة أن مهنة تربية نحل العسل هى إحدى المهن الزراعية الرئيسية في الكثير من بلدان العالم ولا تقتصر أهمية نحل العسل على منتجاته التي نحصل عليها من طوائف النحل وحسب (والتي تصنف وتستخدم كدواء وغذاء) بل تمتد لتشمل الحفاظ على حياة البشريه.

وتابع كما ترجع أهمية قطاع تربية النحل فى الاقتصاد العالمى والأمن الغذائى الدولى، لأنه يساهم فى تلقيح ما يزيد عن 85% من الأنواع النباتيه وهي ما تمثل ما قيمته 35% من الإنتاج الزراعي و الغذاء العالمي أي أنه يسهم بنسبة ليست بالقليله في إنتاجية المحاصيل الزراعية على تنوعها وإختلافها.

وحذر الدكتور محمد فتح الله من لاستخدام العشوائي او المفرط للكيماويات داخل خلية النحل والتي يقوم بها مربي النحل ظنا منه بذلك يقوم بالحفاظ على طوائفه من الأمراض المختلفة لافتاً إلى أن هناك ظاهرة إختفاء أو إنهيار طوائف النحل في معظم بلدان العالم ظهرت خلال العقدين الأخيرين وأدت إلى فقد في طوائف نحل العسل تجاوز 50% في بعض المناطق.

وقال إن التلوث الناشئ من إستخدام الكيماويات على طوائف النحل ومضاره على الإنسان والبيئه خطير جداً لأنه ينتج عن ذلك إجهاد للكبد والكلى وقد يؤدي إلى الفشل الكامل وقد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان.

وتابع وهذا ربما يفسر إرتفاع جرعات المضادات الحيوية التي يستخدمها الإنسان للعلاج نتيجه لمتبقيات المضادات الحيويه في الأغذيه ومنها عسل النحل.

وشدد على ضرورة إتباع الممارسات النحلية السليمة والعمل على المحافظه على صحة النحل بتلاشي تعرضه للإجهادات المختلفه والإهتمام بالتغذيه البروتينيه التي تعتبر العامل الأهم في مناعه النحل لتأثيرها الواضح على محتوى النحل من الميكروبات النافعه وعلى خلايا الدم المناعيه، وكذلك الإهتمام بالنحاله المرتحله سعيا للمرعى والظروف البيئيه الجيده.

وأشار إلى أنه من المتعارف عليه بين القائمين على تربية نحل العسل أن أشد وأخطر أعداء النحل هو النحال الجاهل الذي يدمر النحل وهذه المهنة بممارساته الخاطئة حيث يؤدي هذ الإستخدام الخاطئ إلى الكثير من المشاكل والسلبيات على طائفة النحل ومنها:

- قصر عمر الذكور في الطوائف التي يستخدم فيها الكيماويات المخلقه وخفض الخصائص البيومتريه لها.

- وخفض لتعداد الحيوانات المنويه في ذكور النحل بنسب تصل إلى حوالي 50%، بالإضافة على التأثير على حيوية الحيوانات المنويه في الذكور.

- خفض حجم القابله المنويه ووزن الملكات العذارى الناتجه من طوائف تعرضت للمبيدات، وكذلك التأثير السلبي على الحيوانات المنويه داخل القابله المنويه للملكات الملقحه ويزيد من معدلات الإحلال لهذه الملكات بنسب قد تصل إلى 75% خلال 6 شهور من تلقيح الملكات.

- قصر عمل الشغالات القوى العامله بطائفة النحل مما يترتب عليه ضعف لقوة الطوائف وإنخفاض إنتاجيتها مما يسبب خسائر ماديه.

-إنخفاض المقاومه الطبيعيه للنحل نتيجه للتأثير السلبي للمواد الكيميائيه على أنواع الميكروبات النافعه . والمتواجده بمعدة النحل والتي تلعب أدوارا هاما في عمليات الهضم والتغذيه بالإضافة إلى دورها الرئيسي في تضاد عمل ونمو بعض المسببات المرضيه لنحل العسل.

- ظهور صفة المقاومه لطفيليات النحل والمسببات المرضيه نتيجه للإستخدام الخاطئ وغير المقنن للمواد الكيميائيه داخل خلية النحل.

الجدير بالذكر أن إنتاج مصر من عسل النحل يقدر بحوالي 20 ألف طن سنوياً تقريبًا و يتم تصدير حوالي 3 آلاف طن عسل للخارج سنوياً حيث تمتلك مصر حوالي 2 مليون طائفة نحل .

وقد قامت وزارة الزراعة بأصدار قرارا بضرورة ترخيص المناحل لإمكانية حصرها و الحصول على بيانات وأرقام دقيقة عن أعداد طوائف النحل المرباة في مصر وهو ما يتيح لها التخطيط ووضع الإستراتيجية المناسبة للنهوض بصناعة تربية نحل العسل

وقامت الوزارة بتقييد إستخدام مجموعة مبيدات النيونيكوتينويدز وحظر إستخدامها في الزراعات المكشوفه وقصر إستخدامها في الصوب الزراعيه وفي فترات عدم التزهير وذلك لما لهذه المجموعه من تأثير في ظاهرة إختفاء النحل.

كما تم التنسيق والتواصل بين جمعيات مربي النحل والنحالين من جهة وبين الباحثين من جهة أخرى لنقل مشاكل ومعوقات تربية النحل والعمل على حلها بالأساليب العلميه المقننه، وتوفير المرشد الزراعي المتخصص وعقد الدورات التدريبيه والإرشاديه الخاصه بمجالات تربية نحل العسل المختلفة .

اقرا ايضا :هيئة سلامة الغذاء: لدينا لائحة فنية للكيماويات والمبيدات المستخدمة بالمنتجات الزراعية|

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة