الانبهــار
الثلاثاء، 18 يناير 2022 - 12:02 م
آخر ساعة
الأضواء المتلألئة تسحر الكثيرين.. تبهرهم طلة المشاهير وكل ما يبدو براقًا فى مختلف المجالات.. ينجذبون لهم ويتتبعون أخبارهم، يظلون مشدودين مأسورين دون أى مقاومة؛ وربما تسلب إراداتهــــــم أمــــام مـــــــــا يقــــــال ويسمعـونـــــه ويشـاهـــدونه.. يغفلــون إعمـــال العقـــــل ويأخذهم بريق الانبهار إلى عالم من نسج خيالهم، يؤمنون به وينساقون إليه دون أن يدركوا إلى أين هم ذاهبون، تغفل أعينهم عن رؤية الحقيقة والجوهر، ويبدأ التقليد الأعمى للنجم المفضل، دون مراعاة ما يناسبهم وهل يستحق كل هذا الانبهار..
كذلك الحملات الدعائية للمنتجات التى تعتمد على خطف الأنظار والإبهار للترويج للمنتج وجذب المستهلك ومن ثم تحقيق الأرباح، يجذبنا الإعلان وننتبه له وربما نأخذ قرارا بشراء المنتج، ولكن عند رؤيته على أرض الواقع والتحقق من تفاصيله، نعرف المعنى الحقيقى لخدعة الانبهار التى دائمًا ما تسحرنا وتسيطر على أحكامنا وقراراتنا. المظاهر غالبًا ما تكون خادعة، قد تبدو أشياء كثيرة ظاهريًا جذابة للغاية ولكن عندما يتم فحصها، يتضح أنها مخيبة للآمال. مثل الأشخاص التى تتظاهر بالفضيلة والمعرفة وتخفى عيوبها، لا يمكن الحكم على شخص من وجهه المبتسم أو مظهره البهيج، ربما تخفيه أقنعة ومظاهر كاذبة.
لا أحد منا يمكن أن يهرب من سحر الانبهار، ولكن الفارق يكمن بالتجارب والاطلاع والتعلم، كلما ازدادت تجارب الإنسان صقلته، وكلما زاد اطلاعه، كثر نهمه على المعرفة والتفكر ومن ثم البدء بالنظر والتدقيق فيما يجذبه، ربما يعجب به ويتوق إليه ولكن للحظات دون التسرع فى إطلاق الأحكام واتخاذ القرارات، يجلس ويستمع، ينصت لكل ما يقال، يقترب لتضح الرؤية ويراقب ويتحقق حتى يتسنى له تكوين صورة حقيقية بعيدًا كل البعد عن أى بريق لامع زائف يجذب ولا يثمر، وحتى يكون الحكم على الأشياء والأشخاص أكثر حكمة.
Email: dinatawfik100@hotmail.com