المذيع الروبوت!
الثلاثاء، 18 يناير 2022 - 01:05 م
آخر ساعة
قبل أيام، كنت أتابع حلقةً من برنامج جديد على قناة فضائية خاصة، ولفتت نظرى المذيعة محدودة الإمكانيات التى تدير الحوار مع ضيفها بطريقة أى كلام والسلام، والحقيقة لا أعرف مَنْ العبقرى الذى قرَّر أن يصنع منها مقدمة برامج، لأنها لا تتمتع بأى مَيزة تؤهلها للقيام بهذه المهمة.. لا كاريزما ولا لغة ولا ثقافة عامة.
وقتها كنت أتناقش فى الأمر مع عدد من الأصدقاء، بعضهم له باعٌ فى العمل الإعلامي، ووجدتُ أن لديهم شبه إجماع على الرأى ذاته، ومَنْ دافع عنها كان دفاعه من منطلق أنها جميلة وأنيقة وابتتكسفب، كأن المتفرج يبحث عن عروس!
رحم الله جيل المذيعات العظيمات، أمثال سلوى حجازى التى قدمت برامج متميزة منذ بداية انطلاق التلفزيون، ومنها القاء المشاهيرب الذى استضافت فيه ألمع النجوم وقتذاك كأم كلثوم ونجاة وبديع خيري.. والإعلامية همت مصطفى، أول مَنْ قرأ نشرة الأخبار، ولا أحد ينسى لقاءها الشهير مع الرئيس الراحل أنور السادات.
والقائمة تطول وتضم باقة من أروع مذيعات ماسبيرو زمان سواء خلف ميكروفون الإذاعة، مثل آمال فهمى وفضيلة توفيق (أبلة فضيلة)، أو على الشاشة الفضية أمثال سامية الإتربى ونجوى إبراهيم وفايزة واصف وملك إسماعيل ودرية شرف الدين.
أعود بكم إلى نقاشى مع أصدقائي، فقد اقترح العالم المصرى علاء الدين سيد، كبير خبراء الاستشعار بشركة رايثيون الأمريكية لأبحاث الفضاء، أن تجرى الاستعانة بـاروبوتاتب لتقديم البرامج التلفزيونية.. قالها لى الرجل ساخرًا، لكن فى الحقيقة وجدتُها فكرة مدهشة، وتساءلتُ بينى وبين نفسي: هل يمكن فى ظل التطوُّر التكنولوجى الذى يشهده العالم الآن أن نرى ذات يومٍ قنواتٍ فضائية تستعين بـامذيع روبوتب، وتخلصنا من معاناة متابعة أنصاف الموهوبين؟! أتمنى ذلك.
Email: elgammala555@gmail.com